تحقيق في «عنصرية» قتل عراقية في كاليفورنيا

مخاوف من جرائم كراهية ضد المسلمين

TT

بعد فقدان الأمل في استمرار حياتها، نزع الأطباء في ولاية كاليفورنيا أنابيب الحياة من العراقية شيماء العوضي التي كانت نقلت إلى المستشفى بعد أن اعتدى عليها مجهول، يوم الأربعاء، داخل منزلها اعتداء جسيما. وفي الوقت نفسه، بدأت الشرطة تحقق فيما إذا كانت «الكراهية العنصرية» هي السبب، إذ وجدت رسالة إلى جانب العوضي بعد الاعتداء عليها تشير إلى ذلك.

وقال حنيف مهيبي، مدير فرع كاليفورنيا لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في واشنطن، وهي أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة: «في هذا الوقت، عائلة العوضي تعيش في حالة حزن عميق، ولا تكاد تصدق. لا تزال تحاول أن تفهم ما حدث».

كان عمر العوضي (32 سنة)، ولها خمسة أطفال أكبرهم بنت عمرها 17 سنة، عادت إلى منزل العائلة في ضواحي سان دييغو (ولاية كاليفورنيا) ووجدت والدتها فاقدة الوعي، كما قال ضابط الشرطة ستيف شاكوسكي.

وقالت البنت نفسها (فاطمة) في مقابلة تلفزيونية، إن والدتها ضربت بعجلة سيارة حديدية في رأسها ضربا مكررا، وإنها وجدت مذكرة مكتوبا عليها: «عودي إلى وطنك، أيتها الإرهابية». وكانت فاطمة تبكي وهي تتحدث في التلفزيون، ومما قالت: «أخذتم أمي مني. أخذتم أحسن صديقة لي مني. لماذا؟ لماذا فعلتم ذلك؟».

وقال ضابط الشرطة مارك كويت: «جريمة الكراهية واحدة من الاحتمالات وسوف نبحث في ذلك.. لكننا لا نريد التركيز على مسألة واحدة فقط، حتى لا يغيب عنا شيء آخر». وكشف عن أن العائلة كانت تسلمت رسائل كراهية في الماضي، لكنها لم تبلغ الشرطة، وأن الوالدة قللت من أهمية رسالة كراهية وجدتها على باب المنزل، وقالت إنها لعبة سخيفة من أطفال.

بالإضافة إلى فاطمة، للفقيدة بنتان وولدان، تتراوح أعمارهم بين ثمانية وأربع عشرة سنة. وقالت صديقة العائلة سورة الزيدي إن الهجوم وقع، على ما يبدو، بعد أن أخذ الوالد أصغر الأولاد الذي عمره ثماني سنوات إلى المدرسة. يذكر أن الضحية كانت «محجبة حجابا محترما ومتواضعا».

وقالت الزيدي إن العائلة عاشت في المنزل لبضعة أسابيع فقط، بعد انتقالها من ولاية ميتشيغان. وقالت إن زوج الضحية ووالدها يعملان معا في سان دييغو مقاولين في القطاع الخاص، ويتعاقدان مع الجيش الأميركي في برنامج تقديم استشارات ثقافية لتدريب الجنود الأميركيين الذين يرسلون إلى الشرق الأوسط، وإن عائلة العوضي هذه تعيش في الولايات المتحدة منذ منتصف التسعينات.

وقال حنيف مهيبي، من مجلس «كير»: «يواجه مجتمعنا المسلم هنا كثيرا من التمييز والكراهية، لكنه دائما لا يبلغ الشرطة عنها». وأضاف: «ينبغي عليهم اعتبار هذه التهديدات جدية، وإبلاغ الشرطة عنها فورا وبكل التفاصيل».

الجدير بالذكر أن ضاحية «الكايون»، من ضواحي سان دييغو في جنوب ولاية كاليفورنيا، فيها ثاني أكبر تجمع للعراقيين في الولايات المتحدة (أربعون ألفا تقريبا) ويوجد أكبر تجمع في ديترويت (ولاية ميتشيغان)، حيث يوجد أيضا أكبر تجمع للعرب في الولايات المتحدة.