جوبا تتعهد بعدم توقيف البشير.. والخرطوم تحذر من زيارته إلى جنوب السودان

الحزب الحاكم: سلفا كير ليست له كلمة والأمن منعدم بصورة مفزعة في بلاده

TT

جددت دولة جنوب السودان تعهداتها بعدم اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير عند وصوله إلى جوبا في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل لعقدة قمة مع نظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت، الذي كان قد وجه له دعوة من قبل. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن البشير أكد أنه يريد أن يتوصل إلى اتفاقيات مع سلفا كير في كل القضايا، على أن يتم الاتفاق أولا على المشكلة الأمنية بين البلدين، في وقت يدور فيه جدل واسع في العاصمة السودانية الخرطوم بين مؤيد ومعارض لزيارة رئيسها، وتطالبه بعدم السفر إلى الدولة حديثة الاستقلال. إلى ذلك يبدأ اليوم ويستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر الحالي، اجتماع مجلس التحرير (أكبر هيئة في الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان) في أعقاب إنهاء المكتب السياسي اجتماعاته أول من أمس.

وقال كبير مفاوضي جنوب السودان الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، باقان أموم، إن البشير ستتوفر له الحماية كونه ضيفا للدولة وبصفته رئيسا لدولة، وأضاف أن دعوة سلفا كير للبشير في حد ذاتها ضمانة، وقال: «لا توجه دعوة لشخص للإيقاع به.. إنها ضمانة في حد ذاتها». وأضاف: «إننا وجهنا الدعوة إلى البشير لإنهاء ما ينبغي علينا إنهاؤه». وتابع: «نحن نعمل لمصلحة شعب جنوب السودان.. إنه عمل سلمي»، معربا عن أمله في أن تصل جوبا إلى حل في نزاع النفط وترسيم الحدود، وقضية منطقة أبيي خلال شهر أو شهرين، وقال إن البشير وسلفا كير يمكنهما إحراز تقدم في المناخ الإيجابي الجديد بين البلدين والتوصل إلى اتفاق، وأضاف: «هذه نتائج مهمتنا التي ذهبنا بها إلى الخرطوم والرسالة التي سلمناها للبشير».

وكان وزير الإعلام في جنوب السودان، برنابا مريال بنجامين، قد أكد لـ«الشرق الأوسط»، في تصريحات سابقة، أن دولته تضمن سلامة البشير في جوبا إلى حين عودته إلى بلاده، وقال إن بلاده تحرص على سلامة البشير لأنها تسعى للتوصل إلى سلام واستقرار بين البلدين.

وكانت أصوات قد ارتفعت داخل المؤتمر الوطني الحاكم في السودان تطالب البشير بعدم الاستجابة لدعوة سلفا كير؛ خشية من ترتيب مصيدة للإيقاع به واقتياده إلى المحكمة الجنائية.

وقال القيادي في الحزب الحاكم، قطبي المهدي، إن زيارة رئيسه إلى جوبا محل نظر، وإن حزبه يطلب ضمانات لعدم اعتقاله، متهما الوفد الحكومي بأنه قدم تنازلات كبيرة لدولة الجنوب لتفادي الخلاف والمواجهة، وقال: «الوفد المفاوض كان أكثر لينا وغير ملم بصفات وفد جوبا، وركنوا لما يبديه رئيس وفدها باقان أموم من انحياز للسلام». وأضاف «باقان قلبه حاقد على كل ما هو شمالي»، داعيا إلى تغيير نهج التفاوض وترتيب الأولويات لضمان عدم الإضرار بمصالح البلاد العليا، وقال إن نجاح اتفاق الحريات الأربع، الذي تم توقيعه بين البلدين، رهين بتحسين العلاقات والإطاحة بوفد الجنوب المفاوض، مطالبا بعدم مغادرة البشير إلى جوبا، على الرغم من التطمينات من قادة الجنوب والاتحاد الأفريقي، وقال: «سلفا كير ليست له كلمة، والأمن منعدم بصورة مفزعة في الجنوب».

من جهة أخرى قال مصدر في الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن المكتب السياسي استمع بحضور سلفا كير ميارديت، إلى تقرير مفصل من وفد حركته الذي زار الخرطوم الأسبوع الماضي، ووقف الاجتماع على التحضيرات اللازمة لزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا في الثالث من أبريل الجاري، وأضاف أن اللجنة الأمنية المشتركة ستبدأ اجتماعاتها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الثلاثين من الشهر الحالي بحضور وزيري الدفاع في السودان وجنوب السودان لإنهاء الملف الأمني بين البلدين قبل قمة البشير وسلفا كير، مشيرا إلى أن المكتب السياسي قدم قراءة متكاملة للقضايا الجارية بين الخرطوم وجوبا يتوقع أن تثمر اتفاقا ينهي التوتر بين البلدين، وقال إن الاتفاق في الملف الأمني سيقود إلى إنهاء الخلافات في النفط، ترسيم الحدود، وأبيي، وأضاف أن كل الاتفاقيات تطالب دولة الجنوب بأن تكون بضمانات دولية، لا سيما النفط، بأن يتم إيداع مبالغ مالية تدفع كتعويض في حال أخلت الخرطوم بالاتفاق.

إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة في الخرطوم فضلت عدم الكشف عن هويتها لـ«الشرق الأوسط» إن البشير أكد أنه يريد أن يتوصل إلى اتفاقيات مع سلفا كير في كل القضايا، على أن يتم الاتفاق أولا على المشكلة الأمنية بين البلدين، واعتبرت تمسك الخرطوم بالقضايا الأمنية بسبب الحرب الدائرة في جنوب كردفان واتهامها المتكرر لجوبا بأنها تقف وراء دعم الحركة الشعبية في الشمال، وقالت: «يبدو أن الخرطوم تعاني من مشكلات في جنوب كردفان».