النيران تلف حماه ومناطقها.. وقوات الأمن تعتقل العشرات وتطوق مستشفى

ناشطون: إتلاف المحاصيل في الريف.. وإضراب عام

TT

لفّت النيران مدينة حماه وريفها، حيث نالت هذه المناطق النصيب الوافي من القصف وأعمال القتل والعنف. وكشف ناشط في «مجلس قيادة ثوار حماه» لـ«الشرق الأوسط» عن أن «قوات النظام اقتحمت حي الحميدية داخل المدينة بعدد من حافلات الأمن والسيارات المثبتة على ظهرها الرشاشات، وقامت بحملة ترهيب واعتقالات عشوائية».

وأشار الناشط، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن «هذه الحملة أسفرت عن اعتقال عشرات الرجال، كما أقدمت هذه القوات على قتل الشاب آزاد ناجح برازي تحت التعذيب بعد اعتقاله، وتبين أنه قتل خنقا بواسطة حبل وجد قرب جثته التي عثر عليها مرمية على طريق سريحين»، مؤكدا «دخول عصابات الأمن والشبيحة إلى داخل مشفى الحوراني واعتقال مدير المشفى الدكتور محمد السمان، وإقدام هذه العصابات مدعومة بالعتاد والمدرعات والدبابات بتطويق مشفى الريس في المدينة».

وقال المصدر «يبدو أن الضربات القوية التي تلقاها النظام من أبطال (الجيش الحر) في مدينة حماه جعلته يفقد عقله وصوابه، ما دفع عناصره الأمنية وشبيحته إلى تفتيش عربات الأطفال الرضع في حي الجسر، وسط انتشار أمني عسكري كثيف في منطقة المحطة. كما طوقت حشود عسكرية وأمنية أخرى أحياء باب قبلي والجراجمة والشيخ عنبر ووادي الحوارنة»، لافتا إلى أن «إضرابا عاما شمل كل مناطق حماه احتجاجا على العمليات العسكرية وأعمال القتل والاعتقال، كما رفع الثوار علم الاستقلال على قناطر النواعير».

أما في ريف حماه، فكان المشهد أكثر عنفا ودموية، بحيث أفاد عضو «مجلس قيادة الثورة في حماه» أبو غازي الحموي، بأن قلعة المضيق الأثرية «ما زالت عرضة لقصف دبابات جيش (الرئيس) بشار الأسد العنيف لليوم الثالث عشر على التوالي، والتي تحاصرها من ثلاثة محاور».

وقال أبو غازي لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف العشوائي لحيي باقلو والمشنقة داخل (مدينة) القلعة، لم يؤد إلى وقوع قتلى أو جرحى بسبب نزوح الأهالي شبه التام عن عنها»، مرجحا «أن جيش الأسد ينوي اقتحام القلعة والريف المجاور، خاصة بعد استقدام عدد آخر من الدبابات مساء أمس (السبت) وتمركزها على تلال مشرفة على كامل منطقة الغاب».

وأكد أبو غازي أن عناصر الجيش النظامي ودباباته وآلياته «يصولون ويجولون في الأراضي الزراعية، ويتفننون في تخريب وإتلاف المحاصيل الزراعية، التي هي قوت الفقراء الفلاحين والمزارعين ومصدر عيشهم الوحيد بلا شفقة ولا رحمة»، وذلك في حملة مستمرة منذ 14 يوما دون توقف، حيث يتمركز الجيش «بين مدينتي طيبة الإمام ومعردس في ريف حماه، أقام متاريس بارتفاع مترين داخل الأراضي الزراعية وحصن دباباته خلفها ووجه أفواه مدافعها إلى مدينة طيبة الإمام»، موضحا أن قصف إحدى المزارع أدى إلى نفوق عدد كبير من الأغنام.

إلى ذلك، هدد قائد «كتيبة شهداء الغاب»، النقيب في «الجيش السوري الحر» رائد محمد فريجي، في بيان له، قوات النظام والشبيحة برد قاسٍ على الممارسات التي ينفذونها في قرى منطقة الغاب، مؤكدا أن «الضربات التي ستوجه إليهم ستكون موجعة للغاية».