فلسطينيو 48 يحيون ذكرى يوم الأرض بالمهرجانات والمسيرات

الإعلام الإسرائيلي يتساءل عن السبب وراء المبالغة في التوقعات الأمنية

TT

بعد عدة أيام من الحشود العسكرية وحالة الاستنفار القصوى للجيش والشرطة الإسرائيليين على طول الحدود مع لبنان وسوريا والأردن ومصر والضفة الغربية وقطاع غزة، بحجة التصدي للزحف العربي من وراء الحدود عبر «مسيرة القدس العالمية»، عادت القوات الإسرائيلية إلى ثكناتها وكأن شيئا لم يكن. لتنفجر تساؤلات استنكارية في الإعلام الإسرائيلي حول ذلك الفزع الذي تسببت به مبالغات القيادتين السياسية والأمنية.

وكانت مسيرة القدس وتزامنها مع الذكرى السنوية السادسة والثلاثين ليوم الأرض الذي قتلت فيه إسرائيل 6 فلسطينيين، قد تحولت إلى «قصة رعب» في الخطاب الإسرائيلي الرسمي. فراحت تسميها «الزحف العربي - الإيراني» وراحت تدرب جيشها على قمع المظاهرات وتسلحه بأجهزة قمع جديدة ووجهت تحذيرات وتهديدات إلى حكومات الدول العربية المحيطة وكذلك السلطة الفلسطينية وحكومة حماس المقالة في قطاع غزة. وفي اليوم الأخير، أغلقت الضفة الغربية وحشدت قوات كبيرة على الحدود. وألغت الإجازات في الجيش والشرطة. وأطلقت طائرات المراقبة إلى الأجواء. واستقطب هذا الهلع ممثلي وسائل الإعلام من كل أنحاء العالم.

لكن نشاطات يوم الأرض، سارت كما في كل سنة، في المناطق العربية في إسرائيل، حيث المسيرات والمهرجانات التي ترفع شعارات رفض مصادرات الأرض الجديدة، وخصوصا في منطقة النقب، ورفض مشاريع تهويد القدس. وبدأت بمسيرات إلى قبور ضحايا يوم الأرض الأول سنة 1976، ثم أقيمت ثلاثة مهرجانات مركزية، الأول في دير حنا، حيث حضر إليها آلاف من أهالي بلدتي عرابة وسخنين، والثاني في يافا التي يتعرض سكانها العرب لمخطط ترحيل جديد لصالح المستوطنين القادمين من مستوطنات غزة، والثالث في النقب، حيث تعد الحكومة مخططا لترحيل عشرات الآلاف من المواطنين من بلداتهم ومصادرة بضع مئات الألوف من الدونمات مما تبقى لهم من أراض. وأعلنت الشرطة أنها لن تدخل البلدات خلال المسيرات والمظاهرات لمنع الاحتكاكات. وهذا فعلا ما حصل. ولكن هذه الشرطة ومعها قوات الجيش حاولت تفريق كل مظاهرة أو مسيرة سلمية فلسطينية اقتربت من حاجز عسكري احتلالي في الضفة الغربية.