رسامو الكاريكاتير في العراق يستقبلون القمة بطريقتهم الخاصة

انتقدوا في رسوماتهم التضييق على أرزاق الناس بقطع الطرق

TT

لم يترك رسامو الكاريكاتير في العراق مناسبة مهمة، مثل مؤتمر القمة العربية التي تستضيفها بغداد نهاية الأسبوع الحالي، دون أن تكون لهم بصماتهم عليها. كما أن الصحافة العراقية التي انشغلت طوال الشهور الماضية بالخلافات المحتدمة بين الكتل السياسية وجدت نفسها في الفترة الأخيرة منهمكة في قضية الاستعدادات الأمنية واللوجيستية للقمة العربية. وحيال هذا الوضع الأمني لم يعد أمام الحكومة العراقية سوى أن تمنح البغداديين عطلة لمدة ثمانية أيام، مع قطع المزيد من الطرق والجسور وتكثيف نقاط التفتيش، حتى تحولت القمة من وجهة نظر المواطن العراقي إلى «نقمة»، فيما أطلق عليها البعض «قمة الازدحامات».

رسام الكاريكاتير المعروف عبد الرحيم ياسر الذي كانت له مساهماته الواضحة في مسار صحافة الكاريكاتير في العراق، قال لـ«الشرق الأوسط»: «على صعيد الاستعدادات خلال الأيام السابقة أجد أن هناك الكثير مما يستدعي النقد، ولقد فعلت ذلك من خلال الرسوم التي رسمتها والتي نشرت أيضا، كما لا أجد أن هناك مبررات كافية لأن يضيق على الناس في أرزاقهم وأعمالهم، وأن تقطع الشوارع بهذا الشكل المبالغ فيه، والذي صار معوقا حتى للصحافي في تغطية هذه المناسبة التي لن تحدث داخل العراق إلا بعد عشرين سنة أخرى».

أما خضير الحميري، وهو واحد من أهم رسامي الكاريكاتير في العراق، فيقول إن «القمة العربية، كأي حدث كبير، تستدعي أن يدلي فيها أهل الرأي بآرائهم ويقلبون معا أوراقها وجداول أعمالها والجدوى من انعقادها، وليس الكاريكاتير ببعيد عن ذلك، فقد تهيأت شخصيا لاستقبال القمة التي يسعدني انعقادها في بغداد لأنها تعطي رسالة موجهة لإزالة الالتباسات التي كانت تهدف لتضخيم الجفوة بين بغداد والعرب»، مشيرا إلى أنه تناول في رسومه «بعض الإشكالات التي ترافقت مع الإعداد (المبالغ به) للقمة، والخناق الذي ضرب على شوارع بغداد، مما تسبب بالكثير من الضيق للمواطنين الذين لا يرون لهذه الإجراءات أي مبرر».

وعن أهم المضامين التي تناولتها رسومه الكاريكاتيرية قال الحميري إنها «تناولت مواضيع (التناحر العربي) و(قرارات القمم السابقة) و(الوضع العراقي الداخلي قبل انعقاد القمة)، فضلا عن الإرباك وأحيانا (الانعدام المروري) استقبالا للقمة».