الحكومة الكردية تنفي أن أكرادا سوريين يتدربون في الإقليم

الناطق الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان لـ «الشرق الأوسط»: من حقنا أن نشكل مجاميع شعبية للدفاع عن أنفسنا

مقاتلون من حزب «العمال الكردستاني» يتدربون في معقلهم بجبل قنديل
TT

نقلت مصادر إعلامية متعددة تقارير عن وجود معسكرات لتدريب الشباب الكردي السوري بإقليم كردستان وإعدادهم للدفاع عن المناطق الكردية بسوريا في حال انزلاق البلد إلى حرب أهلية، أو زج القوات الأمنية السورية بالمنطقة، وهذا ما نفاه مسؤول رفيع المستوى بحكومة الإقليم، بينما أكده مصدر قيادي كردي سوري.

كانت الأنباء قد تحدثت عن تلقي أكثر من 330 من الشباب الكردي، والعدد في ازدياد مستمر، لتدريبات في معسكر تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، كانت القوات الكورية الجنوبية المؤتلفة ضمن قوات التحالف الدولي التي شنت حربا على النظام العراقي السابق عام 2003 تشغله في إقليم كردستان. وأشارت تلك التقارير إلى أن «الهدف من إجراء التدريبات هو تهيئة الشباب الكردي للدفاع عن المناطق الكردية في حال تطورات الأوضاع هناك باتجاه مواجهة القوات الأمنية السورية، أو تحول الصراع الحالي إلى الحرب الأهلية».

ولاستجلاء حقيقة الموقف اتصلت «الشرق الأوسط» بالمتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم الأمين العام لوزارة البيشمركة بحكومة الإقليم، اللواء جبار ياور، الذي أكد أنه «لا صحة لهذه التقارير؛ فالمبدأ الأساسي لحكومة الإقليم في تعاملها مع أحداث المنطقة هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد مجاور للعراق، خصوصا في الشأن السوري الذي يواجه تعقيدات كثيرة، وفي الوقت الذي ترحب فيه قيادة وحكومة إقليم كردستان بكل تغيير يؤدي إلى تلبية مطالب الشعب في أي بلد كان، فإنها تؤكد ضرورة أن يكون ذلك التغيير عن طريق النضال السلمي والديمقراطي، وليس عن طريق العنف المسلح، ومن هذا المنطلق فإن قيادة الإقليم لا تدعم أي قوة كردية كانت أو غيرها للجوء إلى التسلح والعنف، فلا هي تقدم مساعدات تسليحية ولا تدريبية لأي طرف في الصراعات الدائرة بالمنطقة». ولم ينف اللواء ياور استعداد حكومة الإقليم لاستقبال وإيواء الهاربين من النظام السوري من الأكراد وقال: «من الناحية الإنسانية أبوابنا مفتوحة لاحتضان أي مواطن كردي سوري يلجأ إلى إقليم كردستان وإيوائه لحين انجلاء الموقف في المناطق الكردية بسوريا، لكننا لن نتدخل بأي شكل من الأشكال بتسليح أو تدريب هؤلاء الهاربين من النظام؛ لأننا نلتزم بمبادئ حسن الجوار واحترام حقوق الدول».

وعلى الرغم من النفي الحكومي لهذه التقارير، لكن الناطق الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان، شيرزاد اليزيدي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لحماية المناطق الكردية داخل سوريا، فإن هناك مجاميع تتشكل حاليا تحت اسم «لجان الحماية الشعبية» للدفاع عن السلم الاجتماعي في المناطق الكردية، والاستعداد للإمساك بزمام الأمور في حال تدهورت الأوضاع في تلك المناطق. وقال اليزيدي، الناطق باسم المجلس القريب من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو الجناح المحسوب على حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، الذي يحظى بشعبية واسعة في المناطق الكردية بسوريا ويعتبر الحزب الأكثر تنظيما وتسليحا هناك: «إن اتفاقية وُقعت مؤخرا بين المجلس الوطني الكردي السوري ومجلس شعب كردستان تقضي بالشروع في تأسيس لجان ميدانية مشتركة في مختلف المناطق الكردية للدفاع عن الشعب الكردي في حال انزلاق البلد إلى الحرب الأهلية، أو في حال إرسال القوات الأمنية التابعة للنظام إلى المناطق الكردية وقيامها بقمع المواطنين كما يحدث في بقية مدن سوريا، وكذلك لمنع تدفق أو تسلل المسلحين من المناطق الأخرى ونقل معاركهم إلى المناطق الكردية؛ فمناطقنا تحاذي الكثير من المدن السورية التي تشهد صراعات مسلحة، وينبغي علينا أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري في مناطقنا، خصوصا أن البلاد تتجه نحو الحرب الأهلية جراء تعنت النظام الحالي واستمرار آلته القمعية بحصد أرواح المواطنين وبشكل يومي، وعليه من حقنا أن نشكل مجاميع شعبية للدفاع عن أنفسنا». وأشار متحدث مجلس شعب غرب كردستان إلى أن «تلك القوات الشعبية بدأت بالفعل بوضع الحواجز في الطرق الخارجية التي تربط المناطق الكردية ببقية المدن السورية، وذلك لقطع الطريق أمام المسلحين من القوى الأخرى للتسلل إلى مناطقنا ونقل معاركهم إلينا، كما أن تلك المجاميع مجهزة حاليا لحماية الحارات والمدن من أي تهديدات أمنية». وأضاف أن «مظاهرات يوم (جمعة الحقوق القومية الكردية فوق كل المجالس) كانت رسالة واضحة إلى الآخرين بوحدة الموقف الكردي واستعداد الجميع للدفاع عن الشعب وعن المناطق الكردية، وكانت رسالة أيضا لمؤتمر إسطنبول الذي فشل في تحقيق التوافقات الوطنية بسوريا وتشكيل قيادة موحدة للمرحلة المقبلة من الحراك الشعبي السوري». وكان زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، قد أعلن، في تصريحات نشرها موقع «سبةي» الكردي، أن «الحزب لا يدعم النظام الحالي بسوريا بقيادة بشار الأسد، لكنه يعارض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري.