إسرائيل تهدد بعدوان جديد على غزة وتتدرب على اجتياحها

الولايات المتحدة تمول بطارية إضافية من «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ

السفير الفلسطيني الجديد لدى ليبيا المتوكل طه يحلف اليمين أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان أمس (إ.ب.أ)
TT

عادت إسرائيل لتهدد بجولة جديدة من الحرب العدوانية على قطاع غزة، رغم توقف الصواريخ. وكشف في قيادة الجيش الإسرائيلي عن تدريبات أجريت في الأسبوع الماضي واختتمت يوم الاثنين حول اجتياح إسرائيلي للقطاع. وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للجيش الإسرائيلي أن قوات الهندسة الإسرائيلية أنهت موسم مناوراتها بتدريب خاص نفذه مقاتلو الآليات الميكانيكية والهندسية المتخصصون في غزة في قوات اللواء الجنوبي للجيش أكملوا تدريبا يحاكي سيناريوهات ميدانية تشمل فتح محاور جديدة وإنشاء ممرات وطرق تسلكها المدرعات والدبابات.

ونقل الموقع عن قائد كتيبة المعدات الهندسية، الملازم أول موشيكو ألياهو، أن «مهمتنا في غاية الأهمية، نريد أن نتمكن من العمل بشكل صحيح عند دخولنا غزة.. ونحن نفترض أن الجولة القادمة من القتال قريبة جدا وعلينا أن نكون على أتم الاستعداد».

وشمل التدريب «تسوية مناطق»، وهو المصطلح الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي لوصف عمليات الهدم والتدمير الواسعة لفتح الممرات أمام المركبات المدرعة والدبابات ولتمكين القوات الأخرى من سلاح المدرعات والقوات البرية والمدفعية من التحرك بسهولة، إضافة إلى التدريب على عمليات إخلاء المركبات المعطوبة وتقديم المساعدات الأولية.

وأضاف قائد الملازم ألياهو: «نحن نتدرب كي نتمكن من الرد بالسرعة القصوى وبأعلى جودة وتقليص عدد الإصابات عند ساعة الحقيقة». وشمل التدريب رمايات حية بقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات.

ومهمة كتائب الهندسة والمعدات الميكانيكية دخول قطاع غزة قبل القوات الأخرى لتمهيد الطريق أمامها وفتح المسالك الخاصة بالدبابات وتنظيف الطرق من العبوات الناسفة والألغام معتمدين أساسا على الجرافات الضخمة لتنفيذ عمليات الهدم وتسوية الأراضي.

وكان قائد اللواء الجنوبي، طال روسو، قد صرح خلال تلخيصه هذه التدريبات بأن مسألة تنفيذ جولة جديدة ضد غزة هي أمر حتمي، بسبب وجود الطاقة الفلسطينية لإطلاق صواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية. وعندما فوجئ الصحافيون الإسرائيليون بهذا التصريح وسألوا عن سبب إطلاقه في هذا الوقت بالذات، حيث يسود الهدوء ويلتزم الجميع بالتهدئة، أجاب ناطق بلسان الجيش: «في غزة يوجد 16 تنظيما فلسطينيا مسلحا. وإذا كانت حركة حماس قادرة في الماضي على ضبطها ومنعها من إطلاق الصواريخ إلا بالتنسيق معها، فإننا نلاحظ أن هناك تمردا على حكم حماس من تنظيمات أصغر منها بكثير، مثل الجهاد الإسلامي وألوية صلاح الدين وغيرهما».

والجدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي يستند في مواجهته الصواريخ إلى منظمة «القبة الحديدية» (صواريخ مضادة للصواريخ)، وهي من إنتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية وتسعى الحكومة إلى تسويقها في الخارج. وفي الجولة الأخيرة من العدوان على غزة، التي أطلق فيها 330 صاروخا فلسطينيا معظمها سقطت في مناطق مفتوحة واعترضت صواريخ «القبة الحديدية» معظمها. وكانت هذه بمثابة تجربة لهذه المنظومة للبرهنة على أنها ناجحة. وإذ وصلت نسبة النجاح إلى نحو 77%. ومن غير المستبعد أن تبادر إسرائيل إلى جولة جديدة من العدوان، لتنفيذ المزيد من التجارب على هذه المنظومة.

يذكر أن وزارة المالية الإسرائيلية رفضت تمويل شراء منظومة «القبة الحديدية» من موازنة خاصة. وأصرت على أن يتدبر الجيش أمره من موازنته الضخمة البالغة هذه السنة 17 مليار دولار. وتبرعت الإدارة الأميركية بتمويل 4 بطاريات بقيمة 205 ملايين دولار. وطلب البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) من الكونغرس تمويلا إضافيا لتحويله لإسرائيل من أجل تمويل بطارية أخرى من «القبة الحديدية». وقال الناطق بلسان البنتاغون جورج ليتل، الليلة قبل الماضية، في بيان رسمي إن دعم أمن إسرائيل هو أولوية عليا بالنسبة للرئيس باراك أوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا.

وقال في بيانه إن الولايات المتحدة لاحظت أن «الهجمة الصاروخية الفلسطينية في مطلع الشهر أدت القبة الحديدية دورا مصيريا في الحفاظ على أمن إسرائيل، وأن القبة الحديدية نجحت في اعتراض نحو 300 صاروخ وقذيفة فلسطينية وأنقذت حياة كثيرين. ولذلك، فإن البنتاغون أجرت محادثات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن المساعدة في امتلاك بطارية أخرى من القبة الحديدية، وأنه ينوي طلب ذلك من الكونغرس استنادا إلى المطالب الإسرائيلية وقدرات الإنتاج».

من جهتها كتبت التقارير الإسرائيلية أن الكونغرس استبق البنتاغون في هذا الموضوع، مشيرة إلى أن عضو الكونغرس الديمقراطي هوارد بيرمان كان قد اقترح الأسبوع الماضي، سوية مع 21 عضوا آخرين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، اقتراح قانون بموجبه يكون الكونغرس على استعداد لتوفير تمويل إضافي لإسرائيل لإنتاج بطاريات دفاعية أخرى.