يهود الولايات المتحدة يضاعفون مساعداتهم المالية لإسرائيل لتبلغ 2.1 مليار دولار

الإدارة الأميركية تخفض مستوى مشاركتها في مؤتمر «منظمة اليهود الليبرالية» في واشنطن

TT

مع افتتاح مؤتمر المنظمة اليهودية الأميركية الليبرالية في واشنطن، الليلة قبل الماضية، والنقاش الجاري حوله في إسرائيل والولايات المتحدة، نشرت في القدس الغربية معطيات جديدة تدل على أن يهود الولايات المتحدة، ضاعفوا مساعداتهم المالية الرسمية لإسرائيل، لتبلغ 2.1 مليار دولار في السنة، خلال العقدين الأخيرين.. ففي بحث أجراه معهد «كوهين» الأميركي في بوسطن، طرح على جدول أعمال إحدى لجان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بقيادة البروفسور ثيودور ساسون والدكتور أريك فليش، جاء أنه في الوقت الذي بلغت فيه مجمل التبرعات اليهودية لإسرائيل في عام 1994 نحو 1.08 مليار دولار، بلغت تبرعات المنظمات اليهودية الأميركية في عام 2007 لإسرائيل 2.1 مليار دولار. وهذا المبلغ انخفض قليلا في عامي 2008 و2009 بسبب الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، لكنه عاد ليرتفع في 2010 و2011.

وجاء في البحث أنه في عام 2007، آخر عام تتوفر فيه إحصاءات رسمية، تم تحويل 500 مليون دولار للمنظمات الصهيونية (330 مليونا للوكالة اليهودية والباقي للكيرن كييمت)، و400 مليون دولار لمؤسسات تعليم علمانية، و370 مليون دولار لمنظمات رفاه اجتماعي، و130 مليون دولار لمؤسسات تعليم دينية، ونحو 90 مليون دولار لمؤسسات ثقافية وفنية. وأضاف أن التبرعات اليهودية ذات الأغراض السياسية، وزعت بالتساوي ما بين منظمات اليمين واليسار، 50 مليون دولار لكل منهما. ولكن هناك أموال أخرى غير رسمية تصل بالأساس إلى منظمات اليمين بشكل غير رسمي، لا تدخل في هذا الحساب.

يذكر أن كل تبرع رسمي لإسرائيل في الولايات المتحدة، يحظى بإعفاء من سلطة الضرائب الأميركية، وفقا لقانون خاص بذلك سنه الكونغرس الأميركي في إطار دعم إسرائيل.

واشتمل البحث على نتائج استطلاع رأي يفحص مدى تدخل اليهود الأميركيين في السياسة الإسرائيلية. وجاء فيه أن الدعم المالي لا يعبر بالضرورة عن ارتباط وثيق لليهود الأميركيين بإسرائيل أو بالحركة الصهيونية، إنما يدل بالأساس على زيادة النشاط الإسرائيلي في تجنيد الأموال بين صفوف اليهود الأميركيين لصالح مشاريع إسرائيلية.

وبين البحث أن استطلاعا خاصا بهذا الشأن، أجري في عام 2010 وشمل 1000 يهودي أميركي، أظهر أن 70 في المائة من اليهود اعتبروا أنفسهم مقربين من إسرائيل، وأن هذه النسبة تنطوي على زيادة التأييد لإسرائيل في صفوف من هم فوق سن 60 عاما، إذ قال 42 في المائة من المشاركين في الاستطلاع من الفئة المذكورة، إنهم يشعرون بأنهم قريبون جدا من إسرائيل، في المقابل انخفضت هذه النسبة إلى 20 في المائة بين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 - 44 عاما. وقال الباحثان في تقريرهما، إن هذه النتيجة تنذر بانفضاض اليهود الأميركيين عن السياسة الإسرائيلية شيئا فشيئا.

وفي ما يتعلق بالمواقف السياسية ليهود الولايات المتحدة، فقد أعرب نحو 30 في المائة منهم عن اعتقادهم بوجوب تفكيك قسم من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مقابل 28 في المائة قالوا إنهم يعارضون أي نوع من الانسحاب وتفكيك المستوطنات، بينما قال 16 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بوجوب تفكيك جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وحول موضوع القدس الشرقية المحتلة، اعتبر 51 في المائة من اليهود الأميركيين أنه لا يجب تقديم أي «تنازل» إسرائيلي في القدس، وقال 29 في المائة منهم بوجوب تقديم تنازل، بينما أعلن 20 في المائة أنه لا رأي لهم حول الموضوع.

يذكر أن غالبية اليهود الأميركيين ينضوون تحت لواء منظمة «أيباك»، التي تعتبر مناصرة بلا حدود للحكومات الإسرائيلية بغض النظر عن هويتها السياسية. ولكن هناك منظمة أميركية ليبرالية جديدة، قامت قبل خمس سنوات، تدعى «جي ستريت»، تدعو حكومة إسرائيل إلى الجنوح للسلام ومساعدة الولايات المتحدة على تعزيز نفوذها في العالم العربي من خلال الصداقة وإقامة التحالفات، لكي تصبح إسرائيل مقبولة أكثر في منطقة الشرق الأوسط. وقد اشتهرت هذه المنظمة بتأييدها تقرير غولدستون، الذي أدان إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين.

وكانت الحكومة الإسرائيلية تقاطع هذه المنظمة في الماضي، ولكنها قررت السنة الماضية إرسال سفيرها في واشنطن للمشاركة في المؤتمر. وفي هذه السنة أنزلت مستوى هذه المشاركة إلى درجة نائب السفير. ومن اللافت للنظر أن الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس باراك أوباما، خفضت مستوى مشاركتها في المؤتمر هذه السنة، وأرسلت إليه مستشارة الرئيس، فاليري جيرت، ومستشارة الأمن القومي لنائب الرئيس، طوني بلينكين، لتمثلاها. بينما كان الرئيس أوباما نفسه وكبار وزرائه قد شاركوا في مؤتمر «أيباك». وقد عقب على ذلك أحد المشاركين الإسرائيليين في المؤتمر باستهجان، فقال «(جي ستريت) معروفة بتأييدها المطلق للرئيس أوباما، وتستحق منه اهتماما أكبر.. فكيف يحضر بنفسه مؤتمر (أيباك)، مع علمه بأنها تنتقده بشدة وبشكل تظاهري، بينما يستخف بالمنظمة التي تؤيده؟!».

ويشارك في هذا المؤتمر من إسرائيل عدد من الشخصيات المعروفة بتأييدها للسلام، مثل الأديب عاموس عوز، ورئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وأعضاء الكنيست من حزب العمل، أفيشاي برافرمان، وغالب مجادلة، ومدير عام مبادرة جنيف غادي بلتيانسكي.