قوى المعارضة السورية تصف القمة العربية بـ«الفاشلة»

المالح: الموقفان السعودي والقطري هما الأفضل عربيا

TT

قابلت قوى المعارضة السورية قرارات القمة العربية بالكثير من خيبة الأمل؛ واصفة القمة والقرارات الصادرة عنها بـ«الفاشلة»، ومطالبة بخطوات فاعلة وسريعة لإغاثة الشعب والمدن السورية. وبينما شدّد المعارض السوري المنشق حديثا عن المجلس الوطني هيثم المالح على أنّه «لم يعد ينفع مع نظام الأسد إلا منطق القوة»، وصف القمة العربية وقراراتها ومهمة المبعوث الدولي كوفي أنان بـ«الفاشلة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نكن نتوقع شيئا من هذه القمة لأننا شهدنا ما خرجت به القمم السابقة وما خرجت به اجتماعات وزراء الخارجية العرب.. قرارات وقرارات فيما العصابة الحاكمة في سوريا تعيش في عالم آخر.. عالم الجريمة». واعتبر المالح أنه «لا الجامعة العربية ولا القمم الرئاسية، ولا حتى أنان، يقدرون على وقف سفك دم الشعب السوري»، مشددا على أن «السبيل الوحيد للحد من المأساة السورية هو تسليح الجيش السوري الحر وكسر النظام بالقوة»، وقال: «كلنا يتذكر حديث وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس إلى مجلة (دير شبيغل)؛ والذي قال فيه إن نظام الأسد أخذ الحكم بالقوة ولن يتركه إلا بالقوة، وبالتالي لا إمكانية لحل سياسي مع من يفكرون بهذه العقلية».

وتساءل المالح «كيف يجرؤ بعض العرب على إعطاء شرعية للأسد الفاقد الشرعية أصلا؟ وكيف يعطونه مزيدا من الدعم لقتل شعبه؟»، وأضاف: «على كوفي أنان أن يفهم أنه لا إمكانية للحوار مع هذا المجرم، لأنّه أصلا يرفض منطق الحوار.. فهو حين قال لأنان إن القتل لن يتوقف حتى تنسحب العصابات المسلحة من الشارع - أي بمعنى انسحاب الشعب السوري الثائر - كان واضحا تماما أنه لا إمكانية لوقف آلة القتل».

وفيما أثنى المالح على الموقفين السعودي والقطري، معتبرا أنّهما «الأفضل بالتعامل مع الملف السوري»، قال: «لا خيار إلا القوة والسلاح لمواجهة الأسد، لأن هذا - للأسف - ما يريده الذي يحكم البلد». بدوره، أشار عضو المجلس الوطني محمد سرميني إلى أن «المجلس كما قوى المعارضة ككل كانت تنتظر قرارات فعلية من القمة العربية، لأن ما يجري على الأرض من مجازر يتطلب تحركا وقرارات سريعة وفاعلة»، معتبرا أن «الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جاءت مخيبة للآمال إلى حد بعيد، خاصة حين دعا لعدم تسليح الجيش الحر وكأنّه يعطي الضوء الأخضر لعصابات الأسد لاقتراف المزيد من المجازر والإمعان في عمليات القتل».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، رأى سرميني أن «كل الكلمات التي ألقاها القادة العرب جاءت دون المستوى، وكأن سراقب وقلعة المضيق لا تشهدان كما باقي المناطق السورية حرب إبادة».

وتطرق سرميني لكلمة الرئيس التونسي منصف المرزوقي، والذي أكد رفض بلاده التدخل العسكري وتسليح أي فريق في سوريا، فقال سرميني: «الكل يعلم أن معطيات الثورة التونسية كانت مختلفة وبشكل جذري عن الثورة السورية، التي تواجه بأبشع ما قد يتصوره العقل البشري من مجازر وجرائم ضد الإنسانية وعمليات تهجير قسري..».

إلى ذلك، أثنى سرميني بدوره على الموقفين السعودي والقطري، قائلا: «لا نعلم إذا كانت مقاطعة الملك السعودي والأمير القطري للقمة من منطلق موقفهما الرافض لمواقف حكومة المالكي التي تساند النظام السوري، ولكننا نجزم بأن المملكة العربية السعودية ودولة قطر تبقيان الداعم الأساسي للثورة السورية».