سلفا كير يعلن الاستيلاء على منطقة هجليج بالقوة

السودان يؤكد وقوع اشتباكات محدودة بين القوات المسلحة والجيش الشعبي

TT

في تطور مفاجئ أعلن سلفا كير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان رئيس الحركة الشعبية الحاكمة أن الجيش استولى على مدينة هجليج الحدودية مع دولة السودان، وطردت القوات المسلحة الشمالية من المنطقة، متهما الخرطوم بقصف منطقتي «جاو وتشوين» في ولاية الوحدة الغنية بالنفط. وقال: إن القوات البرية والميليشيات التابعة لها قامت بهجوم بري على الولاية وتصدت لها قوات الجيش الشعبي وطاردتها حتى هجليج، وأضاف أن الجيش الشعبي تسلم منطقة هجليج وطرد القوات المسلحة السودانية، وجاءت هذه التطورات قبل أسبوعين من زيارة سيقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا بدعوة من كير، بينما أكد العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية وقوع اشتباكات محدودة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان على الحدود بين الدولتين في ولاية جنوب كردفان صباح أمس.

وقال سلفا كير في اجتماع مجلس التحرير للحركة الشعبية أمس في جوبا: إن طيران الجيش السوداني قصف منطقتين في ولاية الوحدة وإن القوات البرية قامت بالهجوم على مواقع الجيش الشعبي في ولاية الوحدة، متهما وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين بأنه وراء هذا الهجوم بتعبئته للقوات المسلحة والميليشيات عند زيارته ولاية جنوب كردفان أول من أمس. وقال: إن حسين زار مناطق في جنوب كردفان ومنطقة هجليج وأصدر تعليماته للجيش والميليشيات لشن الهجوم على مناطق «جاو وتشوين بأنباج» من هناك. وأضاف: «إن الهجوم تم هذا الصباح (أمس) وإن القصف استمر لساعات ومن ثم تم الهجوم البري على مواقع قواتنا داخل الجنوب». وتابع: «لقد تم إبلاغي وأنا أجلس بينكم في هذا الاجتماع اليوم (أمس) وأنتم أول من يسمع ذلك». وقال: «هجليج أصلا تتبع للجنوب واستولى عليها الجيش السوداني ولم نكن نريد أن نردها عبر القوة».

وقال سلفا: إن مجموعة في الخرطوم لا تريد لزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل أن تتم. وتابع: «نحن ملتزمون بما اتفقنا عليه في أديس أبابا وبالزيارة التي سيقوم بها الرئيس عمر البشير»، داعيا الحركة الشعبية بالعمل على إنجاح الزيارة والتوصل إلى اتفاقيات في النفط ومنطقة آبيي وترسيم الحدود. وقال: إن الاختراق الذي تم في أديس أبابا بين البلدين وزيارة وفد حكومته إلى الخرطوم والاجتماع مع المسؤولين السودانيين لا يمكن التراجع عنها رغم أن هناك من يعمل في السودان لذلك. وتابع: «نحن ننتظر البشير في الثالث من أبريل في جوبا ونتوقع أن تكون إيجابية لتتحقق الروابط بين البلدين رغم هذه الصعوبات».

من جهة أخرى، أكد العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية في تصريحات صحافية وقوع اشتباكات محدودة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان على الحدود بين الدولتين في ولاية جنوب كردفان صباح أمس. وقال: «إن مجموعة من متمردي خليل إبراهيم استغلت هذه الاشتباكات وتسللت إلى منطقة هجليج، حيث استهدفت موقعا للقوات المسلحة خارج حقل البترول، وتصدت لهم القوات المسلحة التي ما زالت تتعامل مع بقايا فلولهم وسنفيد بتفاصيل أوفى حال انجلاء الموقف».

من ناحيته، قال فيليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي في جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» أن المعارك التي جرت أمس في ولاية الوحدة فرضتها القوات المسلحة السودانية بالقصف الجوي منذ الصباح والهجوم البري في منطقتي «تشوين وجاو». وأضاف أن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني قام بتعبئة القوات المسلحة والميليشيات خلال زيارته أول من أمس لكل من كادوقلي في جنوب كردفان وهجليج. وقال: إن القصف الجوي تم في الصباح الباكر وفي الساعة الواحدة من بعد الظهر دخلت كتيبة في منطقة «تشوين» وكان الفاصل بين قوتي الجيشين «500» متر وهاجمت معسكر الجيش الشعبي وإن القوات اشتبكت. وأضاف: «تصدت قوات الجيش الشعبي للهجوم وهي تقوم بالدفاع عن نفسها وطاردت المهاجمين في اتجاه هجليج». وقال: إن قواته أسرت أحد ضباط الصف في الجيش السوداني واسمه النعيم أحمد وإن الحصر ما زال جاريا لمعرفة القتلى والجرحى.