إخوان مصر ينقلون صراعهم مع «العسكري» إلى الإسكندرية.. والتحرير يتظاهر ضدهم

نائب المرشد لـ «الشرق الأوسط»: لا نخشى الصدام ما دامت مصلحة الوطن من وراء القصد

شباب يقفون على الجدار الخرساني قبل تحطيم جزء منه قرب ميدان التحرير بالقاهرة أمس (أ.ب)
TT

بينما انتقل الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري الحاكم في مصر من ساحة حرب البيانات إلى الشارع، نظمت جماعة الإخوان في الإسكندرية وقفات احتجاجية شارك فيها المئات، أول من أمس، ورفعت للمرة الأولى شعار «يسقط حكم العسكر»، وجاء التصعيد الإخواني على خلفية رفض المجلس العسكري إقالة حكومة الدكتور كمال الجنزوري التي تواجه غضب البرلمان الذي تملك أكثرية مقاعده الذراع السياسية للإخوان (حزب الحرية والعدالة)، وعلى الجانب الآخر في ميدان التحرير هاجم العشرات من الشباب، أمس، الإخوان، ورددوا أمام منصة موجودة على رصيف محمد محمود هتافات من بينها: «يسقط يسقط حكم المرشد»، «اكتب على حيطة الزنزانة.. حكم الإخوان عار وخيانة»، وذلك بعدما قال أحد الشباب الذين اعتلوا المنصة: «إن الإخوان يريدون سجن ثوار التحرير لطول لسانهم».

وبدأ عشرات من الشباب في مصر «مجهولي الهوية» أمس هدم جدار خرساني أقامته السلطات الأمنية للفصل بين ميدان التحرير ومقر البرلمان المصري بشارع القصر العيني وسط القاهرة، وقال الشباب إنهم يحاولون تحطيم الجدار لفتح الطريق أمام المارة والسيارات.

وبين الحين والآخر تعالت الهتافات عقب إسقاط كل صخرة، حيث ردد الشباب «ولسه.. ولسه»، وما زال حتى كتابة التقرير يقبل المئات على ميدان التحرير، وسط توقعات أن تسفر الأوضاع عن مواجهات كبيرة، في ظل صمت قوات الأمن وعدم تدخلها حتى الآن، إلا من إقامة أسلاك شائكة على بعد أمتار من الجدار للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن.

وقال مصدر بالأمن المركزي لـ«الشرق الأوسط» رفض ذكر اسمه: «حينما صعد الشباب على الجدار تحدثنا إلى شباب ألتراس وأخبرونا أن هؤلاء الشباب ليس لهم أي صلة بهم وأن بعضهم طالبنا بإلقاء القبض عليهم». وقال مصدر أمني آخر برتبة لواء لـ«الشرق الأوسط»: «إننا لا نأمل في أن تتطور الأوضاع، ونرجو أن يتدخل العقلاء لإيقاف ما يحدث».

في السياق ذاته، قام العشرات، عقب صلاة الجمعة أمس، بالتظاهر في ميدان التحرير؛ احتجاجًا على تشكيل اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، وردد المتظاهرون الذين تجمعوا بوسط الميدان بجوار مبنى الجامعة الأميركية، العديد من الهتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين.

واستمرت منصة التحرير الرئيسية في مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين، حيث ردد العشرات أمام المنصة هتافات من بينها، «يسقط يسقط حكم المرشد»، «اكتب على حيطة الزنزانة حكم الإخوان عار وخيانة»، وذلك بعدما قال أحد الشباب الذين اعتلوا المنصة، إن الإخوان يريدون سجن ثوار التحرير «لطول لسانهم».

وطالبت المنصة من المجلس العسكري الكشف عن مصادر تمويل جماعة الإخوان لتبرئ ذمتهم أمام ثوار التحرير من شبهة التمويل الخارجي، واستمرت المنصة في المطالبة بتمثيل جميع فئات الشعب باللجنة التأسيسية للدستور ومنع جماعة الإخوان من احتكارها. في الوقت ذاته انتقل الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري الحاكم في مصر من ساحة حرب البيانات إلى الشارع، ونظمت جماعة الإخوان في الإسكندرية مساء أول من أمس، وقفات احتجاجية شارك فيها المئات، ورفعت للمرة الأولى شعار «يسقط حكم العسكر»، وهو الشعار الذي رفضت الجماعة بسببه المشاركة في دعوات للتظاهر في ميدان التحرير بعد ثورة 25 يناير خلال العام الماضي.

جاء التصعيد الإخواني على خلفية رفض المجلس العسكري إقالة حكومة الدكتور كمال الجنزوري التي تواجه غضب البرلمان الذي تملك أكثرية مقاعده الذراع السياسية للإخوان (حزب الحرية والعدالة).

وقال الدكتور حمدي حسن القيادي بحزب الحرية والعدالة، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «قيادات الحزب في الإسكندرية رأت أنه من الضروري التحرك عبر الشارع لإسقاط حكومة الجنزوري وأن هذا التحرك يأتي ضمن الخطوط العريضة لسياسة الحزب».

لافتا إلى أنه يجب على الجميع أن يقرأ التاريخ والجغرافيا.. «التاريخ يقول إن الشعوب دائما تنتصر.. أما الجغرافيا فتخبرنا أن (حسني) مبارك (الرئيس المصري السابق) مكانه اليوم السجن (ويخضع مبارك للحبس الاحتياطي في مستشفى يتبع المؤسسة العسكرية رهن المحاكمة بتهم من بينها قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير)».