«سي إن إن»: اتهامات النظام السوري لنا بالتعاون مع «إرهابيين» سخيفة

نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام للشبكة: نقف بقوة وراء فريق عملنا المتميز في سوريا

طفل سوري يحمل بيديه بعض الشظايا وفوارغ طلقات التي خلفتها قوات الجيش السوري بعد هجومها على السرمين أمس (أ.ف.ب)
TT

وجه مسؤولون في نظام الرئيس السوري بشار الأسد اتهامات إلى شبكة «سي إن إن» الأميركية بأنهم يتعاونون مع «إرهابيين»، حسب بيان أصدرته الشبكة وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، وجاء في البيان أنه «في أحدث حلقة من تلك الاتهامات، ادعت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في تقرير لها أول من أمس (الجمعة)، أن صحافيين من فريق شبكة (CNN) شاركوا في تفجير خط أنابيب لنقل النفط في حمص، بالتعاون مع (المجموعات الإرهابية المسلحة)، وهو وصف دأب نظام دمشق أيضا على إطلاقه على المناوئين لنظام الأسد».

وقالت «سانا» إن مقاطع فيديو بثها التلفزيون العربي السوري الأربعاء الماضي، كشفت بعضا من جوانب «العدوان الإعلامي الذي يشن على سوريا، من خلال تزوير الواقع، وفبركة الأحداث، واختلاق الأكاذيب، الذي تقوم به بعض قنوات الإرهاب الدموي العربية والغربية، بالتعاون مع المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، والجهات التي تدعمها وتمولها».

وذكرت أن أحد مقاطع الفيديو، الذي تم نشره قبل فترة، ويصور «عملية تخريب» خطوط نقل النفط في منطقة «السلطانية» بريف حمص، من قبل «المجموعات الإرهابية المسلحة»، يظهر أن «من قام بزرع الكاميرا هم مراسلو قناة (CNN)، الذين دخلوا سوريا بطريقة غير مشروعة، عبر الحدود اللبنانية، بما يؤكد أنهم كانوا على علم بجريمة التخريب، ونسقوا مع الإرهابيين لتصويرها، وبثها، مما يجعلهم شركاء فيها».

وجاءت هذه الاتهامات، حسب بيان الشبكة، بعدما أذاع التلفزيون السوري أجزاء مقتطعة من الفيلم الوثائقي «72 ساعة تحت النار»، الذي يتناول المخاطر والعقبات التي يواجهها أعضاء فريق «CNN» أثناء عملهم في مدينة حمص.

وذكرت «سانا» أنه «يسمع في مقطع الفيديو صوت المصور المختص بشؤون الأمن، تيم كروكت، وهو يسأل المصور الصحافي نل هلسوارث، عن حالته الصحية، بعد أن أصيب بالاختناق جراء الدخان المتصاعد نتيجة الاعتداء على خط النفط، ثم تسأل المراسلة، أروى دامون، المصور كروكت إن كان هلسوارث بحاجة إلى طبيب، فيجيبها بأنه لا يريد».

وأشارت الوكالة السورية في سياق اتهاماتها، إلى أن قناة «CNN» «قامت بإجراء اتصال مع مراسلتها، دامون، وعرضت صورا مباشرة للاعتداء على خط النفط، من نفس الكاميرا، التي ركبت قبل يوم، بهدف تصوير عملية التخريب».

وتابعت «سانا» أنه «رغم هذه الحقيقة، عمدت قناة (CNN) إلى الزعم، عبر مراسليها، أن من قام بالتفجير هو الجيش العربي السوري (الاسم الرسمي للجيش النظامي الموالي للأسد)، لإبعاد الشبهة عن تورط أميركيين باستهداف هذه الأنابيب».

ونقلت عن رفيق لطف، عرفته بأنه عضو «اتحاد الإعلاميين العرب في أميركا»، قوله إن «ما تم نشره، وما سينشر لاحقا، من وقائع موثقة بالأدلة، هو جزء بسيط من الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها سوريا، ويشكل فضيحة كبرى للقنوات التي تدعي أنها تعمل بحيادية، ويبين مدى تورطها في العدوان على سوريا، والمتاجرة بدماء شعبها».

وأضاف لطف، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، أن «الإعلام السوري انتقل إلى مرحلة الهجوم، بينما أصبح المضللون والمزورون في مرحلة الدفاع، بعد أن اتضحت أكاذيبهم وانكشفت للعالم».

وخلال البرنامج الذي بثه التلفزيون السوري، تساءل لطف: «من يقف وراء هذا الاعتداء؟.. إنها مجموعة واحدة.. من هي تلك المجموعة؟.. دعوا (CNN) تجيب عن هذا السؤال.. إنه أمر من اثنين.. إما أنهم هم من قاموا بإعداده.. ولكنني أؤكد لكم أنهم كانوا مجرد شركاء».

ورد طوني مادوكس، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«CNN» على تلك الاتهامات بأنها «سخيفة»، وتابع بقوله: «نحن نقف بقوة وراء فريق عملنا المتميز في سوريا».

وأضاف مادوكس: «من المؤسف أنه لم يمكن للمواطنين (السوريين) مشاهدة هذا الفيلم الوثائقي المهم، من دون تلك التشويهات السخيفة».

ومن بين الاتهامات التي تضمنها البرنامج، الذي أذاعه التلفزيون السوري، تساءل لطف عما إذا كانت وسائل الإعلام الأميركية تعمل مع تنظيم القاعدة، الذي ذكر المتحدث أنه على علاقة بـ«الجيش السوري الحر»، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.

وقال: «لماذا هم يعملون الآن مع (القاعدة)؟».. وتابع بقوله: «لقد عشت في أميركا لمدة 16 عاما، وأعرف أن الأميركيين شعب طيب».

وكانت دوائر رسمية في سوريا قد وجهت اتهامات مماثلة إلى فضائيات عربية وأجنبية، على السواء، من بينها فضائية «الجزيرة» القطرية، التي يقول مسؤولون في دمشق إنها «تعتمد على المسلحين، والإرهابيين للعمل كمراسلين بها».