مصدر رسمي يمني: موعد الحوار الوطني لم يحدد.. ومعوقات تحول دون ذلك

مقتل 5 من «القاعدة» في غارات جوية في شبوة.. ومحاولة اغتيال لقيادي في «المشترك»

يمنيون يؤدون صلاة الجمعة في ساحة التغيير في صنعاء أمس، حيث طالبوا باستقلالية القضاء (إ.ب.أ)
TT

ذكر مصدر رسمي يمني أن هناك إشكالات تحول دون البدء في مؤتمر الحوار الوطني في البلاد، وأن جهات لم يسمها تسعى لاستباق الحوار بمزيد من التعقيد. وقال المصدر الرسمي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في لندن «هناك إشكالات تحول دون البدء بالحوار الوطني كما هو محدد في اتفاق نقل السلطة وآلية هذا الاتفاق». وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «هناك جهات بعينها تسعى لخلق مزيد من التوتر في البلاد قبيل بدء مؤتمر الحوار». وأكد المصدر أن «مجلس الأمن الدولي يستشعر مآلات الأوضاع في اليمن خلال الأسابيع الماضية، وقد جاءت دعوته للأطراف المختلفة للبدء في الحوار من منطلق أنه يستشعر وجود معوقات تحول دون البدء في الحوار الوطني أو تحديد موعد بدايته، عدا كونه في شهر أبريل (نيسان)».

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد عبر الخميس عن قلقه من تدهور الوضع السياسي في اليمن والذي يهدد الانتقال إلى الديمقراطية بعدما أنهت احتجاجات استمرت لمدة عام حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد 33 عاما في السلطة. وقال مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة في بيان «يعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء التدهور في التعاون بين الجهات السياسية الفاعلة في الفترة الأخيرة والمخاطر التي يشكلها ذلك على عملية الانتقال». كما عبر المجلس عن قلقه الشديد إزاء تصاعد الهجمات الإرهابية.

وعلى الصعيد الأمني، قتل ما لا يقل عن خمسة مسلحين من الجماعات المتشددة في محافظة شبوة شرق اليمن، وأصيب ستة آخرون، في قصف جوي استهدف مواقعها في مدينة عزان، فيما قتل مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة شخصين من قبيلة جنوبية، مناهضة لـ«القاعدة»، أحدهم يعمل في المخابرات اليمنية. وقال مصدر محلي في محافظة شبوة إن طائرة يعتقد أنها أميركية من دون طيار، قصفت عصر أمس مدينة عزان معقل تنظيم القاعدة في الجنوب، واستهدفت سيارة تابعة لجماعة «أنصار الشريعة»، بالقرب من سوق خضار شعبية، وقتلت من كانوا على متنها وعددهم خمسة مسلحين، إضافة إلى مدني تصادف وجوده في مكان القصف، فيما أصيب ستة آخرون بينهم مواطنان. وتعتبر مدينة عزان معقلا رئيسيا لـ«القاعدة»، وجماعة أنصار الشريعة، ويوجد فيها مستشفى ميداني، ومعسكر تدريب يضم عشرات المسلحين اليمنيين والأجانب. وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «الغارة الثانية استهدفت منزل قيادي في (القاعدة)، وسط المدينة، وقتل من كان بداخله»، مرجحا أن يكون من بين القتلى «قيادات من التنظيم، لم يعرف عددهم، بسبب قوة الدمار في المنزل».

إلى ذلك، ذكرت مصادر باليمن أن تنظيم القاعدة عين قيادات جديدة في محافظة أبين جنوب البلاد، لتحل مكان القيادات التي لقيت حتفها خلال الأشهر الماضية. وأوردت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصادر محلية أن التنظيم عين «الخضر حسين الجعدني» مسؤولا في أبين خلفا لعبد المنعم الفطحاني الذي قتل في غارة جوية في لودر قبل نحو شهرين. وتم تعيين الحمزة محمد الشيبة أميرا للتنظيم في مودية خلفا لسليمان يوسف عامر، فيما تم تعيين أديب النخعي أميرا للتنظيم في لودر.

وفي مدينة عدن، قتل شخصان ينتميان إلى قبيلة آل عشال، في محافظة أبين الجنوبية، والتي تناهض «القاعدة»، في هجوم لمسلحين يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة». وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحين، يستقلون سيارة (هيلوكس غمارتين)، أطلقوا وابلا من الرصاص، على كل من خالد جمال محمد عشال، وعبد الله أحمد ناصر عشال، بعيد خروجهما من صلاة الجمعة بجامع المخلافي في مديرية الشيخ عثمان، وقتلا على الفور، فيما نجا القيادي في أحزاب اللقاء المشترك، محمد حسين عشال، في الهجوم». وتعهد البرلماني اليمني علي حسين عشال بعدم السكون عن استهداف أبناء قبيلته، متهما جهات متطرفة بالوقوف وراء العمليات التي تستهدفهم. وقال عشال وهو قيادي في حزب الإصلاح، لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات استهداف آل عشال لا مبرر لها، ونحن لن نسكت على أي استهداف نتعرض له، ونطالب الدولة بتحمل مسؤوليتها، ونحمل الأمن مسؤولية ضبط الجناة، الخارجين عن القانون». وأوضح «لا نستطيع توجيه أصابع الاتهام إلى أي جهة، لكن الدوافع تشير إلى وقوف جماعات متطرفة وراء هذه الحوادث، كما أن هناك جهات عديدة لهم مصلحة في ذلك». ولفت إلى أن «الجماعات المتطرفة بدأت باستهدافهم، منذ رمضان الماضي وحتى اليوم، وقد سقط من آل عشال أربعة شهداء حتى الآن». وأكد عشال «نحن لسنا جهة مسلحة أو طرف عسكري، فحرب هذه الجماعات المتطرفة مع الدولة والجيش ولا علاقة لنا بذلك».

وفي السياق ذاته، تواصلت الاتهامات المتبادلة بين الأطراف السياسية، المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك، حيث اتهم المؤتمر أحزاب المشترك وحزب الإصلاح، واللواء المنشق علي محسن الأحمر، والزعيم القبلي المعارض حميد الأحمر، بالتخطيط لعمليات ضد معسكرات الحرس الجمهوري، في منطقة أرحب القريبة من مطار صنعاء الدولي، فيما اتهمت قيادات قبلية وسياسية تنتمي إلى أحزاب المشترك، قوات الحرس الجمهوري بالاعتداء على قرى المواطنين في أرحب، وقصف منازلهم بالأسلحة الثقيلة، وتشهد العاصمة صنعاء توترات عسكرية، وعودة المظاهر المسلحة إلى عدد من شوارعها التي شهدت مواجهات عسكرية العام الماضي.

واستبعد المحلل السياسي علي سيف حسن اندلاع مواجهات مسلحة بين الأطراف المتصارعة، كما حدث سابقا، وقال حسن الذي يرأس منتدى التنمية السياسية لـ«الشرق الأوسط»: «مشكلة اليمن لم تعد بأيدي أطراف الصراع، وعليهم جميعا أن يمضوا إلى مؤتمر الحوار الوطني، والابتعاد عن التأزيم».

ويتابع «موضوع اليمن أصبح بيد مجلس الأمن، ولهذا فأي محاولات من أي طرف للتشبث والبحث عن أي دور هي محاولات فاشلة وتأتي في الوقت الضائع». واستبعد حسن عودة اليمن إلى مربع العنف، مستشهدا بمثل يمني يقول «لو كان فيه شمس كان طلعت من أمس»، بمعنى أنه «لو كانت الأطراف المتصارعة تريد الحرب لكانت حاربت، في السابق، أما الآن فليس بإمكانها فعل شيء، لأن الأمر أصبح بيد المجتمع الدولي».