الموساد يقلص عملياته داخل إيران «خوفا من الفشل»

بانيتا: ربما ننساق إلى مواجهة مع طهران إذا هاجمتها إسرائيل

TT

قال مسؤولو أمن إسرائيليون بارزون إن جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) قلص بشكل كبير حجم عملياته السرية داخل إيران خشية من عواقب اكتشاف تلك العمليات السرية أو فشلها. وجاء ذلك بينما قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن واشنطن قد تنساق إلى مواجهة مع إيران إذا قررت إسرائيل شن هجوم عليها.

وأضاف المسؤولون في تصريحات لمجلة «تايم» الأميركية، نشرت في عددها الأخير، إن الموساد خفض في الأشهر الأخيرة الجهود السرية لإضعاف أو تأخير البرنامج النووي الإيراني.

وأوضح المسؤولون أن تقليص العمليات لم يشمل فقط عددا كبيرا من العمليات المتعلقة بالاغتيالات والتفجيرات في قواعد الصواريخ الإيرانية فحسب، ولكنه شمل أيضا الجهود الرامية لجمع المعلومات الاستخباراتية على الأرض، وتجنيد الجواسيس من بين العاملين في البرنامج النووي.

وأرجع المسؤولون هذا التقليص إلى مخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عواقب اكتشاف عملية سرية أو فشلها.

وحسب مجلة «تايم» فإن المخابرات الإيرانية كانت قد فككت خلية مدربة ومجهزة من الموساد. كما أقرت أجهزة مخابرات غربية بأن الاعترافات المفصلة التي أدلى بها مجيد جمالي فاشيد حول اغتيال العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي في يناير (كانون الثاني) 2010، كانت حقيقية، ملقية باللوم على دولة ثالثة في كشف النقاب عن الخلية.

كما أشارت المجلة الأميركية إلى أن التردد الأميركي في غض الطرف عن اغتيال العلماء الإيرانيين ربما أصبح طيا من الماضي، فبعد مقتل العالم النووي مصطفى أحمدي روشان في يناير الماضي، أدانت الولايات المتحدة «بشكل قاطع» الحادث. وينطوي تنفيذ عمليات سرية ضد إيران على تكاليف باهظة، خصوصا بعد أن سارعت الجمهورية الإيرانية إلى نشر أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في مشاريع تحت الأرض.

وفي واحد من الاكتشافات الاستخباراتية، قال مسؤول إسرائيلي إن إيران نفسها صرحت بأن التدمير الذي لحق ببرامجها النووية قد أدى إلى تعطيل تلك البرامج مدة عامين كاملين. وحتى الآن لم يكشف سوى عن فيروس «ستوكسنت» الذي أصاب مفاعل بوشهر الإيراني وساهم في إبطاء تنفيذ المفاعل الذي تقول السلطات الإيرانية بأنه مخصص لتوليد الطاقة الكهربائية.

ويعود تقليص تنفيذ العمليات السرية في إيران إلى خوف المسؤولين الإسرائيليين من «الفشل». ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «يخشى من فشل آخر»، في إشارة إلى محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الأردنية عمان، التي باءت بالفشل عام 1997.

وكان عميلان من الموساد قد ألقي القبض عليهما بعد حقن السم في جلد مشعل ولم يعودا إلى إسرائيل إلا بعدما أمر نتنياهو بتقديم الترياق الشافي من ذلك السم، كما أرغم نتنياهو على الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين زعيم حماس من سجن إسرائيلي.

وبينما تتصاعد التهديدات الإسرائيلية للجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي الذي تقول الدولة العبرية بأنه يهدد أمنها، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن واشنطن قد تنساق إلى مواجهة سابقة لأوانها مع إيران إذا قررت إسرائيل شن هجوم عليها.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن تصريح وزير الدفاع الأميركي جاء أثناء وجوده مع مجموعة من العسكريين الموجودين على ظهر سفينة لمشاة البحرية في ولاية كاليفورنيا.

ونقلت الإذاعة عن ناطق بلسان بانيتا القول بأن الإدارة الأميركية تركز حاليا كل اهتمامها على المسار الدبلوماسي مع إيران، وتكثيف الضغط الدولي عليها.. غير أنها أعدت برامج عمل للتعامل مع أي سيناريو محتمل مع رفضها التكهن بأي جدول زمني خاص بالخطوات اللاحقة.

إلى ذلك، أشاد رون بروسور، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، بالأرجنتين لاستئناف تحقيقها في تفجير دام لمركز يهودي في بيونس آيرس عام 1994.

وقال بروسور للصحافيين: «أعتقد أنهم يعيدون تنشيط» عملهم في القضية. وأضاف: «في الماضي لم يكن هناك دافع حقيقي لمراجعة (الحقائق)». وأضاف: «أرى الأمر بشكل مختلف اليوم. يجب على المرء أن ينسب الفضل إليهم في ذلك. أرى الأمر بشكل مختلف اليوم على الجانب الأرجنتيني»، حسب ما أوردته وكالة رويترز.

وأدى تفجير مبنى جمعية ميوتشوال الأرجنتينية - الإسرائيلية إلى قتل 85 شخصا وإصابة مئات آخرين. وفي عام 2007 حصلت الأرجنتين على أوامر اعتقال من الشرطة الدولية (الإنتربول) لخمسة إيرانيين ولبناني فيما يتعلق بهذا الهجوم.

ونفت طهران أي صلة لها بهذا التفجير، ولكنها عرضت إجراء محادثات مع الأرجنتين في يوليو (تموز) الماضي لبدء «إلقاء الضوء» على هذه القضية. وأدى هذا الهجوم إلى تجميد علاقات الأرجنتين مع إيران بشكل فعلي، على الرغم من إبداء البلدين في الآونة الأخيرة رغبة في تحسين علاقاتهما.

وأبلغت كريستينا فرنانديز، رئيسة الأرجنتين، الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بأن بيونس آيرس مستعدة للدخول في حوار مع إيران.