العربي يدشن قطار قمة بغداد.. والبشير يتحدى مذكرة الاعتقال الدولية ويقرر حضورها

الأمين العام للجامعة العربية: إنها قمة للعراق.. وتختلف عن سابقاتها من حيث أهميتها

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مستقبلا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مطار بغداد أمس (رويترز)
TT

مع وصول الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إلى بغداد، أمس، يكون قطار القمة العربية في بغداد قد انطلق، في وقت أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أنه سيترأس وفد بلاده إلى القمة، على الرغم من صدور مذكرة دولية باعتقاله.

وقال العربي، في تصريحات لدى وصوله إلى بغداد، إنه سيبحث مع وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أوراق الإعداد للقمة العربية، خصوصا أوراق الإعداد لمؤتمر وزراء الاقتصاد العرب، الذي سيعقد الثلاثاء المقبل وأوراق الإعداد لاجتماع وزراء خارجية العرب الأربعاء، ومن ثم جدول أعمال القمة العربية الخميس. وأضاف أن «جدول الأعمال قد اكتمل، ونحن نتطلع إلى رؤية أفضل للأوضاع العربية خلال هذه القمة التي نتوقع أن تكون مميزة عن سابقاتها في جميع الجوانب؛ نظرا للتغيرات التي شهدتها بعض البلدان العربية»، مشيدا باستعدادات العراق لاستضافة القمة. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية القول: «هي قمة للعراق». وأضاف أن «جميع دول العالم تنظر إلى القمة وتتطلع إلى رؤية القرارات التي ستصدر منها».

وقبل مغادرته القاهرة، قال العربي: إن هذه القمة تختلف عن القمم السابقة من حيث أهميتها؛ حيث تأتي بعد أخطر تطورات تشهدها المنطقة العربية، وهي أول قمة يعود فيها العراق بكل قوته ووزنه وثقله إلى منظومة العمل العربي، والجميع يهتم بذلك؛ لأن العراق مهم في العمل العربي المشترك، إضافة إلى أهمية الموضوعات المطروحة عليها، وعلى رأسها الوضع الفلسطيني والسوري والصومالي، وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وحول مستوى تمثيل القادة العرب في القمة قال: «سيشارك عدد كبير من القادة العرب في القمة، وعادة لا يشارك كل القادة العرب في القمم، إلا أن معظم القادة أكدوا مشاركتهم في قمة العراق». أما عن الهاجس الأمني بعد حدوث تفجيرات مؤخرا في بغداد، فقال: «لا توجد لدينا أي مخاوف أمنية، ونحن نغادر الآن إلى العراق وتأكدنا أن العراق اتخذ كل الإجراءات الخاصة باستضافة القمة وتوفير كل وسائل الراحة والأمان».

وتتوج زيارة العربي إلى بغداد أولى مراحل بدء هذه القمة التي أنفقت بغداد عليها ما يقرب من 500 مليون دولار، وهي التكلفة الأعلى في تاريخ القمم العربية. وكانت قد بدأت أمس العطلة الرسمية للدوائر والمؤسسات الحكومية في العاصمة بغداد، في وقت أحكمت فيه الأجهزة الأمنية سيطرتها على مداخل العاصمة وأطرافها من خلال نشر أكثر من 100 ألف عنصر أمني، فضلا عن 100 طائرة تشكل مظلة جوية طيلة أيام القمة. وباستثناء إطلاق قذيفة هاون، أول من أمس، في منطقة شارع فلسطين في جانب الرصافة من بغداد فإن الأوضاع الأمنية في عموم العراق، وبالذات في بغداد، سجلت هدوءا لافتا، في وقت استبعدت فيه قيادة عمليات بغداد فرض حظر التجوال خلال يومي الأربعاء والخميس باستثناء غلق الأجواء يوم انعقاد القمة.

إلى ذلك، أعلنت الرئاسة العراقية أن الرئيس السوداني المطلوب للقضاء الدولي بتهم الإبادة الجماعية سيحضر إلى بغداد على رأس وفد رسمي للمشاركة في اجتماعات القمة. وقال بيان رسمي صدر عن رئاسة الجمهورية العراقية: «إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أكد للرئيس العراقي جلال طالباني، عبر اتصال هاتفي، ترؤسه وفد بلاده لحضور القمة العربية المقبلة في بغداد»، ولم يذكر البيان أي تفاصيل أخرى عن اتصال البشير بطالباني. كانت وزارة الخارجية العراقية قد أكدت، في وقت سابق، أن العراق سيوفر الحماية اللازمة والتامة للرئيس السوداني، كذلك جميع القادة العرب المشاركين في أعمال القمة. ويواجه البشير تهما بالإبادة الجماعية في إقليم دارفور، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في يوليو (تموز) 2010 مذكرة اعتقال بحقه بالتهم المنسوبة إليه.

من جهته، شكل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لجنة خاصة لاستقبال ضيوف القمة العربية. وقال بيان أصدره مدير المكتب الخاص للصدر، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن مقتدى الصدر أمر بتشكيل لجنة خاصة تقوم باستقبال ضيوف القمة العربية والترحيب بهم»، مبينا أن «النائبة عن التيار، مها الدوري، ستترأس اللجنة». وأضاف الجياشي أن اللجنة «ستنقل تحيات السيد مقتدى الصدر للقادة العرب».