اعتقال المئات من أتباع الصرخي في جنوب العراق ونقلهم إلى جهة مجهولة

مكتب رجل الدين الشيعي لـ«الشرق الأوسط»: بينهم المتحدث الرسمي

TT

كشف الناطق الإعلامي باسم مكتب رجل الدين الشيعي محمود الصرخي عن تعرض العديد من مقلديه في الناصرية جنوب العراق إلى ما وصفه بـ«مئات الحالات من الجروح البليغة وكسر العظام والحروق والأضرار الجسدية نتيجة ما قامت به الحكومة المحلية في محافظة ذي قار».

وقال محمد الياسري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عقب ورود معلومات عن اشتباكات بين قوات من شرطة مكافحة الشعب مع جمع المصلين من أتباع الحسني الصرخي بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في جامع محمد باقر الصدر التابع لهم إن «القوات الحكومية هناك استخدمت العيارات النارية الحية والقنابل الصوتية بعد إقامة صلاة الجمعة مما أدى إلى اعتقال عدد من السادة والمشايخ مع المتحدث الرسمي باسم الصرخي الدكتور بلال الخفاجي مع أكثر من مائة آخرين». وأوضح أن «الجهات الأمنية في ذي قار قامت بنقل المئات من أنصار الصرخي إلى جهة مجهولة».

وكان جمع من المصلين من أنصار الصرخي حاولوا أمس الدخول إلى مقرهم والذي يعود إلى بلدية ذي قار مما دفع قوات الشرطة إلى الاشتباك معهم بالأيدي. وكان الناطق الإعلامي باسم الصرخي قد اتهم في وقت سابق القضاء العراقي بالخوف من المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيستاني. وقال في بيان له إن القضاء العراقي لم يصدر أي حكم بشأن الدعوى التي رفعت ضد أتباع المرجع السيستاني. وأشار إلى أن «الدعوى التي رفعناها للقضاء ما زالت تراوح في مكانها، ولم يصدر أي حكم ضد أتباع المرجع السيستاني رغم أننا قدمنا أدلة دامغة فيديوية وصورية عن الانتهاكات التي نتعرض لها». وأضاف أن «القضاء العراقي يتخوف من مرجعية السيستاني لما لها من نفوذ في الوسط العراقي، ونحن نتساءل هل من الممكن أن يستمر القضاء في عدم إصدار حكم بهذه القضية؟». وتابع أن «المرجع السيستاني أيضا لم يرد على الانتهاكات التي نتعرض لها من قبل أتباعه، ولا نعلم إن كان قد اتخذ إجراءات بحقهم، وأن وكيله في محافظة ذي قار ما زال يمارس مهامه».

وكانت العلاقة بين مقلدي الصرخي والسيستاني شهدت توترا حادا حيث استهدفت قنابل يدوية منازل معتمدي ووكلاء المرجع السيستاني في الناصرية والديوانية جنوبي العراق، بعد أن هاجم مئات المتظاهرين في الناصرية ومدن أخرى مكاتب للصرخي الذي يتهم مقلدو السيستاني أتباعه بالتطرف والتعصب الديني. وكانت السلطات المحلية في محافظة ذي قار قد أعلنت قبل أسابيع عن فرض حظر للتجوال في قضاء الرفاعي شمال محافظة ذي قار وذلك إثر مواجهات بين الأهالي وأتباع التيار الصرخي نجم عنها إحراق مقر أتباع التيار المذكور.

وبين الياسري أن «الحكومة العراقية وعدت بتنفيذ مطالبنا وهي فتح جامع محمد باقر الصدر، وإعادة فتح مكتب منطقة الرفاعي في الناصرية، ومنحنا حرية ممارسة عقائدنا الدينية، لكن إلى الآن لم تنفذ هذه المطالب».