قادة سياسيون عراقيون: رئاسة كردي للقمة العربية رسالة إيجابية تعكس حالة العراق الجديد

أكدوا لـ«الشرق الأوسط»: طالباني مواطن عراقي.. ورئيس منتخب لنا

TT

سيكون الرئيس العراقي جلال طالباني أول شخصية سياسية كردية عراقية تترأس مؤتمر القمة العربية منذ عام 1964، حيث عقد أول مؤتمر للقمة العربية في القاهرة برئاسة جمال عبد الناصر الذي كان طالباني يرتبط بعلاقات صداقة متميزة معه ومع قادة عرب آخرين.

وأجمع قادة سياسيون عراقيون من كتل سياسية وقومية ودينية ومذهبية مختلفة في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد وأربيل وكركوك على أن «تمثيل رئاسة شخصية سياسية كردية عراقية لمؤتمر القمة العربية يشكل رسالة إيجابية ويعكس واقع العراق الحقيقي والجديد».

وقال صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء والقيادي في ائتلاف العراقية الذي يتزعمه إياد علاوي الرئيس الأسبق للحكومة العراقية إن «السيد الرئيس جلال طالباني هو مواطن عراقي ونحن ما شعرنا سوى بذلك بغض النظر عن قوميته، فالإخوة الأكراد يشكلون قومية رئيسية في شعبنا، والدستور العراقي لا يميز بين عراقي وآخر ليكون رئيسا للجمهورية بغض النظر عن قوميته أو دينه أو مذهبه»، مشيرا إلى أن «كون الرئيس طالباني كرديا وسيترأس القمة العربية يعكس قوة العراق والعراقيين ومتانة الوحدة الوطنية بين العرب وبقية القوميات المكونة للمجتمع العراقي ويطمئن الأكراد والتركمان والآشوريين بأن العراق للجميع ويعكس صورة إيجابية للإخوة العرب بأن هذا هو العراق الجديد وهذا ما يجب أن يكون عليه».

وأوضح كاوه شاكر، وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كردستان، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني أن «الرئيس طالباني مواطن عراقي برهن وعبر سنوات طويلة من العمل السياسي المخلص حرصه على قضايا العراق والشعب العراقي وعلى وحدة العراق الديمقراطي الفيدرالي من خلال الحرص على تطبيق الدستور»، منبها إلى أن «رئاسة العراق من قبل شخصية سياسية كردية عراقية، ومن ثم رئاسة القمة العربية من قبل الرئيس طالباني يعكس للعالم العربي الحالة الجديدة للعراق كونه بلدا تعدديا ليس فيه أي وجود لدولة مفرطة في مركزيتها وأن أي تهميش أو عدم إشراك الآخرين في القرار لهذه الدولة سيكون ذلك بمثابة قنابل موقوتة تفجر الوضع العام وتخلق إشكالية للدولة الجديدة التي لا تزال في طور التكوين».

وقال حميد معلة، المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، إن «السيد جلال طالباني رئيس منتخب من قبل مجلس النواب العراقي، ونحن ننظر إليه من هذه الصورة وليس كونه فقط كرديا عراقيا، وبغض النظر عن كونه سنيا أو شيعيا»، مشيرا إلى أن «رئاسة القمة العربية من قبل شخصية سياسية كردية عراقية معروفة مثل طالباني تعطي للمؤتمر نكهة جديدة ورسالة مفادها أن العراق الجديد يحترم كل القوميات والأديان والمذاهب، وهي رسالة قوة وتعطي مفاهيم إيجابية عن العراق والعراقيين».

بدوره، قال آيدن معروف عضو اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي للجبهة التركمانية العراقية التي يتزعمها ارشد الصالحي، عضو مجلس النواب: «إننا كجبهة وكتركمان عراقيين ننظر إلى موضوع رئاسة السيد جلال طالباني لمؤتمر القمة العربية بأنه أمر طبيعي للغاية، فهو رئيس جمهورية العراق التي تستضيف القمة ودستوريا يجب أن يترأس المؤتمر رئيس الجمهورية»، مشيرا إلى أن «الرئيس طالباني مواطن عراقي بغض النظر عن قوميته أو دينه أو اتجاهاته السياسية وهو رئيس منتخب للعراق ومن قبل العراقيين أنفسهم، فهذا هو العراق الجديد، وليس مستبعدا أن يأتي رئيسا تركمانيا أو عربيا، مسلما كان أو مسيحيا».

واعتبر يونادم كنا، السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية في العراق وعضو مجلس النواب العراقي أن «رئاسة مؤتمر القمة العربية من قبل شخصية سياسية كردية عراقية مثل الرئيس طالباني تعطي رسالة للآخرين عن طبيعة العراق اليوم وأهمية احترام التعددية في مجتمعنا وكيفية قبول الآخر وهذه هي تركيبة الشعب العراقي»، مشيرا إلى أن «الرئيس مواطن عراقي ويصادف الآن أنه من القومية الكردية فهذا هو العراق».