وزير الخارجية التركي: مؤتمر «أصدقاء سوريا» سيرفع مستوى الاعتراف بالمجلس الوطني.. وسيتخذ «خطوات عملية»

أحمد داود أوغلو في حوار لـ«الشرق الأوسط»: المنطقة العازلة يجب أن لا تكون حدودية.. بل تشمل المدن غير المحظوظة

أحمد داود أوغلو وهو يتصفح مجلة الرجل (الشرق الأوسط»)
TT

رأى وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن «مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني» الذي تستضيفه بلاده غدا يجب أن يخرج بنتائج محددة وخطوات عملية لدعم الشعب السوري في الداخل والخارج، وتقوية اتصالات المعارضة السورية بين الداخل والخارج «على جميع المستويات». وإذ رأى الوزير التركي في حوار مع «الشرق الأوسط» أن مسألة «المنطقة العازلة» و«الممرات الآمنة» هي بيد المجتمع الدولي، وتحديدا مجلس الأمن، أكد أن بلاده مستعدة للإسهام في هذين الخيارين إذا ما تم التوافق عليهما لمساعدة الشعب السوري، لكنه رأى أن المنطقة العازلة لا يجب أن تكون على الحدود فقط، بل يجب أن تتوسع لتشمل السوريين الموجودين في المدن «غير المحظوظة» أي تلك البعيدة عن الحدود مثل حماه وحمص واللاذقية وحلب، ليخلص إلى أنه «إذا كان هناك عدم استقرار كبير على حدودنا، فبالتأكيد لن نستطيع البقاء متفرجين، فسنراقب هذه النشاطات وكيف تتطور، وإذا كان هناك دفق هائل من اللاجئين (و20 ألفا ليس بالرقم القليل) فبالتأكيد سوف نأخذ خطواتنا الخاصة».

وأكد الوزير التركي أن مستوى الاعتراف بالمجلس الوطني سوف يتحسن بالتأكيد خلال هذا المؤتمر، داعيا الأكثرية الإسلامية إلى المسارعة إلى تطمين الأقليات على مصير مشاركتها في النظام المقبل وحرية ممارستها الشعائر الدينية. محددا للأكراد السوريين سقفا لمطالبهم يتمثل في «وحدة الأراضي السورية».

ونبه داود أوغلو إلى ضرورة عدم السماح للنظام باستغلال مبادرة المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، لـ«مزيد من القتل»، قائلا: «ما تعلمناه من خبرتنا أن أي مبادرة جديدة، تعني للنظام وقتا جديدا لقتل المزيد. لذلك نحن ندعم خطة أنان كنقطة بداية، فالخطوات الـ6 لا تحل شيئا، إنها مجرد تحضير للبدء بعملية ما».

الحوار تنقل في ما بين مكتب الوزير التركي في إسطنبول، وطائرته الخاصة في الرحلة بين عاصمتي تركيا السياسية، أنقرة، والاقتصادية – الدبلوماسية، إسطنبول، ليحط رحاله أخيرا في فيللا وزارة الخارجية في أنقرة، حيث كان الوزير يستقبل قبيل الحوار البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي قدم إليه وثائق تتحدث عن انتهاكات بحق المسيحيين من قبل «مسلمين متطرفين» في سوريا، بينما كان هم الوزير داود أوغلو منصبا على نصح البطريرك بأن يجعل رحلته إلى جنوب قبرص (اليونانية) تشمل الجزء الشمالي منها المعترف به تركيا.

مخاوف البطريرك الراعي.. وغيره من المسيحيين أجاب عليها داود أوغلو بالتأكيد أنه «على المسيحيين خصوصا أن لا يقلقوا أو يخافوا من التغييرات الحاصلة في المنطقة».. وإلى نص الحوار..

* يبدو أن لديهم مخاوفهم، وكذلك بقية الأقليات في سوريا والمنطقة، وهذا ما يزيد الأمور تعقيدا..

- هذا صحيح.

* فما الذي يجب فعله لتهدئة مخاوفهم؟

- المخاوف ليست موجودة لدى الأقليات فقط، فالأكثرية في سوريا لديها مخاوفها، فهناك منعطف تاريخي، والتغيير يجلب معه دائما التحديات الجديدة. التغيير ضروري، وإذا كان التاريخ يتحرك بسرعة، فلا نستطيع الوقوف جامدين ولا من دون رد فعل. الأقليات قد تكون أكثر قلقا لأنها لا تعرف بعد ماهية التغيير الحاصل، وأين سيكون موقعها في النظام السياسي الجديد. هذا القلق يشمل المسيحيين في سوريا وفي مصر، كما يشمل قلقا حول وجودهم في المنطقة بأكملها، ولهذا لا بد للأكثرية المسلمة من أن تنتبه بشدة إلى ذلك، وأن يكون لديها رد فعل يبدد قلق هذه الأقليات، ويطمئنها إلى أن معتقداتها الدينية ستكون محترمة في النظام الجديد في مطلق الأحوال، وهذا مهم جدا لأنه من دون الحرية الدينية، فإن السلام غير ممكن. وضمن الطوائف هناك أيضا قلق المذاهب، فهناك قلق لدى المسلمين الشيعة باعتبارهم أقلية وسط أكثرية سنية.

* وما زاد الأمور قلقا التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية الروسي من «حكم السنة في سوريا»..

- نعم، لكن اليوم، الخوف لدى الأكثرية السنية هو أكبر. إذا كان التصرف الطائفي ينطلق من السلطات فهذا أمر خطير جدا لا يقل خطورة عن التصرف الطائفي داخل المجتمع. لهذا لا بد من عقد جديد بين الطوائف السورية تؤكد فيه الدعم المتبادل.

* ألا ترى أن ما يحصل الآن هو حرب أهلية أو طائفية غير معلنة؟

- لا أريد أن أقول إنها على أساس طائفي، رغم أن هناك بعض التصرفات الطائفية. ما يحصل هو مواجهة بين مجتمع بأكمله، ونظام ثيوقراطي لا يؤثر فقط على السنة بل أيضا على المسيحيين أو النصيريين (العلويين)، إنه قمع، وهذا يؤثر على الجميع، اليوم على السنة وغدا على المسيحيين وغيرهم. المواجهة في سوريا بالنسبة إلينا ليست حربا أهلية أو طائفية، إنها مواجهة بين مجتمع يحاول أن يقرر مصيره، ونظام ثيوقراطي يحاول إنقاذ نفسه، وإبقاء الستاتيكو القائم على اضطهاد فئات واسعة من الشعب.

* ما الذي يجب أن نتوقعه من مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي تستضيفه إسطنبول؟

- أولا يجب أن نسأل لماذا هناك مؤتمر لـ«أصدقاء سوريا»، حتى نهاية السنة الماضية لم يكن هناك مجموعة مماثلة، وتشكيلها سببه العنف المتمادي في سوريا. لقد حاولنا في البدء التدخل لدى السوريين عبر العلاقات الثنائية التي تجمعنا لإقناعهم بوقف حمام الدم والمجازر وإجراء الإصلاحات. وقد اتفقنا في أغسطس (آب) على خطة طريق، لكن السلطات السورية لم تف بتعهداتها. ثم حاولنا في المرحلة الثانية العمل معهم على مستوى المنطقة، فتحركت تركيا مع الجامعة العربية، وتوصلنا في المغرب إلى خطة سلام عربية تضم نفس المكونات التي كانت في خطتنا، والجامعة العربية حاولت كذلك من دون جدوى، وكان هناك المزيد من الوعود التي لم يف بها النظام. ثم توجهنا، نحن والجامعة العربية ودول أخرى، إلى مجلس الأمن عله يتمكن من الوصول إلى قرار يوقف ما يجري، لكن للأسف رأينا الفيتو الروسي - الصيني، فلم نستطع أن نتصرف. بعد هذه المرحلة توجهنا نحو تشكيل «مجموعة أصدقاء سوريا» من أجل إيجاد مبادرة دولية، ليس فقط مبادرة مناطقية من أجل إظهار التضامن مع الشعب السوري، ولكي يشعر النظام أنه لا يمكن أن يستمر في التعسف من دون أن يكون هناك رد فعل دولي، فكان الاجتماع الأول في تونس والثاني الآن في إسطنبول، وحتى الآن أكد نحو 75 إلى 80 دولة حضورها، وقد يزداد العدد حتى موعد المؤتمر يوم الأحد (غدا).

إن أول مهام هذه المجموعة، توجيه رسالة دولية ضد القمع، ولإظهار التضامن، وهذه المرة يجب أن نخرج بخطوات محددة لوقف المجازر وإظهار الدعم للشعب السوري، وتحديدا المجلس الوطني السوري والخطوة الثانية التي يفترض بالمجتمع الدولي أن يقوم بها حيال هذا المجلس. نحن نتابع التشاور مع الدول المشاركة في المؤتمر، لكننا نأمل - وواثقون – من الوصول إلى خطوات محددة.

* كيف يمكن لـ«أصدقاء سوريا» أن يقدم المساعدة للشعب السوري، بينما نجد أن النظام غير آبه لا بالعقوبات ولا بالضغوط الدولية؟

- قبل كل شيء هي عملية صعبة. وأنا أحيي الشعب السوري الذي يتابع إظهار شجاعته بعد سنة من التعرض للهجمات والمجازر، وهو لا يزال يتابع التصدي للقمع الذي يمارس ضده. وهذه الشجاعة من قبل الشعب السوري يجب أن يتم تشجيعها من قبل المجتمع الدولي، وهذا أول وأقل ما يجب فعله لمساعدة الشعب السوري. كما يجب دعم المجلس الوطني السوري الذي عقد مؤتمرا في إسطنبول مؤخرا وأعلن عن ميثاق وطني مثير للاهتمام ويستحق التقدير، ورسم صورة لما ستكون عليه سوريا في المرحلة المقبلة. وهذا مهم جدا، لأنه حتى الآن كانت هناك انتقادات لغياب البرنامج، وكان يقال إن بشار الأسد قد يذهب، لكن من سيحل محله، وما هو أساس الإدارة الجديدة. الأساس اليوم واضح جدا، كما حدده المجلس الوطني السوري. أما الخطوة العملية الثانية فيجب أن تكون تقوية ودعم المعارضة السورية على الأرض في داخل سوريا وخارجها وفي المجتمع الدولي. وثالثا زيادة الضغوط على النظام الثيوقراطي السوري، مما يعني اتخاذ إجراءات معينة ضد هذا النظام، وأيضا البعث برسالة واضحة مفادها أن هذه الدول ترفع الصوت ضد هذا النظام. من جهة أخرى، لقد كنا في طهران وأجرينا محادثات مع المسؤولين هناك، وقد أجرينا اتصالات في وقت سابق مع الروس، وبعد المؤتمر سنذهب، رئيس الوزراء (رجب طيب أردوغان) وأنا، إلى الصين. إطار عملنا هو زيادة الضغوط على النظام من جهة، ومتابعة الحوارات السياسية مع الدول. المعايير التي ستتخذ سوف تتحدد بالطبع من قبل الدول المشاركة، لكن سيكون هناك بالتأكيد خطوات عملية لزيادة الدعم للشعب السوري.

* عندما تحدثت عن زيادة الدعم للمعارضة في داخل سوريا، هل كنت تعني المعارضة المسلحة؟

- لا أريد أن أدخل في التفاصيل بالطبع. لكن من ضمن الخطوات العملية الأخرى سيكون الوضع الإنساني، فالوضع هناك رهيب. هناك 17600 سوري قدموا إلى تركيا، وخلال عدة أيام سوف يصبحون 20 ألفا. ونحن قلقون من أن الرقم قد يكبر ويزداد إذا استمر النظام في أساليبه. بالطبع لا يمكن أن نبقى صامتين ومكتوفي الأيدي حيال ما يجري على الأرض. الدعم داخل الأراضي السورية، معناه الدعم الإنساني للشعب السوري أينما كان هؤلاء، وليس في المناطق الحدودية فقط. بعض السوريين محظوظون لأنهم يعيشون على الحدود فيستطيعون الفرار إلى تركيا أو لبنان أو الأردن، لكن الذين يعيشون في المدن داخل سوريا لا يستطيعون الهرب. في حمص هرب نحو 60 في المائة من السكان، فإلى أين ذهبوا وكيف يستطيعون البقاء على قيد الحياة، بينما لا يوجد طريق واحد آمن بين مدينتين في سوريا الآن. هذا وضع رهيب، ودعم الناس في سوريا معناه التدخل الإنساني وزيادة الضغوط على النظام بأنه لا يمكنه الاستمرار في ارتكاب المجازر، وأيضا إيجاد اتصال جيد بين المعارضة داخل سوريا وخارجها على كل المستويات.

* هل ما زلتم تعتقدون بوجود إمكانية لحل سياسي في سوريا، وما هي حظوظ مهمة أنان في ضوء خبرتكم التفاوضية مع النظام؟

- ما تعلمناه من خبرتنا أن أي مبادرة جديدة، تعني للنظام وقتا جديدا لقتل المزيد. لذلك نحن ندعم خطة أنان كنقطة بداية، فالخطوات الـ6 لا تحل شيئا، إنها مجرد تحضير للبدء بعملية ما. لهذا عندما أتى السيد أنان إلى تركيا - كما أننا أجرينا عدة اتصالات هاتفية معه في الأيام الماضية - قلنا له: «حسنا نحن ندعمك.. لكن إلى متى علينا أن ننتظر، حتى يتم التطبيق». النظام يقول قبلنا، وهو كان قال لنا في أغسطس إنه قبل خطتنا المؤلفة من 14 بندا.. ثم قتل المزيد. وقبل مبادرة الجامعة العربية.. وأيضا قتل المزيد. قبل مطالب وزير الخارجية الروسي، ثم بدأ عملية حمص. بعد كل مبادرة كان يقوم بهجمات أكبر. نحن نأمل هذه المرة أن يؤدي جهد السيد أنان الذي نحترمه إلى نتائج، وأن لا يساء استخدام هذا الجهد من أجل قتل المزيد من الناس. بعد قبولهم خطة أنان، قتل المئات خلال يومين أو ثلاثة أيام. في أي مبادرة لا بد من أن يكون هناك قوة ما وراء هذه المبادرة. سوف نستمر بدعمها ونأمل أن يتم تطبيقها، لكن هذه مجرد بداية نرى بعدها ما سوف يجري. وإذا ما سئلنا عن رأينا، فسنقول إن تركيا حاولت السنة الماضية ومنذ 7 سنوات قبلها إقناعه بإجراء إصلاحات، وكان دائما يقول إنه بحاجة إلى الوقت، إلى أن وصلنا إلى هذه النقطة. لا بد من جدول زمني لتطبق خطة أنان، وإلا فإن عملية من دون نهاية، معناها قتل من دون نهاية أيضا.

* هل «المنطقة العازلة» و«الممرات الآمنة» على طاولة البحث في المؤتمر؟

- الأمر يتوقف بالطبع على التطورات. لكن نحن في تركيا حاضرون لدعم الشعب السوري على المستويات الإنسانية، لكن لا بد أيضا من وجود جهد دولي يرد على هذا القتل، وليس فقط تركيا. إن قضية «الممرات الآمنة» و«المنطقة العازلة» أمر يخص المجتمع الدولي، فإذا كان هناك قرار، بالتأكيد نحن جاهزون للإسهام في الوصول إلى كل السوريين الذين يعانون. الحل يجب أن لا يشمل فقط الحدود، بل يشمل أيضا الذين يعيشون في مدن أخرى بعيدة عن الحدود، فحتى لو أنشأنا المنطقة العازلة، فما الذي سيحدث للذين يعيشون في درعا واللاذقية وحمص وحماه وحلب. تركيا حاضرة للمساعدة في أي مبادرة أو قرار مدعوم من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى مجلس الأمن القومي التركي بالتأكيد. إذا كان هناك عدم استقرار كبير على حدودنا، فبالتأكيد لن نستطيع البقاء متفرجين، فسنراقب هذه النشاطات وكيف تتطور، فإذا كان هناك دفق هائل من اللاجئين (و20 ألفا ليس بالرقم القليل)، فبالتأكيد سوف نأخذ خطواتنا الخاصة.

* خطواتكم الخاصة تعني «المنطقة العازلة»..

- أيا يكن، إن دفق اللاجئين سوف يخلق حالة من عدم استقرار في أراضينا.

* هناك الكثير من الآمال المعلقة عليكم من قبل الشارع السوري.. وهذا نتيجة، العامل الجغرافي، وتصريحاتكم النارية من مثال «لا نريد حماه ثانية».. ألا تشعرون بأنكم خذلتم هؤلاء؟

- قبل أي شيء، أعتقد أن الجميع يقدر أن الجزء الأساسي من هذه القضية هو على أكتاف تركيا، لجهة وضع اللاجئين، والتحركات الدبلوماسية وحماية الشعب السوري. وهذا ليس شيئا نمن به على الناس، بل هو مسؤولية تاريخية، كدولة جارة للشعب السوري. بالطبع نعرف هذه التوقعات، لكن تركيا تقوم بكل المبادرات الممكنة والضغوط لمساعدة الشعب السوري، وسوف نتابع. نحن لم نقبل يوما ما يجري في سوريا، واليوم أقوى الأصوات اعتراضا يأتي من تركيا، والخطوات العملية الوحيدة اتخذت من قبل تركيا، وأعتقد أن هذا سيكون موضع تقدير من الناس في منطقتنا ومن السوريين، فأي دولة أخرى تستقبل جميع أنواع اللاجئين، وأي دولة تساعد المجلس الوطني. نحن نقوم بأفضل ما لدينا من كل الجهات، وسنقوم بالمزيد، بالتعاون مع الدول العربية، فهذا جهد جماعي.

* البعض يقول إن لديكم مخاوف من التدخل في سوريا، كقضية حزب «العمال الكردستاني» والوضع الديموغرافي في جنوب تركيا وغيرها..

- بالطبع لا. تركيا دولة قوية وديمقراطية، ولا مخاوف لدينا على الإطلاق. نحن واثقون من أنفسنا، والشعب السوري يثق فينا من خلال التجربة التي ممرنا بها خلال السنوات الماضية، فقد لا حظوا الفارق. لا نملك مخاوف كهذه، لكن مخاوفنا هي على إخواننا وأخواتنا في سوريا ودول المنطقة. المهم ألمنا ومعاناتهم معاناتنا. لا نملك مخاوف تتعلق بوضعنا الداخلي، بل بكل المنطقة جراء عدم الاستقرار، وهذا سوف يؤثر فينا جميعا. نحن لسنا محصنين، سيكون هناك بالتأكيد بعض التحديات. في ما يتعلق بالكردستاني، إذا كان هناك من داع للقيام بشيء، فسنقوم به على كل المستويات من أجل أمننا القومي.

* ماذا عن الأكراد السوريين الذين يرفضون الانضمام إلى المجلس الوطني نتيجة مطالب تتعلق بـ«قوميتهم»..

- لا، هذا خطأ. هناك ممثلون للأكراد السوريين في المجلس، وفي هيئته التنفيذية. بالطبع نحن نريد لكل الأطراف الكردية أن تنضم للمجلس، هناك جهود تبذل، لكن هناك بعضا من عدم الاتفاق بين الطرفين، ونحن نعمل بكل جهدنا لجعل المجلس الوطني يشمل أكبر قدر ممكن من المعارضين، ونريد من الأحزاب الكردية أن تكون أكثر تعاونا مع المجلس. سوريا لهم جميعا، ولا يجب أن يكون هناك أي إقصاء أو تمييز، لكن في الوقت نفسه في إطار احترام وحدة الأراضي السورية.. ومن الممكن دائما أن يكون هناك تفاهم للوصول إلى حلول. الأمر طبيعي عندما ندرك أننا نتحدث عن دولة لم تكن فيها ثقافة المعارضة لأكثر من 60 سنة. إنهم يتعلمون الآن من تجاربهم، وسيكون من الأفضل حل الأمور من منطلق عقلاني بدلا من المنطلقات العاطفية.

* هل ستعترفون بالمجلس الوطني السوري بعد أن توحدت المعارضة إلى حد ما؟

- بالطبع سوف نتشاور مع شركائنا في «أصدقاء سوريا». مستوى الاعتراف سوف يرتفع بالتأكيد، لكننا نعمل على معادلة، لأننا نريد تقديم رسالة واضحة وقوية لدعم المجلس.

* ماذا قلتم للإيرانيين حول سوريا في زيارتكم الأخيرة؟

- لقد أجرينا محادثات مكثفة مع المسؤولين الإيرانيين أمس (أول من أمس) فالتقينا الرئيس أحمدي نجاد والمرشد آية الله علي خامنئي.. كلهم قالوا إنهم لا يدعمون ما يجري في سوريا، وإنهم آسفون للخسائر في الأرواح. لكن في الوقت نفسه، فإن النظام المقاوم لإسرائيل مهم جدا بالنسبة إليهم. وهذا أمر مهم بالنسبة إلينا أيضا. تحدثنا في أجواء ودية وصريحة، وقلنا لهم إن مطالب الشعب السوري يجب أن تحترم منا جميعا. اتصالاتنا سوف تستمر مع الجميع. وحتى الآن لم يقل لنا أي رئيس أو زعيم أنه يؤيد أساليب بشار الأسد، أو أن النظام لم يرتكب أي أخطاء. الجميع يعترف بارتكابه الأخطاء، لكن وجهات النظر تختلف حول كيفية الحل والرد على هذه الأحداث المأساوية والخسائر في الأرواح.