عضو في الكنيست الإسرائيلي يضطر لمغادرة اجتماع برلماني دولي في الرباط مبكرا

مشاركته أثارت ارتباكا في حزب العدالة والتنمية المغربي

عضو الكنيست الإسرائيلي في حديث مع إحدى المشاركات في اجتماعات الجمعية البرلمانية المتوسطية في الرباط أول من أمس (تصوير: منير امحيمدات)
TT

اضطر ممثل الكنيست الإسرائيلي في مؤتمر «الجمعية البرلمانية المتوسطية»، ديفيد سرانكا، إلى الخروج من الباب الخلفي لمبنى البرلمان المغربي في وسط الرباط أول من أمس، حيث كانت تعقد أشغال الدورة الثامنة لـ«الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط»، وذلك تحت حراسة مشددة، والتوجه مباشرة إلى المطار حيث غادر المغرب متوجها إلى فرنسا. وكانت مشاركة إسرائيل في هذا المؤتمر أثارت ارتباكا داخل حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، الذي يقود الائتلاف الحكومي.

وقالت مصادر برلمانية إن نواب الحزب في مجلس النواب قاطعوا جلسات المؤتمر، في حين كان موقف وزراء الحزب نفسه محرجا. وأشارت المصادر إلى أن برلمانيين من أحزاب أخرى قاطعوا أيضا الاجتماع.

وكان أكثر من مائة ألف شخص تظاهروا أمام مبنى البرلمان أول من أمس، للاحتجاج على مشاركة إسرائيل في مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية، الذي تزامن مع دعوة هيئات حقوقية وسياسية (إسلامية ويسارية) لتنظيم «مسيرة مغربية من أجل القدس» يوم الأحد الماضي في الرباط، وذلك في سياق الإعدادات الجارية لتنظيم «المسيرة العالمية من أجل القدس».

وأحاطت قوات الأمن المغربية بمبنى البرلمان؛ حيث كانت تجرى أشغال المؤتمر، لمنع المتظاهرين من اقتحام البرلمان. وأحرق المتظاهرون علم إسرائيل، وطالبوا برحيل الوفد الإسرائيلي المشارك في المؤتمر، وكان معظم المتظاهرين من الموالين لجماعة العدل والإحسان الأصولية شبه المحظورة، وأفادت مصادر حزبية في الرباط أن «العدل والإحسان» أرادت استباق مسيرة الأحد المقبل، واستعراض شعبيتها من خلال المسيرة التي جرت أول من أمس، وأوضحت المصادر ذاتها أن «العدل والإحسان» لن تشارك في مسيرة الأحد.

إلى ذلك، طالبت «الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط» إسرائيل بالاعتراف بمبادرة السلام العربية. وأكدت الجمعية البرلمانية المتوسطية في توصية صادرة عن مؤتمرها في الرباط، على «الطابع الضروري والاستعجالي لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني».

وأعلن مارتن شولز، رئيس البرلمان الأوروبي، التزامه بجعل إعادة إطلاق مسلسل السلام في الشرق الأوسط ضمن أولوياته على رأس «الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط»، الذي آلت إليه رئاستها لمدة سنة عقب انتهاء أشغال مؤتمرها الثامن في الرباط أول من أمس.

وقال شولز: «يجب الاعتراف أن الربيع العربي غطى على مسلسل السلام في الشرق الأوسط. غير أن إيجاد حل لهذه القضية يعتبر أساسيا من أجل إرساء جو الثقة والتعاون الفاعل حول البحر الأبيض المتوسط».

وتعهد شولز بأن تبقى قضية تحقيق السلام في الشرق الأوسط على جدول أعمال «الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط»، مشيرا إلى أن «من واجب الجمعية أن تحافظ على شروط الحوار والانفتاح، لكي نمكن زملاءنا الإسرائيليين والفلسطينيين من المساهمة بشكل بناء في أعمالها».

وأعلن شولز أن الدورة التاسعة لـ«الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط» ستعقد في مارس (آذار) من العام المقبل في بروكسل.

وكان المغرب قد ترأس الدورة الثامنة لـ«الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط» في أعقاب دورتها التي عقدت في روما خلال العام الماضي.

وفي موضوع آخر، قال منظمو المسيرة التي ستجري في الرباط، الأحد المقبل، إنها جزء من مسيرة عالمية تهدف إلى فك الحصار عن الأراضي الفلسطينية، وقالوا خلال لقاء صحافي في مقر نقابة الصحافيين المغاربة إن الناشط السياسي الهندي فيروز ميثيبوروالا هو الذي سيتولى رئاسة اللجنة الدولية التي ستنظم مسيرات في جميع أنحاء العالم في ذكرى «يوم الأرض» الذي يحتفل به الفلسطينيون في 30 مارس (آذار) من كل عام.