ليبيا: مقتل وإصابة أكثر من 550 خلال معارك سبها الدامية

طرابلس تعلن اتفاقا لوقف القتال بين القبائل.. و8 آلاف من الثوار يلتحقون بوزارة الدفاع

نائب وزير الدفاع الليبي صادق العبيدي ورئيس هيئة شؤون المحاربين مصطفى الساقزلي يحملان نسخة من الاتفاق لضم عناصر من الثوار إلى القوات المسلحة أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت وزيرة الصحة الليبية فاطمة حرموش مقتل 147 ليبيّا خلال ستة أيام من المعارك في سبها، جنوب البلاد، بين قبيلة التبو وقبائل عربية. وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عبد الرحيم الكيب التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين القبائل بعد أيام من المعارك الدامية.

كما ذكرت الوزيرة الليبية، خلال مؤتمر صحافي، أن المعارك أسفرت عن إصابة 395 شخصا، كما قالت إنه تم نقل 180 مصابا إلى العاصمة الليبية طرابلس لتلقي العلاج بشكل عاجل، كما أكدت الحاجة إلى إرسال مساعدات طبية عاجلة إلى سبها، حسبما أوردته وكالة «أسوشييتد برس».

وكانت مصادر محلية وطبية قد أعلنت أمس عن مقتل 16 شخصا على الأقل في معارك عنيفة جرت بين قبيلة التبو وقبائل عربية في سبها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن طبيب في مستشفى سبها يعالج الضحايا من القبائل العرب، أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 50 بجروح، أمس، بين الساعة الـ3.00 (1.00 ت غ) و12.00، فيما أشار مسؤول محلي من التبو إلى سقوط ثمانية قتلى من قبيلته.

ولم تتضمن حصيلة القتلى التي أعلنتها حرموش القتلى الذين سقطوا خلال معارك أمس.

وقال الطبيب عبد الرحمن العريش «لم نخلد إلى النوم منذ مساء أمس (أول من أمس)، لقد هاجمت قبيلة التبو سبها اعتبارا من الساعة الـ3.00 وكانوا على وشك الاستيلاء على المدينة. كل السكان حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم»، مشيرا إلى ثمانية قتلى في صفوف القبائل العرب في المدينة.

من جهته، قال آدم التباوي المسؤول المحلي عن قبيلة التبو إن ثمانية قتلى سقطوا «وأصيب عدة أشخاص آخرين». وأضاف «لقد التزمنا بهدنة ونريد المصالحة لكن القبائل الأخرى لا سيما أولاد سليمان لا يتوقفون عن مهاجمتنا منذ عدة أيام. نحن محرومون من المياه والكهرباء».

وبحسب عدة مصادر متطابقة، فإن مقاتلين من التبو تم دحرهم في الأيام الماضية إلى مسافة عدة كيلومترات نحو جنوب سبها، شنوا صباح أمس هجوما مضادا محاولين الدخول إلى المدينة.

وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عبد الرحيم الكيب التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين القبائل، وقال «نعلن أن جهود المصالحة أسفرت عن اتفاق على وقف إطلاق النار»، مؤكدا أن «الهدوء يسود سبها الآن».

وبدوره، قال العقيد ونيس بوخمادة، قائد قوات الصاعقة بالجيش الوطني الليبي، أمس، إن الجيش تمكن من بسط سيطرته على معظم أحياء مدينة سبها. وأكد بوخمادة، الموجود في المدينة، أن الجيش الوطني سيعمل على بسط نفوذه على كامل الجنوب الليبي.

وأضاف في تصريحات صحافية نقلتها وكالة الأنباء الألمانية أن «الأوضاع آمنة نسبيا الآن في سبها بعد تجدد الاشتباكات اليوم (السبت) بين طرفي القتال»، وتابع «حصلت اشتباكات اليوم (أمس)، لكن الأوضاع الآن آمنة.. سنتمكن من فرض سيطرتنا بالكامل».

وحول مدى صحة ما يتردد عن تدخل خارجي، أفاد بوخمادة «هذا الأمر متروك للجان التحقيق للتأكد من مدى صحة ذلك».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الليبية تسجيل أكثر من ثمانية آلاف من الثوار السابقين لتدريبهم على حماية الحدود والمواقع الاستراتيجية، وخاصة المواقع النفطية.

وقال نائب وزير الدفاع صادق العبيدي، خلال التوقيع على اتفاق تجنيد هؤلاء الثوار السابقين، إن «المسجلين الثمانية آلاف قادمون من جميع مناطق ليبيا». وينص الاتفاق على تدريب ثمانية آلاف و55 مقاتلا سابقا يتم نشرهم على الأثر على حدود ليبيا الشاسعة ومنشآتها النفطية الاستراتيجية.

وأضاف العبيدي أن «الكثير منهم جاء من مناطق قريبة من حقول النفط وقد تولى بالفعل حماية هذه المنشآت في الأشهر الأخيرة»، موضحا أن فترة التدريب ستستغرق ستة أسابيع. وكانت السلطات الليبية، التي تشعر بالقلق من انتشار الأسلحة وزيادة الحوادث بين المجموعات المسلحة، قد أطلقت خطة لإعادة دمج الثوار السابقين، البالغ عددهم نحو 200 ألف، داخل المجتمع المدني، وذلك بعد أن حاربوا نظام العقيد السابق معمر القذافي الذي سقط في أكتوبر (تشرين الأول) 2011.

ومن المقرر أن ينضم نحو 50 ألفا من هؤلاء إلى وزارتي الداخلية والدفاع، فيما يمكن أن يحصل الآخرون على مساعدات مالية لتنفيذ مشاريع خاصة أو لاستكمال دراستهم.

واعتبر المكلف شؤون المقاتلين السابقين أنه «لا يمكن تعزيز مؤسسات الدولة دون ضم الثوار».