قلعة المضيق في قبضة الجيش السوري

الدبابات والمدرعات توغلت بعد قصف عنيف مخلفة أضرارا كبيرة

TT

أشار ناشطون سوريون إلى أن وحدات الجيش النظامي الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، قامت فجر يوم أمس باقتحام قلعة المضيق شمال غربي مدينة حماه، حيث توغلت الدبابات والمدرعات العسكرية في معظم الأحياء والقرى المحازية للقلعة الأثرية مخلفة أضرارا كبيرة.

وأضاف الناشطون أن عملية الاقتحام جرت نحو السادسة صباحا، حيث تم محاصرة المنطقة بأكثر من مائة دبابة ومدرعة، وبعد قصف عنيف ومكثف بكل أنواع الأسلحة، تمكنت قوات الجيش السوري التابعة للنظام من الدخول إلى المنطقة وتدمير ما يزيد على 30 منزلا، وفقا للناشطين أنفسهم.

المنطقة التي تتوسطها قلعة أثرية تعد من أهم المعالم التاريخية في البلاد، تعرضت خلال الأيام الماضية إلى قصف متواصل واشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش السوري الحر المتمركزين على أطرافها.

ويقول أبو جمال، أحد منسقي الحراك الثوري في المنطقة: «منذ 17 يوما والقرى المحيطة بقلعة المضيق تتعرض لقصف عنيف من قبل الجيش الأسدي، حيث تقوم الدبابات العسكرية بقصفنا من جهة تل برهان والبيدر، ومن الجنوب يستخدمون منطقة السقيلبية كنقطة لاستهدافنا».

وفي الوقت الذي يجد الناشط المعارض صعوبة في إعطاء رقم دقيق عن عدد الضحايا الذين سقطوا حتى الآن مقدرا عددهم بالخمسين، يشير إلى أن «الأوضاع الإنسانية سيئة للغاية، فالكهرباء والماء والهاتف والإنترنت، وجميع هذه الخدمات مقطوعة، إضافة إلى نقص في المواد الغذائية والطبية».

وعن الجيش السوري الحر الموجود في منطقة قلعة المضيق، يقول أبو جمال «حصلت الكثير من الاشتباكات بين عناصر (الجيش الحر) والقوات الأسدية عند أطراف المنطقة والحقول المتاخمة لها، وحين قرر الجيش النظامي تنفيذ الاقتحام (صباح أمس)، تصدت العناصر المنشقة له بشراسة وأجبرته على التراجع مرات عدة، لكن القصف الشديد دفع (الجيش الحر) إلى تنفيذ انسحاب تكتيكي».

وقالت تنسيقية قلعة المضيق وسهل الغاب للثورة السورية، إن «اقتحام المنطقة جرى من ثلاثة محاور؛ منطقة سقيلبية جنوبا، ومن جهة كفرنبودة وجبل شحسبو شرقا، ومن قرى الغاب الغربي غربا، حيث تم التوغل في المنطقة الممتدة من قلعة المضيق إلى التويني والشريعة والحويجة وعين الطاقة».

وكانت مناطق وقرى ريف حماه قد شهدت اتساعا لحركة الاحتجاجات الشعبية، بعد القمع الوحشي الذي مورس ضد المظاهرات المناهضة للنظام في ساحات المدينة.

ويؤكد أحد أعضاء تنسيقية حماه أن اقتحام منطقة القلعة «لا يعني انتهاء الثورة فيها، لأنه بمجرد أن تنسحب الدبابات ستعود حالة الاحتجاج إلى التصاعد في المنطقة، كما حصل في معظم مناطق ريف حماه».

وقام ناشطون معارضون بتعميم شريط فيديو يوثق آثار القصف على القلعة الأثرية والأضرار التي لحقت بها، وذلك بعد أن نفت قناة «دنيا» الموالية للنظام السوري خبر اقتحام القلعة أو قصفها.

يُذكر أن قلعة المضيق تقع على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب الذي يمر منه نهر العاصي، بالقرب من مدينة أفاميا الأثرية، وهي تابعة إداريا إلى محافظة حماه.. ويبلغ عدد سكانها نحو 18 ألف نسمة، يعتمدون في حياتهم على السياحة والأعمال الزراعية، وسميت بهذا الاسم لأنها تطل على مضيق يقع بين التل الذي بنيت عليه وجبل شحشبو الذي يقابله.