أوباما يعلق بتأثر على حادث قتل الشاب الأسود في فلوريدا

قال إنه «لو كان لدي ولد لكان يشبه ترايفون».. ثم دعا لتحقيق كامل في القضية

متعاطفون مع الشاب القتيل ترايفون، يتذكرونه بتأثر، أمام كنيسة في سانفورد بفلوريدا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

سلطت الأضواء على قضية العلاقات بين العرقيات المختلفة في الولايات المتحدة، بشكل كبير، أثناء الفترة الطويلة التي سبقت وصول باراك أوباما للرئاسة، ثم أخذت طرق الرئيس أوباما نفسه في التعامل مع المسألة العرقية، أشكالا مختلفة. لكن قراره بالتدخل شخصيا في حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة شاب أسود في فلوريدا، أول من أمس، اعتبر دليلا على التطور والقدرة على التعامل بارتياح مع هذه المسألة.

فقد علق الرئيس أوباما بتأثر كبير الليلة قبل الماضية على الحادثة بقوله: «لو كان لدي ولد لكان يشبه ترايفون»، معلقا على قضية الفتى الأسود الذي قتل برصاص رجل لاتيني، وطالب بتحقيق كامل في هذا الملف الذي يثير استياء متناميا في الولايات المتحدة. وأضاف أوباما، أول رئيس أميركي أسود، وقد بدت عليه علامات التأثر: «لا يمكنني أن أتصور ما يشعر به والدا» ترايفون مارتن (17 عاما). وتابع: «لو كان لدي ولد لكان يشبه ترايفون».

وأثارت هذه الجريمة التي ارتكبت في فلوريدا (جنوب شرق) الشهر الماضي الجدل مجددا حول قانون مطبق في هذه الولاية يوسع نطاق حالات الدفاع عن النفس. وقال أوباما: «على الأهل في الولايات المتحدة أن يدركوا لماذا من الضروري أن نحقق في كل أوجه هذه القضية، وأن يساهم الجميع في ذلك، الدولة الفيدرالية وولاية (فلوريدا) والسلطات المحلية لكشف ملابسات هذه المأساة».

ففي 26 فبراير (شباط) الماضي، عندما كان ترايفون عائدا إلى منزله بعد شراء السكاكر، قتل برصاص جورج زيمرمان الذي كان يتولى دوريات المراقبة في الحي الذي يقيم فيه في منطقة سانفورد السكنية بضاحية أورلاندو في وسط فلوريدا.

وكان زيمرمان (28 سنة) وهو من أصول إسبانية، تذرع بالدفاع عن النفس ولم يسجن، لكن ظروف الحادث لا تزال غير واضحة، والتحقيق الذي أجرته الشرطة المحلية يواجه انتقادات شديدة.

وفتحت وزارة العدل الأميركية ومدعي ولاية فلوريدا ومكتب المباحث الفيدرالية (إف بي آي) تحقيقا في هذا الحادث. وستجتمع هيئة محلفين في العاشر من أبريل (نيسان) المقبل لاتخاذ قرار حول ما إذا كانت التهم كافية لملاحقة زيمرمان.

والخميس أعلن قائد شرطة سانفورد أنه يعلق مؤقتا مهامه، معربا عن الأمل في أن يساهم ذلك في «عودة نوع من الهدوء إلى المدينة التي تشهد توترا شديدا منذ أسابيع».

وأعاد مقتل الفتى الأسود إلى الواجهة الجدل حول قانون تم التصويت عليه في 2005 في فلوريدا بدعم من لوبي الأسلحة، والقانون الذي يطلق عليه مؤيدوه اسم «دافعوا عن أنفسكم»، ومعارضوه «افتحوا النار أولا»، يسهل اللجوء إلى الدفاع عن النفس. وتنظم مظاهرات يوميا في فلوريدا للتنديد بالتمييز العنصري، وامتد هذا التحرك إلى مدن أميركية أخرى منها نيويورك، وكان مفترضا أن تنظم مظاهرة أمس في العاصمة الفيدرالية واشنطن.

وقال أوباما «أعتقد أن علينا جميعا أن نفحص ضمائرنا لنفهم كيف يمكن لمثل هذا الأمر أن يحصل. وهذا يعني أن علينا النظر في القوانين» المطبقة. وأوباما الذي نادرا ما يجيب على أسئلة الصحافيين لدى انتهاء مداخلاته العلنية، وافق على الإجابة على سؤال صحافي في هذا الخصوص بعد أن قدم المرشح الأميركي إلى البنك الدولي في البيت الأبيض. وقال أوباما إن «أهل ترايفون مارتن على حق إذ يتوقعون منا كمواطنين أميركيين أن نأخذ هذا الملف على محمل الجد، وأن نذهب إلى عمق الأمور». وجمع أكثر من مليون توقيع على موقع «تشانج» للمطالبة بتوجيه التهمة إلى زيمرمان.