عريقات: رسالة القيادة الفلسطينية لنتنياهو غير مكتملة.. والوفد المكلف تسليمها لم يشكل

نفى في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض تحديد موعد لتسلمها

صائب عريقات
TT

نافيا ما يسرب من أخبار عن رسالة تعدها القيادة الفلسطينية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتحدد فيها رؤيتها لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الطرفين وإنهاء الصراع، قال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الرسالة التي أصبحت تعرف بـ«أم الرسائل» لم تكتمل بعد، وهذا يؤكد أن ما ينشر في هذا الموضوع غير صحيح وإنما تسريبات لجس النبض.

وكان عريقات يرد على أسئلة حول مدى صحة ما نشر من معلومات عن رفض الجانب الإسرائيلي تسلم رسالة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) والقيادة الفلسطينية. وقال إن الرسالة «غير مكتملة بعد. ونحن ننتظر عودة الرئيس أبو مازن، من أجل إنهاء هذه الرسالة» المنتظرة منذ بضعة أسابيع، مشيرا إلى أن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نشرت قبل أيام شيئا من هذا القبيل.

يذكر أن أبو مازن موجود في العاصمة الأردنية عمان وسيغادرها اليوم في زيارة إلى القاهرة تستغرق يومين. وكان أبو مازن قد شارك في القمة العربية الـ23 التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد يوم الخميس الماضي. وقال السفير الفلسطيني في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بركات الفرا، لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن أبو مازن سيلتقي غدا رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي. وأوضح أن جلسة المباحثات ستتناول عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي سياق التشاور بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أنها ستتناول ملف المصالحة الفلسطينية، والجهود الرامية لتخفيف معاناة أهالي قطاع غزة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي، ووضع عملية السلام، والعلاقات الثنائية. ولفت الفرا إلى أن الرئيس عباس سيضع خلال زيارته حجر الأساس للمقر الجديد لسفارة فلسطين في القاهرة الجديدة.

وأكد عريقات أيضا أن الوفد الذي سيكلف بتسليم الرسالة لم يشكل حتى الآن، وإن كان مصدر فلسطيني آخر قد أبلغ «الشرق الأوسط» في مطلع مارس (آذار) الماضي أن الوفد سيكون ثلاثيا ويشارك فيه عريقات ورئيس الوزراء سلام فياض (وهذا غير مؤكد) ومحمد شتية عضو مركزية فتح والوفد الفلسطيني المفاوض.

ونفى عريقات أن تكون الولايات المتحدة قد ضغطت على القيادة الفلسطينية للحيلولة دون توجيه مثل هذه الرسالة إلى نتنياهو الذي قد يرد عليها بمزيد من التطرف والإجراءات على الأرض، مما سيسبب مزيدا من الإحراج لإدارة الرئيس باراك أوباما على أبواب الانتخابات الرئاسية.

غير أن ما قاله عريقات لـ«الشرق الأوسط» يتناقض مع تصريحات لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة في 18 مارس الماضي حول الانتهاء من إعداد نص الرسالة. ونقل عن عميرة أن القيادة الفلسطينية انتهت من صياغة الرسالة الموجهة لإسرائيل على أكمل وجه، إلى جانب رسائل أخرى سترسل إلى قادة العالم حول ذات الموضوع. وأكد عميرة أن هناك اتصالات مكثفة لتحديد الموعد النهائي لإرسال الرسائل، مضيفا أن القيادة تدرس الموعد المناسب لإرسال رسالة أبو مازن إلى نتنياهو حول عملية السلام.

يذكر أن الرسالة تشمل استعراضا لتجربة عملية السلام بين الجانبين على مدى العقدين الماضيين، وتحدد شروط الفلسطينيين لإعادة عملية السلام بين الجانبين، وهي: «قبول الحكومة الإسرائيلية بمبدأ الدولتين على حدود عام 1967. مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي متساو بالقيمة والمثل، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية، والإفراج عن المعتقلين، خاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994. وإلغاء كافة القرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية منذ عام 2000». وتتضمن الشروط أيضا «احترام الاتفاقات الموقعة، إذ لا يجوز أن يبقى الالتزام بالاتفاقات الموقعة والالتزامات الدولية قائما من الطرف الفلسطيني فقط».