دخل ماراثون انتخابات الرئاسة في مصر مراحله الحاسمة في نهاية اليوم التاسع عشر للترشح في أول انتخابات تشهدها البلاد عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وبينما تقدم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بأوراق ترشحه رسميا أمس، ليصبح المرشح السادس الذي يتقدم بأوراقه قانونيا للجنة. أعلن الدكتور أيمن نور زعيم حزب «غد الثورة» خوض انتخابات الرئاسة بعد قرار المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري بإسقاط العقوبات التي حرمت نور من مباشرة حقوقه السياسية لإدانته في تهمة تزوير توكيلات تأسيس حزب الغد عام 2006، وقال نور في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليس لديه مانع من التنازل عن خوض الانتخابات حال توافق القوى السياسية على مرشح غيره».
وفي غضون ذلك، كشفت اللجنة العليا للانتخابات، في بيان لها أول من أمس، عن أنها طالبت وزارة الخارجية الإفادة عن الخمسة مرشحين الذين تقدموا للجنة رسميا، عما إذا كان أي من هؤلاء أو والديه أو زوجته يحملون جنسية غير الجنسية المصرية، وقال المستشار عمر سلامة، عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات، إن «أي مرشح يقدم أوراق ترشحه ترسل اللجنة خطابات لكل من وزارة الداخلية والخارجية ومصلحة الجوازات والهجرة للاستعلام عن جنسيته المصرية ومدى توافر المعايير الشخصية التي يحددها القانون لمرشح الرئاسة أم لا»، يأتي هذا في وقت تردد فيه أن والدة مرشح الرئاسة المحتمل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل تحمل الجنسية الأميركية، وهو ما نفاه أبو إسماعيل، قائلا في مؤتمر بمدينة المنصورة أول من أمس (الأربعاء): «إن السيدة نوال عبد العزيز نور والدتي لم تتمتع بالجنسية الأميركية، ولم تحصل على جواز سفر أميركي». وكشف حفني إسماعيل أحد أعضاء حملة أبو إسماعيل عن أن والدة أبو إسماعيل كانت تذهب إلى أميركا لزيارة أبنائها (أشقاء أبو إسماعيل)، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «والدته تنتمي إلى عائلات الأشراف في مصر ولم يسبق لها حمل أي جنسية».
وفي السياق ذاته، أكد المستشار حاتم بجاتو، أمين عام اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة، أن «أبو الفتوح قدم توكيلات الناخبين الراغبين في ترشحه رسميا لمنصب الرئيس»، مضيفا أن «أبو الفتوح قال إنه قدم 45 ألف نموذج توكيل، إلا أن اللجنة بدأت في فحص تلك الأوراق وإحصاءها من خلال ماكينات تستعين بها اللجنة في عملية الإحصاء».
وقال أيمن نور، في مؤتمر صحافي أمس، بمقر حزب «غد الثورة» بوسط العاصمة المصرية القاهرة، إن «الهيئة العليا للحزب قررت الدفع به كمرشح في الانتخابات الرئاسية، وإنه سيقدم أوراق ترشحه للجنة يوم 6 أبريل (نيسان) المقبل»، لافتا إلى أن هذا اليوم هو نفس اليوم الذي تقدم فيه بأوراقه في انتخابات الرئاسة عام 2005 (وهي الانتخابات التي حل نور فيها تاليا للرئيس السابق حسني مبارك)، مشيرا إلى أنه سيقوم بسحب أوراق ترشحه (اليوم) الجمعة. وتابع أن «قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) الذي أتاح له ممارسة كافة الحقوق السياسية هو من إنتاج ثورة 25 يناير».
وأوضح نور أن «خوضه الانتخابات الرئاسية مرشحا عن حزبه لن يمنعه من التحدث عن فكرة الفريق الرئاسي الذي يقوم على التوافق بين القوى الوطنية حول مرشح رئاسي بعينه».