مواجهات بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في حماه وحمص وحلب

دعوات للتظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة خذلنا المسلمون والعرب.. لكن الله معنا»

سيارة متضررة بجوار مبنى مدمر في حي بمدينة القصير ، بالقرب من حمص أمس (رويترز)
TT

تواصلت العمليّات العسكريّة التي قامت بها قوات الأمن السورية أمس ضد عدد من المناطق السورية، مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود نظاميين على الأقل، فيما تعدى إجمالي عدد القتلى 36 شخصا.. وذلك عشيّة دعوة المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم بعد صلاة الجمعة تحت عنوان: «جمعة خذلنا المسلمون والعرب - لكن الله معنا.. وبعزيمتنا سيأتي النصر».

وأفاد المركز السوري لحقوق الإنسان أن «مواجهات حصلت بين الجيش النظامي ومنشقين في مناطق سورية عدة، مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود ومنشق. وفي محصلة أولية، قضى جنديان منهم إثر استهداف شاحنة عسكرية في شمال ريف حماه، وضابط ومساعده وجندي منشق في قرية عرجون في ريف حمص، في موازاة مقتل ضابط برتبة عقيد في منطقة دوار باب الجديد في مدينة حلب، وغداة اغتيال ضابط آخر برتبة عميد في حي الحمدانية برصاص مجهولين. كما أصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح وعطب آلية تابعة لهم خلال اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل في محافظة درعا».

وفي الزبداني، أفاد المرصد عن «اشتباكات وقعت بعد دوي انفجارات فجرا بين القوات النظامية ومنشقين. وكانت قوات الأمن مدعمة بالدبابات والآليات العسكريّة قد حاصرت بلدة خربة غزالة من جهاتها كافة، كما نفذت عمليات مداهمة طالت المزارع الواقعة على أطراف البلدة، بعد أن تم منع الناس من الدخول إليها والخروج منها».

وأحصت لجان التنسيق المحلية، في حصيلة أولية بعد ظهر أمس، مقتل أكثر من 36 شخصا، في وقت أشار فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن العمليات العسكرية للجيش النظامي السوري والاشتباكات مع المنشقين وعمليات المداهمة في مناطق سورية عدة أسفرت عن مقتل 23 شخصًا، بينهم 14 مدنيا.

وفي حمص، شهدت أحياء الخالديّة وباب الدريب وباب السباع قصفا عنيفا وإطلاق نار، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. كما تعرضت مدينة القصير لإطلاق نار أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن مدينة تلبيسة، الواقعة في ريف حمص، قد تعرضت لقصف عنيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وإصابة عدد كبير من المنازل بالقذائف والرشاشات. وشهد الحي الشمالي من المدينة حركة نزوح كبيرة.

وفي حي الوعر، أفادت لجان التنسيق المحليّة بأن عناصر من الشبيحة أقدموا على اختطاف 11 شابا من الحي وتمّ اقتيادهم لجهة مجهولة وسط إطلاق نار كثيف.

وفي محافظة ادلب، قتل خمسة مدنيين جراء اقتحام قوات عسكرية قرى الريف الشرقي لمعرة النعمان، ولقي ثلاثة جنود في القوات النظامية حتفهم خلال اشتباكات مع منشقين في المنطقة. بينما قال ناشطون إن معرة النعمان تعرضت لقصف مدفعي ومن مروحيات ودبابات قبيل هجوم للقوات النظامية على بعض المناطق بحثا عن منشقين.

وفي حين شهدت مدينة أريحا إطلاق نار كثيف وأصوات انفجارات سمعت من الجهة الشمالية للمدينة، حصلت اشتباكات عنيفة شرق قرية الغدفة بين منشقين من «الجيش الحر» وقوات النظام التي حاولت اقتحام القرية.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات الجيش السوري قصفت بلدة جرجناز بالمدفعية الثقيلة والدبابات، مضيفة أن أعمدة الدخان تصاعدت من المنازل بالكامل وقطعت الكهرباء والاتصالات.

وفي درعا، شهدت منطقة الحراك اشتباكات عنيفة أوقعت إصابات عدة في صفوف المدنيين، بينهم أطفال، وسمع دوي انفجارات عند الحاجز الموجود بين بلدتي ناحتة والحراك، فيما مشطت قوات النظام مدعومة بالدبابات وإطلاق النار الكثيف السهول المجاورة. وفي ريف دمشق، هاجمت قوات النظام بالرصاص الحي ومسيلات الدموع مظاهرة خرجت في منطقة الغرب في التل. وفي حرستا، سمع دوي انفجار وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية، وقال ناشطون إن مدنيين اثنين قتلا في استهداف سيارة كانت تقلهما هناك. كما اقتحمت قوات الأمن حرستا وكفربطنا، وتحدث ناشطون عن اشتباكات في مدينتي دوما والزبداني صباح أمس.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عناصر مسلحة انتشرت أمام مدرسة البيضا في بانياس وعلى الطريق الواصل إليها لمنع خروج أي مظاهرة.

وفي حماه، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بطل الملاكمة العالمي أحمد وتار اعتقل من منزله في حي الصابونية من قبل قوات الأمن، التي اقتحمت منزله بعد منتصف ليل أول من أمس واعتقلته تعسفيا وإلى جهة غير معلومة.

وحملت الشبكة «النظام السوري المسؤولية الكاملة عن المساس بهذا الرمز الوطني»، مطالبة الاتحاد الرياضي العربي بالتدخل للمطالبة بإطلاقه على وجه السرعة.

إلى ذلك، قالت جمعية إغاثية محلية إن نحو 3 آلاف سوري لجأوا إلى الأردن خلال الأيام الثلاثة الماضية هربا من العنف في بلدهم، مشيرة إلى أن «نحو 2450 سوريا دخلوا إلى الأردن بطريقة رسمية عبر المراكز الحدودية، و500 آخرين عبر السياج الحدودي خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط».. لينضموا إلى أكثر من 20 ألف سوري في الأردن.

فيما قالت تركيا إنها تؤوي على أرضها نحو 17 ألف سوري منذ بدء الأزمة، وأشار مسؤول بالخارجية التركية أمس إلى أن أنقرة ترحب بالسوريين الهاربين من أعمال العنف وتؤمن لهم مأوى ومساعدات طبية وإنسانية، لكنها ترفض منحهم وضع «اللاجئ» الذي يمكن أن يفسح المجال أمام بقائهم على أراضيها.