ناشطون يتهمون النظام بإثارة «النعرات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين السنة» في منطقة وادي النصارى

تحدثوا عن عمليات خطف.. لكن تم استيعابها

صورة من موقع أوغاريت لمظاهرة «أربعاء ساحل الحرية» في حوران أمس
TT

اتهم ناشطون سوريون معارضون عناصر تابعة للمخابرات السورية بإثارة «النعرات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين السنة» في منطقة وادي النصارى، غرب مدينة حمص، حيث شهدت المنطقة التي تعد أكبر تجمع للمسيحيين في سوريا منذ أيام عمليات خطف متبادلة.

وأشار رامي، وهو أحد الناشطين المعارضين لنظام الأسد المقيمين بالمنطقة، إلى أن «الشحن الطائفي عند أهالي وادي النصارى بدأ بعد أن زرعت المخابرات السورية أتباعها، وشجعتهم على إنشاء حواجز في كل قرية من قرى الوادي بحجة أن القرى السنية ستهاجمهم». وأضاف الناشط، أن «الأشخاص الذين دفعوا باتجاه التجييش الطائفي معروفون بعلاقتهم المتينة مع الأمن والمخابرات، ومعظمهم من قرى الحواش ومرمريتا، ويبدو أنهم ينفذون أجندة محددة يسعى النظام من خلالها إلى زرع الفتنة الطائفية في قرى هذه المنطقة الآمنة».

وقلل الناشط المعارض من شأن عمليات الخطف التي حصلت في المنطقة يوم الجمعة الماضي، مشيرا إلى أنه تم احتواؤها في وقت قصير، شارحا لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل ما حصل قائلا «قام مسلحون من منطقة تلكلخ وقرية الحصن ذات الغالبية المسلمة باختطاف نحو 30 شابا ينتمون للطائفة المسيحية في وادي النصارى، ورد عليهم أشخاص مسلحون من قرية الحواش مرمريتا باختطاف عدد من الشبان ينتمون للطائفة السنية، إلا أن مفاوضات سريعة حدثت بين عقلاء الطرفين أدت إلى الإفراج عن الجميع وضمان عدم تكرار الحادثة».

وتأتي هذه الحوادث بعد أسبوع على الانفجارين اللذين وقعا في دمشق وحلب، واستهدفا مناطق ذات غالبية مسيحية؛ حيث وقع انفجار دمشق بمحاذاة منطقة القصاع، بينما استهدف تفجير حلب منطقة السلمانية. ويعتقد سامر، وهو ناشط مسيحي من مدينة دمشق، أن «النظام يريد توريط المسيحيين السوريين في معركة بقائه في السلطة عبر تخويفهم بالتفجيرات الوحشية تارة، وعبر زرع الفتنة بينهم وبين الطوائف الأخرى تارة أخرى».

ويضيف «يكفي أن نشاهد التلفزيون السوري وكيفية تغطيته لوقائع التفجيرين لنفهم أن أحد الأهداف المراد تحقيقها في هذه الأعمال الإجرامية هو تخويف المسيحيين، والقول لهم إن السنة يريدون تهجيرهم كما حصل في العراق إذا لم يقفوا مع الثورة.. إلا أن الشعب السوري بجميع شرائحه، يعرف جيدا أن انفجارات بهذا الحجم لا يستطيع سوى النظام أن ينفذها، خاصة أنه المستفيد الوحيد منها».

ويجزم سامر بأن الحوادث الأخيرة التي حصلت في منطقة وادي النصارى بين المسيحيين والمسلمين يفتعلها الأمن السوري من أجل خلق فتنة طائفية بين الطرفين. ويقول «بعد أن استطاع النظام تجييش الطائفة العلوية ودفعها للدفاع عنه، يسعى لتكرار الأمر ذاته مع بقية الأقليات، مستغلا خوفها من أي تغيير يحدث في البلاد». ويتساءل «كيف يمكن أن تنشأ مشكلات طائفية بين أهالي الوادي وقد قامت معظم قرى المنطقة منذ أيام، لا سيما مشتى الحلو، بجمع تبرعات وأغذية ومواد طبية لأهالي حمص المنكوبين؟».

ويعد وادي النصارى من المناطق السياحية المهمة في سوريا، حيث يمتاز بطبيعته الخلابة وكثرة المياه والينابيع. ويعمل سكانه في شتى الأعمال، منها زراعة الأشجار المثمرة، كما يعمل قسم كبير منهم بالتجارة والصناعة، وتنتشر المنشآت السياحية في معظم أنحاء المنطقة.

ويضم الوادي أكثر من أربعين قرية معظمها ذات غالبية مسيحية، حيث احتضنت المنطقة أعدادا كبيرة من المسيحيين الذين كانوا يقيمون في مدينة حمص ونزحوا من بيوتهم هربا من القصف العنيف الذي ينفذه الجيش السوري النظامي ضد المدينة.