واشنطن تقدم 860 ألف دولار لضحايا «مذبحة قندهار»

أهالي الضحايا يريدون محاكمة الجندي الأميركي المتهم بقتل مدنيين في أفغانستان

TT

أكد مسؤولون في الحكومة الأفغانية، أول من أمس، أن الولايات المتحدة قدمت 680 ألف دولار إلى ضحايا «مذبحة قندهار»، التي يشتبه في قيام أحد أفراد الجيش الأميركي بتنفيذها في وقت سابق من مارس (آذار) الحالي، وأسفرت عن سقوط 16 قتيلا، و6 جرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال. وقال اثنان من أعضاء المجلس المحلي في الولاية، إن هذه المبالغ تتضمن تقديم 50 ألف دولار لأسرة كل قتيل سقط خلال تلك المجزرة، التي يحاكم على خلفيتها الجندي الأميركي، روبرت بيلز، أمام إحدى المحاكم العسكرية بالولايات المتحدة، كما تتضمن تقديم 10 آلاف دولار لكل جريح. ونقلت وكالتا «رويترز» و«أسوشييتد برس» عن عضو مجلس ولاية قندهار حاجي آغا لالي، والزعيم القبلي حجي جان، تأكيدهما دفع الأميركيين تعويضات لعائلات الضحايا في مقاطعة بانغواي التي وقعت «المذبحة» في قريتين تتبعانها يوم 11 من الشهر الحالي، مما أسفر عن سقوط 16 قتيلا بينهم 9 من الأطفال والنساء، وقتل 12 شخصا بقرية بالاندي و4 آخرين بقرية الكوزاي المجاورة.

وأكد مسؤولان أميركيان لوكالة «أسوشييتد برس»، رفضا الكشف عن هويتهما لحساسية الموضوع، دفع التعويضات دون ذكر المبلغ، الذي أكده مسؤول أفغاني ومقرب من عائلات الضحايا. ونقلت وكالة «رويترز» عن الزعيم القبلي حاجي جان آغا الذي أوضح أنه فقد أقارب له في الهجمات: «دعانا مسؤولون أفغان وأجانب في بانغواي، أول من أمس، وقالوا لنا إن هذه الأموال مساعدة من (الرئيس الأميركي) باراك أوباما».

وألحقت أعمال القتل الأخيرة المزيد من الضرر بالعلاقات الأميركية الأفغانية التي تشهد توترا شديدا، وجاءت في وقت تستعد فيه القوات الأجنبية لتسليم المسؤوليات الأمنية للقوات الأفغانية قبل انسحاب مزمع بحلول نهاية عام 2014. ويبدو أن التحرك الأميركي بدفع تعويضات تعتبر كبيرة جاء في محاولة من البيت الأبيض لتخفيف التوتر المتصاعد.

وأحالت السفارة الأميركية في كابل كل الأسئلة لقوة المساعدة الأمنية الدولية «إيساف»، بقيادة حلف «الناتو».

وفي هذا السياق قال متحدث باسم «إيساف» إنه ليس لديه صلاحيات تأكيد أو نفي ما إذا كان تم تقديم تعويضات وحجم هذه التعويضات إذا كانت قدمت بالفعل. وقال تقرير «لحملة الضحايا الأبرياء في الصراع»: «إن الولايات المتحدة عادة ما تدفع ما يصل إلى 2500 دولار للمدنيين القتلى في أفغانستان، وتدفع الدول الأخرى التي لها جنود في أفغانستان مبالغ مختلفة».

إلى ذلك، طلب أهالي ضحايا مذبحة ارتكبها جندي أميركي في أفغانستان، الجمعة، أن تجري محاكمة المشتبه فيه الذي ينتظر أن توجه إليه رسميا تهمة ارتكاب 17 جريمة قتل، في بلادهم.

وأعلن الحاج صمد الذي فقد 11 فردا من عائلته في تلك المذبحة: «إننا نريد أن تتم الملاحقات القضائية بحق ذلك الجندي الأميركي في أفغانستان لا في الولايات المتحدة، لأنه ارتكب تلك الجرائم في أفغانستان». وأضاف الرجل المسن أنه «إذا لوحق ذلك الرجل في أفغانستان فسيكون ذلك مصدر ارتياح لنا. أما إذا لوحق في الولايات المتحدة فإننا سنغضب وسيظل ذلك ألما في قلوبنا».

كذلك قال الحاج نور محمد الذي فقد جده وجدته وشقيقته وأحد أقاربه، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أريد أن تجري الملاحقات في أفغانستان لا في الولايات المتحدة».

وأعلن مسؤول أميركي في واشنطن، فضل عدم كشف هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن السرجنت الأميركي روبرت بيلز الذي يشتبه في أنه قتل قرويين أفغانا بينهم عدد من الأطفال، ستوجه إليه رسميا، الجمعة، تهمة ارتكاب 17 جريمة قتل، و6 محاولات أخرى.

ولم يقدم المسؤول مزيدا من التفاصيل حول التهم الموجهة إلى السرجنت (38 سنة) الذي غادر قاعدته في مقاطعة بانجوايي في ولاية قندهار (جنوب أفغانستان) ليل 11 مارس واغتال 17 شخصا بينهم نساء وأطفال وأحرق جثثهم حسب الادعاء.

وينوي محاميه الدفع بفرضية تعرض موكله إلى «خلل نفسي» حين وقوع الحادث. وتساءل الحاج نور محمد قائلا: «لو كان مجنونا أو فقد الذاكرة فكيف (قبلوه) جنديا أميركيا؟ لماذا لم يرسلوه إلى المستشفى بدلا من ذلك؟».