«هيومان رايتس ووتش» تتهم قوات الأسد باستخدام مدنيين كدروع بشرية

ضابط منشق لـ «الشرق الأوسط»: عناصر الأمن ينزعون عن النساء ملابسهن بإدلب وحمص

دبابة سورية أثناء توغلها في احدى ضواحي حلب أمس في لقطة مأخوذة من موقع «يوتيوب»
TT

اتهمت منظمة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) القوات الحكومية السورية بـ«استخدام مدنيين كدروع بشرية خلال عمليات عسكرية مؤخرا»، مشيرة إلى أن «الجيش ومسلحين موالين للنظام السوري أجبروا سكانا بالسير أمامهم في أثناء تقدمهم نحو مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب شمال البلاد».

ونقلت المنظمة الدولية، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، عن شهود عيان قولهم إن «الهدف من ذلك التصرف هو حماية قوات الجيش أثناء تقدمها». وقال أولي سولفانغ، باحث الطوارئ في «هيومان رايتس»: «إن الجيش السوري أظهر استخفافا صارخا بسلامة البشر، عبر استخدام المدنيين كدروع بشرية»، مضيفا أنه «ينبغي للجيش السوري أن يتوقف فورا عن هذه الممارسة غير المسؤولة».

إلى ذلك، أكد المقدم المظلي المنشق، خالد يوسف الحمود، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش السوري النظامي يجبر النساء والأطفال على الصعود على متن الدبابات، أثناء قيامه بدوريات وعمليات مداهمة، خوفا من مهاجمة عناصر الجيش الحر والثوار له».

وقال الحمود، وهو أحد مساعدي قائد الجيش الحر، العقيد رياض الأسعد: «قبل يومين اعتقلت قوات الأسد الأطفال والنساء داخل المساجد في قرى جبل الزاوية، وراحوا يطلقون نداءات عبر مكبرات المساجد لجنود الجيش الحر بأن يسلموا أنفسهم، وإلا سيعمدون إلى تصفية رهائنهم من نساء وأطفال».

ولفت الحمود إلى أن «عناصر من قوات الأسد عمدوا، في مدينة إدلب، إلى تجريد 17 امرأة من ملابسهن تماما، وطلبوا منهن أن يسرن عاريات تماما في شوارع المدينة، وكذلك فعلوا مع 25 امرأة في بابا عمرو في حمص»، وأضاف: «يوم أمس (أول من أمس) اعتقل عناصر الأمن العسكري عددا من النساء في إدلب وأوقفوهن على الجدار وراحوا يضربوهن على أماكن حساسة في أجسادهن؛ ردا على اعتقال الثوار نجل وزوجة العميد في جهاز الأمن العسكري نوفل الحسيني؛ حيث عدنا وأطلقنا سراحهما بعد ساعتين، التزاما منا بالقوانين الدولية».

ووجه الحمود نداء إلى منظمة «هيومان رايتس ووتش»، داعيا إياها إلى «الإقلاع عن اتهام الجيش الحر بارتكاب أعمال عنف، وألا تساوي بين الضحية والجلاد». وقال: «إنه ينبغي على المنظمات الدولية أن تعلم أن ما نقوم به هو مشروع دفاع عن النفس، وهو حماية لنسائنا وأطفالنا وللمدنيين الأبرياء الذين يتعرضون للقتل وانتهاك الكرامات والأعراض على يد نظام الأسد وعصاباته».

يُذكر أن المساعي لإدانة دولية ودبلوماسية رفيعة المستوى فشلت في وقف تداعيات الأزمة السورية، التي جاوزت عامها الأول منذ انطلاقها في مارس (آذار) الماضي، وحصدت خلال ذلك أرواح أكثر من 8 آلاف ضحية، بحسب تقارير الأمم المتحدة، أغلبهم من المتظاهرين المدنيين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.