توجيه اتهامات بالتورط لشقيق مسلح تولوز

والدة محمد مراح تشعر بالغضب والندم * طالبان باكستان: مرتكب المجزرة تدرب عندنا في وزيرستان

والدة المظلي الفرنسي من أصل مغربي عماد بن زياتن تحمل صورته لدى وصول جثمانه الليلة قبل الماضية إلى مطار الرباط وبدت وهي تتوسط زوجها ووزير الدولة الفرنسي في الدفاع (رويترز) وعبد القادر مراح
TT

وضع ممثلو الادعاء الفرنسيون رسميا عبد القادر مراح، الشقيق الأكبر لمحمد مراح، مسلح تولوز، رهن التحقيق، للاشتباه في تورطه في قتل سبعة أشخاص والتآمر للإعداد لعمليات إرهابية. وقال مكتب مدعي عام باريس في بيان إن مراح قد مثل أمام قاض خاص بمكافحة الإرهاب، من أجل توجيه اتهامات إليه. ويخضع عبد القادر مراح، الشقيق الأكبر لمحمد مراح، للتحقيق لمعرفة ما إذا كان له صلة بثلاث هجمات أعلن شقيقه مسؤوليته عنها قبل أن تقتله الشرطة في مداهمة يوم الخميس. وذكرت صحيفة «لوباريزيان» اليومية أنه يواجه تهما بالتورط في القتل أو التآمر الجنائي في عمل إرهابي. وعلى الرغم من أن مراح أكد أن تصرفه فردي، نقلت «لوباريزيان» عن مصادر للشرطة قولها إنه عثر على هاتف شقيقه المحمول قرب موقع الهجوم على مدرسة يهودية، الاثنين الماضي، حيث قتل مراح حاخاما وثلاثة أطفال. وأفادت الصحيفة أيضا بأن الشقيقين تناولا العشاء معا عشية الهجوم. وكشفت مصادر شرطية فرنسية أن عبد القادر مراح الشقيق الأكبر لمحمد مراح المشتبه بارتكابه أحداث تولوز ومونتوبان «يؤكد أنه يفتخر بما ارتكبه أخوه».

وقالت المصادر إن عبد القادر المحتجز حاليا على ذمة التحقيقات منذ الساعات الأولى من الأربعاء الماضي, اعترف بأنه اشترك في عملية سرقة الدراجة النارية التي ارتكب بها شقيقه «محمد» المعروف إعلاميا باسم «سفاح الدراجة النارية» في العمليات الثلاث التي قام بها بمدينتي تولوز ومونتوبان جنوب شرقي البلاد، واغتال خلالها سبعة أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال.

وأوضحت المصادر أن «عبد القادر مراح» يبدو عليه خلال التحقيقات أنه شخص متدين، وأنه أكد على عدم علمه بالجرائم التي ارتكبها شقيقه.

وأعربت والدة محمد مراح زليخة عزيري, عن غضبها, لأنه قتل بدم بارد سبعة أشخاص في جنوب غربي فرنسا، وغاضبة من نفسها لأنها لم تنجح في منعه من ارتكاب «هذه الجرائم الجنونية». وقال جان ايف غونيو، محامي زليخة، إنه لم يكن لموكلته «أدنى فكرة عما سيحصل». وأضاف: «انقلبت حياتها رأسا على عقب وانهار كل شيء من حولها»، نهار الأربعاء تبلغت زليخة بأن ابنها محمد، البالغ 24 من العمر، هو القاتل الذي قتل بدم بارد ثلاثة أطفال وأستاذا في مدرسة يهودية وثلاثة مظليين بين 11 و19 مارس (آذار) في تولوز ومونتوبان.

وحوصر محمد مراح في شقته في تولوز بعد عملية مطاردة، وقرابة الساعة 3:00 صباحا شنت وحدة نخبة في الشرطة الفرنسية الهجوم الأول، فرد الشاب بإطلاق النار وأصاب عددا من الشرطيين بجروح. وبدأت مفاوضات تدوم لساعات طويلة وطلب الشرطيون من والدته إقناعه بالاستسلام، لكنها رفضت.

وأضاف المحامي أمام مقر الشرطة في تولوز حيث تم الاستماع مطولا إلى أقوال والدة مراح: «كانت تعلم منذ البداية أن ابنها لن يصغي إليها، وأنها فقدت قنوات التواصل معه منذ زمن، وأن ذلك لن يفضي إلى نتيجة». وخضعت عزيري وابنها عبد القادر (29 سنة) وصديقته للاستجواب في إطار هذا التحقيق. وأفرج عن والدة مراح مساء الجمعة الماضي، في حين نقل شقيقه وصديقته السبت إلى قسم مكافحة الإرهاب قرب باريس».

وقال المحامي إن «توقيفها لثلاثة أيام على ذمة التحقيق كان أمرا صعبا لكنها تعاونت». وأوضح أنها امرأة «غاضبة تتساءل لماذا فعل ابنها ذلك بها» لكنها أيضا والدة في حداد «لأنها فقدت ابنها»، الذي قتل في الهجوم الأخير، الخميس، على الشقة، بعد مفاوضات دامت 32 ساعة. وتتساءل والدة مراح التي تشعر بالذنب وبتأنيب الضمير: «هل كان يمكنني توقع ذلك؟ هل كان في إمكاني منع حصول ما حصل؟».

إلى ذلك، قال متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية، أمس، إن المسلح الذي قتل سبعة أشخاص في فرنسا، وزعم أن له صلة بتنظيم القاعدة تدرب مع فصيل تابع لطالبان الباكستانية في معسكر قرب الحدود مع أفغانستان.

وقال أحمد مروات، الذي عرف نفسه على أنه متحدث باسم فصيل جندولا التابع لحركة طالبان الباكستانية، لـ«رويترز»: «تدرب محمد مراح مع طالبان الباكستانية في وزيرستان الشمالية». وتابع: «لكن ليس لدينا أي معلومات بشأن الهجمات في فرنسا. ليس لنا صلة بذلك». ولم يرد تأكيد مستقل لمزاعم مروات. ولا يزال المحققون يحاولون معرفة ما إذا كان مراح تلقى أي دعم مادي أو فكري أو أنه تصرف بشكل منفرد. وعادة ما يجد المتشددون الأجانب ملاذا لدى طالبان الباكستانية التي تشكلت عام 2007 لتكون مظلة لعدة فصائل باكستانية متشددة تعمل في المناطق القبلية بشمال غربي باكستان، على طول الحدود مع أفغانستان.

وقال اثنان من القيادات البارزة في طالبان الباكستانية لـ«رويترز» إن أكثر من 80 فرنسيا يوجدون في وزيرستان الشمالية، وهم أعضاء في مجموعة كبيرة من المتشددين الأجانب تدعى الجهاد الإسلامي.

ويدين هؤلاء بالولاء لتنظيم القاعدة، ويعملون بشكل وثيق مع طالبان الباكستانية.

من جهة اخرى، ووري الثرى أمس في مدينة المضيق المغربية (شمال) جثمان المظلي الفرنسي من أصل مغربي عماد بن زياتن، الذي قتل يوم 11 مارس (آذار) الحالي في مدينة تولوز الفرنسية، بحضور أسرته ووفد رفيع المستوى وحشد غفير من المواطنين المغاربة، وتم خلال مراسم الدفن تلاوة برقية تعزية وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس لأسرة الفقيد.

وجرت مراسم الدفن بحضور عمر عزيمان، مستشار العاهل المغربي، ووزير الداخلية محند العنصر، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، والكثير من الشخصيات المدنية والعسكرية.

كما حضر هذه المراسم وفد فرنسي رسمي يقوده وزير الدولة الفرنسي في الدفاع المكلف بقدماء المحاربين، مارك لافينور ويضم أساسا عقيدين وزملاء عماد، إضافة إلى ممثلين عن الحزب الاشتراكي الفرنسي ومرشحه للانتخابات الرئاسية فرانسوا هولاند.

ووصل جثمان بن زياتن إلى الرباط الليلة قبل الماضية، كما وصل وزير الدولة الفرنسي لشؤون الدفاع إلى الرباط على متن الطائرة نفسها. وقتل عماد بن زياتن (30 عاما) برصاص محمد مراح القاتل المفترض لمظليين اثنين آخرين في مونتوبان ولأربعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال أمام مدرسة يهودية في تولوز.

وكان وزير الداخلية المغربي محند العنصر في استقبال لافينور عند نزوله من الطائرة. وكان بن زياتن على مقربة من دراجته النارية عندما اقترب منه القاتل وأطلق رصاصة على الأقل على رأسه قبل أن يلوذ بالفرار.

وفي 15 مارس الحالي قتل مظليان آخران أيضا من أصل مغاربي، هما محمد لقواد وعادل شنوف بأيدي المشتبه به نفسه، بينما كانا يسحبان أموالا من صراف آلي بالقرب من ثكنتهما في مونتوبان. وأصيب زميلهما المتحدر من جزر الأنتيل بجروح خطرة.