ميدفيديف يؤكد دعم مهمة أنان في سوريا ويحذر من أن تكون «الفرصة الأخيرة»

الخارجية الروسية: ينبغي أن يتحدث المبعوث إلى المعارضة السورية

أنان أثناء لقائه بميدفيديف أمس في موسكو (إ. ب. أ)
TT

أكد الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، خلال لقائه مع كوفي أنان، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية، أمس، دعم بلاده لمهمة المبعوث الأممي في سوريا وخطة «المبادئ الستة» التي طرحها على الرئيس السوري بشار الأسد للخروج من المأزق الراهن هناك، بينما حثت الخارجية الروسية، أمس، أنان على العمل بجد مع الحكومة والمعارضة في سوريا لإحلال السلام.

وأعرب ميدفيديف عن أمله في نجاح هذه المهمة والتوصل إلى نتائج إيجابية، مشيرا إلى احتمالات أن تكون هذه المهمة بالنسبة لسوريا «الفرصة الأخيرة لتفادي الحرب الأهلية طويلة الأمد»، على حد تعبيره.

وقالت المصادر الرسمية إن الجانبين تناولا في مباحثاتهما وراء الأبواب المغلقة المسائل المتعلقة باختيار السبل الملائمة لتحقيق التسوية السلمية، مؤكدين أولوية وقف إطلاق النار، والعمل من أجل وصول الإمدادات الإنسانية، وإطلاق آلية للحوار بين الحكومة وكل أطراف المعارضة.

من جهة أخرى، حث بيان للخارجية الروسية، أمس، أنان على العمل بجد مع الحكومة والمعارضة في سوريا من أجل إحلال السلام، وأضاف البيان أن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، شدد في اجتماع مع أنان على «ضرورة وضع نهاية للعنف من جميع الأطراف، وإقامة حوار سياسي سوري واسع».. ودعا المبعوث الخاص إلى العمل بجد على تحقيق ذلك الهدف مع السلطات والمعارضة.

وقال لافروف أيضا إنه ينبغي للدول، حتى تدعم مهمة أنان، أن تمتنع عن التدخل في شؤون سوريا أو الانحياز إلى أي طرف في المواجهة بين الحكومة ومعارضيها.

في حين أشار الكرملين في بيان، قبيل زيارة أنان، إلى أن حكومة الأسد مستعدة للحوار، وأن عناصر المعارضة هي التي تمتنع متشجعة بالأسلحة المهربة والتأييد الخارجي.. وقال البيان إن روسيا ستوضح «نهجنا الأساسي لضمان وقف إطلاق النار وإنهاء العنف في سوريا، وهو ما سيكون من الصعب تنفيذه دون وضع نهاية للدعم المسلح والسياسي من الخارج للمعارضة».

وأضاف البيان: «أخذا في الحسبان أن السلطات السورية مستعدة لإقامة حوار من هذا القبيل، فإن المهمة الرئيسية هي إقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى مائدة التفاوض مع السلطات والوصول إلى حل سلمي للأزمة».

كما كشفت مصادر بالكرملين عن أن الجانب الروسي أكد في لقاءات الأمس بين أنان وكل من الرئيس ميدفيديف ووزير خارجيته سيرغي لافروف، صعوبة الاعتماد على «مجموعة أصدقاء سوريا» التي تشكلت في تونس، انطلاقا من عدم منطقية الانحياز لطرف دون آخر، وخطورة محاولات تسليح المعارضة، التي لا تزال غير موحدة الصفوف.

وأشارت المصادر إلى تقارب المواقف بين روسيا وما يطرحه أنان والبلدان الغربية تجاه ضرورة الاعتماد على الحلول السلمية، بعيدا عن الخيار العسكري. وهو ما سيكون موضع نقاش في اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي ميدفيديف والأميركي باراك أوباما، على هامش قمة سيول، وبين أنان وبكين غدا.

وكان سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، استبق لقاءات الأمس بتصريحات أكد فيها استعداد الحكومة السورية لخوض الحوار مع ممثلي المعارضة، وناشد كل الأطراف المعنية البدء في هذا الحوار الذي قال إنه السبيل الوحيدة المناسبة للتوصل لوقف العنف والتحول إلى بحث جوانب التسوية السلمية، مناديا بضرورة وضع حد للدعم السياسي والعسكري الخارجي لفصائل المعارضة في سوريا.

وقال بريخودكو: «من الصعب الوصول إلى تسوية للأزمة السورية في إطار منتديات مثل (مجموعة أصدقاء سوريا)، الذي تقوم القرارات التي تتخذ من خلاله (كقاعدة عامة) على الدعم أحادي الجانب لأحد أطراف النزاع، كما هو الحال في اجتماع المجموعة الذي عقد في 24 فبراير (شباط) الماضي».

وأشارت مصادر روسية إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام مهمة أنان، دون استبعاد احتمالات العودة إلى مجلس الأمن لبحث اتخاذ موقف موحد قد يكون تطويرا للبيان الرئاسي الذي صدر عن المجلس بموافقة موسكو وبكين.

وكان لافروف سبق وأعرب عن استعداد موسكو لتبني الموقف الموحد، الذي اتخذه المجتمع الدولي في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي، في قرار يحمل قوة الإلزام.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن عددا من ممثلي البلدان الأوروبية زاروا موسكو خلال الأيام القليلة الماضية، في محاولة لإقناع روسيا بتحويل ملف الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما رفضته موسكو التي دعا ممثلوها إلى أولوية التركيز على إطلاق آلية للحوار، بينما تستعد لاستقبال وفد يمثل «هيئة التنسيق الوطنية» خلال الأيام القليلة المقبلة.

إلى ذلك، أشارت تقارير على مواقع إخبارية موالية لنظام الأسد إلى أن «الرئيس بشار الأسد سيلقي خطابا في الفترة القريبة يعلن فيه عن انتهاء العمليات العسكرية في مختلف المناطق الساخنة من سوريا، ويعلن أيضا عن عفو شامل عن جميع من تورط بالانتساب أو العمل وحمل السلاح دون أن يتورط بدماء السوريين من قتل وخطف وما شابه، فضلا عن عفو شامل عن المعتقلين، كما أنه سيتحدث عن مبادرة كوفي أنان والعلاقة مع روسيا»، لكن موقع وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) لم ينقل الخبر.