تنسيقية حمص تناشد المنظمات الإنسانية التدخل لسحب جثث القتلى من الشوارع

مظاهرات حاشدة في جمعة «خذلنا العرب والمسلمون» وقوات النظام توقع عشرات القتلى والجرحى

متظاهرون سوريون يطالبون برحيل الأسد في درعا أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما يدعو النظام السوري مؤيديه للمشاركة في مسيرة لدعم مواقفه، في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق في مناسبة يوم الأرض في محاولة لتوجيه الأنظار إلى غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر تحت الاحتلال، تستمر قوات الأمن والجيش النظامي السوري في دك المناطق الساخنة في البلاد بقذائف المدفعية، الأمر الذي لم يمنع خروج المتظاهرين السوريين إلى الشارع، في جمعة «خذلنا العرب والمسلمون» للتعبير عن عدم رضا، وتوجيه رسالة عتب على الدول العربية والإسلامية لعجزها عن «نصرة السوريين» ووضع حد للقتل الذي يستهدف المدنيين، وقالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 33 قتيلا سقطوا بنيران القوات النظامية أمس، معظمهم في درعا ودير الزور.

وفي نداء إلى المنظمات الإنسانية، طالبت تنسيقية حمص في «لجان التنسيق المحلية» في سوريا بسحب الجثث من الشوارع، على خلفية «استمرار جرائم النظام المثيرة للاشمئزاز وبشكل يثير الذهول، وخصوصا جريمة منع الأهالي في حمص وغيرها من المدن السورية من سحب جثث أبنائهم». وناشدت «كل المنظمات العربية والدولية، لا سيما الهلال الأحمر والصليب الأحمر، التحرك فورا وإجبار قوات أمن وجيش النظام في حمص على السماح للأهالي، بمؤازرة عناصر هاتين المنظمتين، بسحب جثث شهدائنا وإكرامهم بتشييع ودفن لائقين بكرامة البشر، والضغط على النظام لإيقاف جرائمه بحق شعب طالب بالحرية، وصبر على التعذيب والتهجير والاعتقالات التعسفية لمدة تزيد عن عام».

وتوقفت التنسيقية في ندائها عند «ما حصل منذ 4 أيام في شارع أبو العوف في حي باب هود، فقد أطلقت قوات الأمن الرصاص على رجل وابنه الصغير وهما يعبران الشارع المذكور بسيارتهما الخاصة، فسقطا شهيدين، وعندما حاول أحد الشبان الأحرار إنقاذهما سقط شهيدا برصاص قناص الأمن المتمركز على مبنى المهندسين في نفس الشارع». وأوضحت أنه «منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة يحبط قناصة قوات الأمن أي محاولة لسحب جثث الشهداء الثلاث المرمية في الشارع بإطلاق النار مباشرة على من يحاول ذلك، والأمر عينه ينطبق على جثث عدد كبير من الشهداء ما زالوا مرميين في شوارع المدينة منذ أيام، دون أي إمكانية لسحبها وإكرامها بدفنها بما يليق بكرامة الميت التي يوليها مجتمعنا وأعرافه عناية وتقديرا خاصين».

وأكدت أنه «لم يفاجئنا نظام العصابة المجرمة في سوريا بمستوى الإجرام الذي واجه به الحراك الشعبي الثوري، والذي بلغ حدا لا مثيل له في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية والقتل تحت التعذيب في المعتقلات واستهداف الناشطين الإعلاميين والأطفال والسيدات»، معتبرة أن ذلك «يؤكد الطبيعة الإجرامية الحاقدة لدى قادة ومسؤولي وعناصر قوات أمنه وجيشه وشبيحته».

وكانت قوات الأمن السورية واصلت حملتها العسكرية أمس في مناطق سورية عدة مع سقوط عشرات القتلى والجرحى. وفي إدلب، شنت قوات الأمن حملة على بلدة جرجناز في ريف معرة النعمان. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أصوات انفجارات وإطلاق رصاص سمعت في البلدة تبعتها حملة مداهمات وإحراق 4 منازل». وذكر أحد الناشطين أن القصف طال المشفى الميداني والمكتب الإعلامي التابع لمجلس قيادة الثورة في إدلب، والذي يستخدمه ناشطون لنقل الأخبار وبث المقاطع المصورة، مشيرا إلى عدم إمكانية مواجهة المنشقين للقوات النظامية في جرجناز «بسبب طبيعتها الجغرافية السهلية المنبسطة».

وتعرضت قرية دير سنبل في ريف إدلب لقصف من القوات النظامية أسفر عن سقوط جرحى مدنيين، كما دارت اشتباكات بينها وبين عناصر منشقين. وأفاد ناشطون أن «أكثر من 20 قذيفة سقطت صباحا على البلدة التي اقتحمتها القوات النظامية منذ 3 أيام وأحرقت منازل ومحال تجارية قبل أن تنسحب منها».

وفي بلدة كفرنبل في إدلب، أكد ناشطون أن قوات الأمن السورية اعتقلت عددا من المواطنين واستخدمتهم كدروع بشرية عند اقتحام البلدة. كما نشرت عددا من القناصين على أسطح الأبنية المرتفعة، بعد أن أغلقت مداخل البلدة ومخارجها.

وفي محافظة حمص، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط «15 قذيفة هاون صباحا على أحياء باب تدمر والصفصافة والحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص، كما قتل شخص برصاص قناص في حي الخالدية الذي تعرض لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسمعت فيه أصوات انفجارات شديدة». وبثت مواقع الثورة السورية صورا التقطت أمس في حي الخالدية تظهر تصاعد أعمدة الدخان بعد تعرض الحي للقصف.

من جهتها، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات صباحية «عنيفة في حي غرب المشتل في حماه بين الجيش الحر وجيش النظام»، كما شهدت بلدة الحواش في ريف حماه حركة نزوح واسعة.

وفي دمشق خرجت في بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين، في دمشق وقامت قوات الأمن والجيش النظامي بتفريقها قبل أن تقع اشتباكات بينها وبين الجيش الحر، وسقط عدد من القتلى وأصيب الكثير بجراح، كما فرض طوق أمني محكم على الحي.

واقتحمت قوات أمنية وعسكرية حي برزة، حيث نفذت حملة مداهمات للمباني المحيطة بالساحة التي تنظم فيها المظاهرات. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي قوله: إن «مظاهرة خرجت في حي جوبر في دمشق وعملت قوات الأمن على تفريقها قبل أن تقع اشتباكات بينها وبين منشقين، وخرجت مظاهرات في حي القدم نادت بإعدام الرئيس بشار الأسد وتسليح الجيش الحر»، لافتا إلى أن «قوات الأمن اشتبكت مع متظاهرين في حي الميدان وألقت قنابل مسيلة للدموع ونفذت حملة اعتقالات».

كما شهد حي العسالي انتشارا أمنيا كبيرا طال المسجد الموجود داخله. واعتقلت قوات الأمن عددا من الأشخاص الذين تظاهروا داخل المسجد. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى «انتشار أمني كبير في أحياء القابون والحجر الأسود وكفرسوسة»، لافتا إلى «خروج مظاهرات من 12 مسجدا في مدينة دوما في ريف دمشق واجهها الأمن بإطلاق النار». وفي عربين رفع متظاهرون لافتات كتب عليها «صامدون حتى آخر نقطة دم»، و«سوريا تنزف».

أفاد مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق بأن «تعزيزات كبيرة لكتائب الأسد والشبيحة، في ظل انتشار كثيف للقناصة ومحاصرة المساجد في معظم مناطق ريف دمشق، خصوصا في داريا وسقبا وقطنا ومعضمية الشام وزملكا وحرستا والتل وكفربطنا وكناكر وقدسيا والسبينة والكسوة والمقيليبة وببيلا وعرطوز ويلدا».

وكانت مدينة سقبا شهدت «منذ الصباح الباكر استنفارا وتشديدا أمنيا على الحواجز، في محاولة من الجيش الأسدي لمنع خروج أي مظاهرة، بالتزامن مع دخول تعزيزات أمنية من آليات ومضاد للطيران إلى المدينة».

كذلك، نفذت قوات الأمن السورية انتشارا أمنيا كثيفا في شارع زيتونة والبلدية وفي ساحة الحرية في معضمية الشام، في ظل انتشار للقناصة على أسطح المباني. وفي الزبداني، شيع الأهالي جثمان محمد أحمد غانم الذي قضى برصاص قوات الأمن أثناء استهدافها لمظاهرة خرجت تنديدا بالنظام.

وفي حلب، شنت قوات الأمن السوري حملة اعتقالات في أحياء السكري والفردوس والصالحين والمرجة. وقال المتحدث باسم «اتحاد تنسيقيات حلب» محمد الحلبي إن مظاهرات خرجت في مدينة حلب، لا سيما في أحياء السكري وصلاح الدين والميسر وبستان القصر والمرجة ومساكن هنانو والصاخور والأشرفية، حيث ردد المتظاهرون هتافات طالبت بإسقاط النظام وتسليح «الجيش السوري الحر» و«يا الله ما ظل غيرك يا الله».

وذكر الحلبي أن «معظم المظاهرات ووجهت بإطلاق الرصاص لتفريقها»، لافتا إلى أن حي الصاخور «الذي يشهد عادة مظاهرات كبيرة ضد النظام، تعرض لاقتحام سيارات الأمن حيث نفذت حملة اعتقالات».

وفي محافظة درعا ـ جنوب ـ اقتحمت قوات الأمن بلدة المسيفرة بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف تزامنا مع مظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة، وجرى إطلاق نار كثيف أسفر عن وقوع الكثير من القتلى والجرحى، كما قامت القوات النظامية بإطلاق النار الكثيف على المظاهرات التي خرجت في مدينة درعا وبلداتها انخل داعل خربة الغزالة وغصم والحارة وتسيل، وشهدت الأخيرة حملة اعتقالات واسعة كما احتجز المصلون في الجامع الشمالي وتم الاعتداء عليهم بالضرب، وفي بلدة الحارة وقعت عدة إصابات من بينها امرأة وطفل صغير، وتم اعتقال المرأة المصابة مع اثنين من المصابين. وفي مدينة بصر الحرير منع الأهالي من إقامة صلاة الجمعة في معظم المساجد.