متحدث باسم المبعوث الدولي: أنان يرتب لزيارة إيران

نجاد: طهران ستفعل كل ما في طاقتها لمساندة النظام

TT

بعد جدل طويل، أمس، وتضارب حول حقيقة زيارة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأسبوع المقبل لطهران، أكد أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، لـ«الشرق الأوسط» أن أنان ينوي بالفعل الذهاب إلى طهران، مشيرا إلى مناقشات دارت مع الجانب الإيراني حول تحديد موعد مرتقب للزيارة، لكنه أوضح أنه لم يتم الاتفاق على موعد محدد، ونفى أن تكون تلك الزيارة خلال الأسبوع المقبل.

وتأتي تصريحات المتحدث باسم أنان لتنفي التصريحات التي أعلنها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في وقت سابق حول زيارة أنان لطهران، والتي حددها يوم الاثنين المقبل، وذلك بغرض إجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين حول الوضع في سوريا.

وقال صالحي للصحافيين، على هامش زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران، إن «كوفي أنان سيزور طهران الاثنين على الأرجح». وأضاف أن «هناك بعض الخلافات بين إيران وتركيا بخصوص المسألة السورية»، ثم تابع: «لكننا نقترب من ردم هوة الخلافات، مع المهمة التي يقوم بها كوفي أنان ودعم تركيا ودول عربية والأمم المتحدة نأمل في إيجاد مخرج للقضية السورية».

وقد قام المبعوث الأممي كوفي أنان بزيارات لمناقشة الوضع السوري إلى روسيا والصين الحليفين الرئيسيين للنظام السوري. وأعلنت كلتا الدولتين تأييدها لخطة أنان، فيما أعلن النظام السوري، الثلاثاء، موافقته على خطة أنان ذات النقاط الست لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالمساعدات الإنسانية والبدء في عملية انتقال سياسي.

ويأتي ذلك فيما استبق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إلى طهران، وكذلك الإعلان عن زيارة أنان، بإشادته بالطريقة التي اتبعتها القيادة السورية في التعامل مع الانتفاضة التي بدأت قبل عام وقتل فيها آلاف الأشخاص، قائلا إن طهران ستبذل كل ما في وسعها لدعم أوثق حليف عربي لها.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) يوم الثلاثاء عن أحمدي نجاد قوله، أثناء محادثات مع فيصل المقداد مبعوث الأسد: «أنا سعيد جدا أن المسؤولين السوريين يتعاملون مع الوضع بشكل جيد.. آمل أن يتحسن الوضع في سوريا يوما بعد يوم»، كما قال نجاد إنه لا يوجد حدود لتوسيع الروابط مع سوريا وإن إيران ستفعل «كل ما في طاقتها لمساندة هذا البلد».

واتهم الرئيس الإيراني الغرب بالتآمر مع دول عربية للإطاحة بالقيادة السورية وتعزيز وضع إسرائيل في المنطقة. وقال أحمدي نجاد «بترديد هتافات زائفة للدفاع عن حرية الشعب فإن الأميركيين يريدون السيطرة على سوريا ولبنان وإيران ودول أخرى ويجب علينا أن نكون على وعي بمخططاتهم وأن نتصدى لها بقوة».

ولم يشِر الرئيس الإيراني إلى خطة السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تدعو إلى حوار وطني لكن دون تنحي الأسد.

وكان أردوغان قد أجرى محادثات حول إيران مع الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأحد في كوريا الجنوبية، مما أثار تكهنات بأن تركيا ستنقل رسالة من واشنطن إلى طهران، رغم أن مسؤولا تركيا نفى ذلك. وفي حين أن تركيا أبدت مرارا تأييدها لحق إيران في أن يكون لها برنامج نووي سلمي، فإنها على خلاف مع طهران بشأن سوريا حيث ما زال القمع مستمرا للمحتجين والمظاهرات المناهضة للحكومة.

وقال محللون إن الأحداث في سوريا ألحقت ضررا كبيرا في العلاقات بين أنقرة وطهران، على خلفية توفير الأولى مقرا لاجتماعات المعارضة ومأوى للاجئين، ودعم الثانية لنظام الأسد. وحث أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي لإنهاء القتال بين قواته وبين مقاتلي المعارضة، كما سمحت تركيا لجماعات المعارضة بالاجتماع بشكل منتظم في إسطنبول، وعلى العكس من ذلك استمرت إيران في دعم سوريا، أقرب حلفائها العرب.