المالكي: القمة أعادت بغداد للعرب والعرب لبغداد

اعتذر للبغداديين عن «المضايقات»

TT

عادت الحياة الطبيعية إلى بغداد بشكل تدريجي منذ ساعات الصباح الأولى أمس بعد عزلة قسرية عاشتها العاصمة العراقية لمدة 9 أيام متتالية بسبب الإجراءات الأمنية شديدة التعقيد التي رافقت مراحل انعقاد القمة العربية التي اختتمت أعمالها أول من أمس. فعند الساعات الأولى من الفجر عادت شبكة الهاتف الجوال إلى الخدمة بينما بدت حركة المركبات متقطعة قبل أن تتحول إلى حركة طبيعية بسبب عدم صدور إعلان عن رفع حظر التجوال مثلما لم يكن هناك إعلان رسمي بحظره.

وكان الناطق باسم عمليات بغداد العقيد ضياء الوكيل أخبر وسائل الإعلام ومنها «الشرق الأوسط» في المركز الإعلامي المخصص للقمة العربية عدم وجود حظر للتجوال في مناطق العاصمة مكتفيا بالإشارة إلى إجراءات أمنية مشددة. كما نفى الوكيل صلة وزارة الدفاع وعمليات بغداد بقطع شبكة الهاتف الجوال أو أن يكون لهذا القطع صلة بإجراءات أمن القمة، معتبرا أن هذا الأمر يعود إلى خلل فني تعود مسؤوليته إلى وزارة الاتصالات.

من جهته بدا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مطمئنا إلى سير الإجراءات التي رافقت قمة بغداد، لكنه اعتذر خلال كلمة وجهها إلى الشعب العراقي أمس عن الإجراءات الأمنية التي رافقت مراحل انعقادها.

وقال المالكي في كلمته «إن موضوع الأمن كان أحد أهم التحديات التي واجهت انعقاد القمة العربية في بغداد» موجها في الوقت نفسه الشكر إلى رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وإلى وزارة الخارجية ووزيرها هوشيار زيباري واللجنة الإعلامية العليا في القمة العربية وإلى الشعب العراقي والأجهزة الأمنية والوزارات والدوائر «لمشاركتهم بنجاح القمة العربية». وقال: «صممنا وقررنا وقبلنا التحدي وسط كثير من الشكوك والتصورات التي كانت تعتقد أن بغداد غير جاهزة لاستقبال القمة»، مبينا أن «نتائجها رائعة وناجحة أعادت العرب إلى بغداد وبغداد إلى العرب». ولفت المالكي إلى أن «هذا الحدث سيسهم بنتائج إيجابية سيترتب عليها استعادة العلاقات الدبلوماسية والتكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي بين العرب». وفي نهاية كلمته قدم المالكي اعتذاره إلى أهالي بغداد على «ما تحملوه من مضايقات نتيجة الإجراءات الأمنية التي كنا مضطرين إليها والتي كانت مفروضة علينا».

من جهته أعلن مدير الخطوط الجوية العراقية أن الحركة الطبيعية عادت إلى مطار بغداد الدولي بعد أن كانت عدة شركات طيران قد علقت رحلاتها بسبب إجراءات أمن القمة كما انخفض بشكل كبير معدل حركة الطائرات الهليكوبتر التي كانت تجوب سماء العاصمة طوال أيام القمة. وفي الوقت نفسه أعلنت أمانة بغداد التي اضطلعت بالجانب الخدمي نجاح خطتها. وقال بيان للأمانة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «الخطة التي اضطلعت بها أمانة بغداد في إطار التحضيرات والاستعدادات لمؤتمر القمة العربية حققت نجاحا نوعيا وباهرا بفضل تضافر الجهود الاستثنائية والكبيرة التي قامت بها ملاكات الأمانة بمختلف المفاصل والتشكيلات والاختصاصات وبإشراف ومتابعة ميدانية من قبل أمين بغداد والكادر المتقدم في الأمانة». وأضاف البيان أن «ملاكات الأمانة أنجزت كل ما أوكل إليها من أعمال خدمية وتجميلية كتطوير الشوارع الرئاسية والساحات والتقاطعات داخل المنطقة الخضراء وخارجها إلى جانب أعمال الإنارة ورفع معالم الزينة والتشجير وتنفيذ حملات منظمة ومستمرة للنظافة».