دفن جثة محمد مراح في ضواحي تولوز.. وقبره سيكون بلا اسم تفاديا لتدنيسه

بعد «تخلي محمود المصري ويوسف القرضاوي عن القدوم».. فرنسا تمنع 4 دعاة مسلمين من دخولها

أقارب محمد مراح يقومون بدفنه في وحدة مسلمين من مقبرة بضاحية تولوز في جنوب غربي فرنسا (أ.ف.ب)
TT

دفنت جثة منفذ هجمات تولوز ومونتوبان محمد مراح عصر أمس الخميس في القسم المسلم في مقبرة كورنباريو في ضاحية تولوز (جنوب غربي فرنسا) بعد جدل أثير حول مكان دفنه.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن الدفن الذي شارك فيه نحو 15 شخصا كلهم رجال تم سريعا جدا في القبر الذي حفر بعد الظهر لهذه الغاية.

وأدى المشيعون الصلاة قبل الدفن، بحسب الصحافيين، خارج المقبرة التي أحاطت بها قوات الدرك وحلقت فوق المكان مروحية. وفتحت المقبرة خصيصا لمراسم دفن بسيطة. وأكد عبد الله زكري، ممثل عميد جامع باريس الكبير، أن قبر مراح سيكون مجهولا بلا اسم تفاديا لتدنيسه.

وبذلك انتهى جدل أثير حول مصير جثة مراح الذي قتل 7 أشخاص قبل أسبوع على مقتله برصاص الشرطة.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد طلب «عدم إثارة جدل» في مسألة دفن مراح، قائلا إن الأخير «كان فرنسيا ويجب أن يدفن، علينا ألا نثير جدلا في هذا الشأن».

وقد جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي إثر إعلان بلدية تولوز، جنوب غربي فرنسا، أمس إرجاء جنازة محمد مراح التي كانت مقررة بعد ظهر أمس 24 ساعة، معتبرة أن دفنه في المدينة «غير مناسب».

وقالت البلدية إنه «بعد رفض الجزائر في اللحظة الأخيرة تسلم جثة محمد مراح، رأى (رئيس البلدية) بيار كوهين أن دفنه في المدينة غير مناسب». وأضافت أن رئيس البلدية طلب لهذا السبب «من شرطة المنطقة تأجيل الدفن 24 ساعة وطلب مساعدة الدولة».

وكان مسؤول ديني أعلن أن الإسلامي المتطرف محمد مراح الذي أكد انتماءه إلى تنظيم القاعدة وقتل سبعة أشخاص، سيدفن عصر أمس (الخميس) في فرنسا، وذلك بعد رفض السلطات الجزائرية في آخر لحظة نقل جثمانه المحرج إلى الجزائر «لأسباب أمنية».

وأعلنت أجهزة بلدية تولوز في وقت سابق «أنه كان مقيما في تولوز وتوفي فيها وبالتالي فإن من واجب المدينة أن تدفنه طبقا للقانون». وأضافت أنه «ليس قرار البلدية بل واجب قانوني يستند إلى قانون الدفن».

وكورنباريو هي أكبر مقبرة في منطقة تولوز وتمتد على 33 هكتارا وتشمل قسما كبيرا للمسلمين.

إلى ذلك أعلنت وزارتا الداخلية والخارجية الفرنسيتان في بيان مشترك، أمس، منع أربعة دعاة إسلاميين من دخول الأراضي الفرنسية للمشاركة في مؤتمر تنظمه جمعية إسلامية.

وقال وزيرا الداخلية والخارجية الفرنسيان في بيان مشترك «بينما تعاني فرنسا من هجمات متطرفين باسم آيديولوجيات أو عقائد فاسدة لا بد أن تكون الحريات ضمن إطار القانون واحترام قيمنا الأساسية من حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة والعلمانية واحترام الأديان وآراء الآخرين ورفض الانغلاق الطائفي»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ورفض كلود غيان وآلان جوبيه، أو ألغيا، إمكان توجه مفتي القدس عكرمة صبري والداعيتين السعوديين عائض بن عبد الله القرني وعبد الله باصفر والمصري صفوت حجازي إلى فرنسا.

وأشار البيان إلى أن داعيتين آخرين هما محمود المصري ويوسف القرضاوي «تخليا عن القدوم» بعدما أعلنهما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شخصين غير مرغوب بهما في فرنسا.

وأضاف الوزيران الفرنسيان، في البيان نفسه، أنهما يأسفان لدعوة المفكر الإسلامي السويسري المصري الأصل طارق رمضان إلى بلدهما من قبل اتحاد منظمات المسلمين في فرنسا.

وقال غيان وجوبيه «نأسف لأن اتحاد منظمات المسلمين في فرنسا اختار دعوة طارق رمضان المواطن السويسري الذي تتعارض مواقفه وتصريحاته مع المبادئ الجمهورية، وهذا لا يخدم مسلمي فرنسا».