نبيل العربي: الثورات مثلت نقلة نوعية في دور الجامعة

أكد الحاجة إلى جهاز عربي لحفظ الأمن ومعالجة الأزمات

TT

عرض الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على القادة العرب تقريرا خلال القمة العربية التي عقدت في بغداد، أول من أمس، عن العمل العربي المشترك، أكد فيه أن العمل العربي المشترك في تقدم، إلا أنه في حاجة إلى مزيد من الجهد والعمل لتطوير والتوصل إلى حلول للقضايا العربية المهمة، مشيرا إلى أن الثورات العربية التي شهدتها المنطقة مثلت نقلة نوعية في مسيرة ودور الجامعة العربية التي حرصت على تأييد الشعوب العربية وحقها في الحرية والديمقراطية.

واحتوى التقرير على 17 بندا تناول فيها العربي القضايا العربية الهامة، خصوصا القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، ومحاولات تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، ودعم موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية. ولم تغب التطورات في لبنان والجولان المحتلة عن تقرير الأمين العام، كما تضمن التقرير متابعة التحولات التي تشهدها المنطقة العربية، وتطورات الوضع في العراق، ودعم السلام والتنمية في السودان، وغيرها من القضايا العربية الهامة.

كما استعرض التقرير علاقات العالم العربي بالتجمعات والمنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك التعاون العربي - الأفريقي، والتعاون العربي - الأوروبي، والتعاون العربي مع الأميركتين، والتعاون العربي - الآسيوي.

وفي ما يخص متابعة التحولات التي تشهدها المنطقة العربية بالنسبة لثورات تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، أشار التقرير إلى أن الحراك الشعبي الذي تشهده المنطقة العربية منذ أواخر عام 2010، مثل نقلة نوعية في تاريخ العالم العربي ومسيرة ودور جامعة الدول العربية، التي حرصت منذ اليوم الأول لانطلاق هذا الحراك على مواكبة تلك التطورات، وتأكيد ضرورة تلبية طموحات ومتطلبات الشعوب العربية، منوها بما أسسته الثورة التونسية لمرحلة جديدة في العالم العربي تقوم على مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية. وأشار تقرير الأمين العام إلى دعوة الجامعة العربية سلطات الدول المعنية إلى عدم استخدام العنف وأساليب القمع ضد المظاهرات السلمية، وضرورة حقن دماء الأبرياء وصيانة الوحدة الوطنية والمصالح العليا للدول والشعوب العربية، كما رحب التقرير بخطوات الإصلاح التي أعلنتها بعض الدول العربية التي من شأنها التجاوب مع طموحات الشعوب. وبالنسبة للسودان تناول التقرير الجهود العربية المبذولة من اللجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والجامعة العربية، لإيجاد حل سياسي للأزمة في منطقتي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، كما أكد التقرير وجود تحسن ملحوظ خلال الفترة الأخيرة للأوضاع الإنسانية في دارفور وتفعيل العودة الطوعية للنازحين واللاجئين إلى أماكن وجودهم الأصلية.

ولفت التقرير إلى أن تجربة الجامعة العربية في إرسال بعثة مراقبين إلى سوريا أظهرت مدى الحاجة إلى وجود جهاز عربي لحفظ السلم والأمن ومعالجة الأزمات والنزاعات في إطار عربي بعيدا عن التدويل والتدخل الخارجي، مشيرا إلى أن تطوير مجلس السلم والأمن العربي يسد الفراغ الذي تعاني منه المنظومة العربية على هذا الصعيد في الوقت الراهن.