مهمات كبرى في انتظار ماكي سال إثر انتخابه رئيسا للسنغال

ترحيب دولي بالانتخابات التي اعتبرت «انتصارا كبيرا للديمقراطية في أفريقيا»

رئيس السنغال الجديد ماكي سال أثناء مؤتمر صحافي في داكار بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)
TT

سيكون على ماكي سال الذي فاز في الانتخابات الرئاسية السنغالية وأسقط منافسه عبد الله واد الاستعداد لتلبية التوقعات الهائلة لمواطنيه الذين يعيش القسم الأكبر منهم في الفقر وتلبية مطالب الجهات السياسية التي دعمته.

وعلى الرغم من المخاوف التي أثارها ترشح واد (85 عاما) لولاية جديدة بعد انتخابه في 2000 وإعادة انتخابه في 2007 فإن اعترافه السريع بفوز رئيس وزرائه السابق شكل دليلا على الديمقراطية في السنغال. كما أثار ذلك ارتياحا كبيرا في البلاد بعد أعمال العنف الدامية التي وقعت في فبراير (شباط) على خلفية ترشح الرئيس المنتهية ولايته مرة جديدة. وصرح واد في بيان نشره القصر الرئاسي خلال الليل «أيها المواطنون وبعد انتخابات الدورة الثانية الأحد فإن النتائج الحالية تشير إلى فوز ماكي سال».

وأوضح واد «كما تعهدت بذلك اتصلت به منذ ليل 25 مارس (آذار) هاتفيا لأهنئه». وأضاف «لقد توجهتم بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع وتم التصويت بحرية وهدوء واطمئنان»، و«أنا أهنئكم جميعا على الدور الذي لعبه كل منكم في هذه العملية».

وفي بيان أول، أشارت الرئاسة إلى الاتصال بين واد وسال مؤكدة بذلك المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام الرسمية. وأشارت التقديرات الأولية شبه الرسمية للنتائج إلى أن ماكي سال نال نحو 70 في المائة من الأصوات.

من جهته، صرح سال خلال مؤتمر صحافي في أحد الفنادق الفخمة للعاصمة الأحد «نتيجة الانتخابات هي أن الشعب هو الرابح الأكبر في السنغال». وتعهد بأن «يكون رئيس كل السنغاليين»، وتوجه بالشكر إلى واد على اتصاله الهاتفي. وختم بالقول إن «حجم هذا الفوز الذي كاد يكون إجماعا دليل على مدى تطلعات الشعب وسنعمل سويا على تحقيقها».

من جهته، علق رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة المكلفة مراقبة الانتخابات بالقول «إنه دليل جديد على مدى النضوج لدى الشعب والطبقة السياسية». واحتفل آلاف الأشخاص أمام مقر حملة ماكي سال في دكار بالفوز وهم يرقصون ويهتفون «ماكي رئيسا» و«لقد نجحنا هذه المرة».

وفوز سال أثار موجة ترحيب أيضا في الخارج لا سيما في فرنسا القوة المستعمرة سابقا للسنغال وأبرز شريك اقتصادي للبلاد. فقد أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بالانتخابات الرئاسية في السنغال معتبرا أنها «خبر سار لأفريقيا بشكل عام وللسنغال بشكل خاص».

وصرح ساركوزي لإذاعة «فرانس إنفو» أن السنغال «بلد مهم في أفريقيا» وهو «مثال للديمقراطية» و«لا بد من تهنئة (الرئيس المنتهية ولايته) عبد الله واد وماكي سال على حسن سير» الاقتراع. وختم ساركوزي بالقول «عندما نرى ما يحصل في مالي فإن (هذا الاقتراع) يشكل دافعا للأمل لكل أفريقيا».

من جهته رحب الاتحاد الأوروبي بنتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في السنغال واعتبرها «انتصارا كبيرا للديمقراطية في السنغال وأفريقيا». وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمام الصحافيين «اليوم، إنه انتصار كبير للديمقراطية في السنغال وأفريقيا. إن السنغال تشكل نموذجا جيدا لأفريقيا». وأضاف «نحن نحيي المواطنين السنغاليين الذين توجهوا للتصويت بهدوء. ونشيد بروحهم الديمقراطية».

وأعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ أمس في بيان أن الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في السنغال ونقل السلطة السلمي الذي أعقبها «يشرفان ليس فقط (هذا البلد) بل أيضا القارة (الأفريقية) بكاملها».

ورحب بينغ بـ«التنظيم الناجح» للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى فوز ماكي سال على الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد. وهنأ الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان أمس ماكي سال على فوزه وأشاد «بنضج» الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد الذي أقر بهزيمته مما يدل على «متانة» الديمقراطية في هذا البلد بحسب قوله. كما أجمعت الصحافة السنغالية على اعتبار انتخاب سال «انتصارا للشعب» وللديمقراطية.

وفي مواجهة الفقر الذي يطال غالبية من 13 مليون سنغالي يعانون من البطالة ويفضل الكثير منهم الهجرة سريا إلى أوروبا! سيكون على الرئيس الجديد أن يعمد إلى خفض أسعار المواد الغذائية الأساسية. وسيكون عليه من أجل التوصل إلى ذلك أن يخفف الأعباء عن الدولة لا سيما عبر خفض البعثات الدبلوماسية في الخارج وخفض عدد الوزراء البالغ حاليا 40 إلى النصف. لكن هذا الإجراء لن يكون مهمة سهلة لأن ماكي سال استفاد من دعم 12 من المرشحين الذين استبعدوا من الدورة الأولى وسيكون عليه مكافأتهم بطريقة أو بأخرى.