مكتب الرئيس اليمني السابق: صالح ترك الملعب السياسي تماما والحكومة تعلق فشلها عليه

مصرع 7 من عناصر «أنصار الشريعة» في الجنوب

جنود يمنيون يفحصون سيارة عند نقطة تفتيش حيث شددت السلطات الأمنية من إجراءاتها في صنعاء عقب سلسلة هجمات نفذها متشددون إسلاميون جنوب البلاد (إ.ب.أ)
TT

نفى مصدر في مكتب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ما سماه «مزاعم أحزاب اللقاء المشترك بتدخل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في الحياة السياسية في البلاد»، وقال أحمد عبد الله الصوفي، سكرتير الرئيس اليمني السابق، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في لندن: «الرئيس صالح لا يمارس أي نوع من أنواع العمل السياسي، بل إنه يحاول التخفف من بعض أعبائه، حتى يعطي الفرصة الكافية لنجاح العملية السياسية». وأضاف الصوفي: «الرئيس صالح ترك الملعب تماما للاعبين السياسيين الجدد». وأضاف الصوفي: «أحزاب اللقاء المشترك تريد أن تبرر فشلها في إدارة البلاد وتحريك الأمور، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، بالادعاء بأن الرئيس صالح يعرقل عملية التحول السياسي في البلاد». واتهم الصوفي الحكومة بالعجز عن القيام بمهامها المنوطة بها حسب المبادرة الخليجية، «حيث إن كل ما حدث هو مجرد ذهاب علي عبد الله صالح ومجيء عبد ربه منصور هادي، بينما العاصمة لا تزال مقسمة، والسلاح منتشر في الشوارع، و«القاعدة» تسرح وتمرح من دون رادع، وبعض فصائل الحراك المسلح تمارس أعمالا مخالفة للقانون، والطرقات مقطوعة، وكثير من الخدمات متوقفة، وحكومة الوفاق تفخر بأنها استطاعت توفي بعض المحروقات من المملكة العربية السعودية». وكان مكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أكد لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن البلاد تمر بمرحلة من المراوحة، وأن قرارات رئاسية ستصدر خلال أيام للبدء في التهيئة الحقيقية للحوار الوطني.

إلى ذلك قال مسؤولون محليون أمس إن القوات اليمنية قتلت سبعة مقاتلين إسلاميين في اشتباكات دارت الليلة الماضية في مدينة بجنوب اليمن، بينما يكافح الجيش للانتصار على المتشددين الذين اكتسبوا جرأة مع الاضطرابات السياسية التي استمرت عاما.

وقال مسؤول عسكري إن الجيش قصف أجزاء من مدينة زنجبار في محافظة أبين الجنوبية، حيث استغل المتشددون ضعف سيطرة الحكومة المركزية ليسيطروا على أراض وعدة بلدات. وأضاف المسؤولون المحليون أن أحد المتشددين القتلى صومالي. وكانت وزارة الداخلية اليمنية قالت الشهر الماضي إن حركة الشباب الصومالية المتشددة المتحالفة مع «القاعدة» أرسلت 300 رجل مسلح للانضمام إلى المقاتلين الإسلاميين في اليمن. وشهد اليمن موجة من الهجمات أعلنت جماعة مرتبطة بـ«القاعدة» تطلق على نفسها اسم «أنصار الشريعة» مسؤوليتها عنها، وراح ضحيتها نحو 200 جندي منذ تولى الرئيس عبد ربه منصور هادي السلطة في فبراير (شباط). وفي علامة أخرى على تدهور الوضع الأمني في جنوب اليمن قال مسؤول محلي إن متشددين قصفوا قاعدة جوية مهجورة قرب مدينة عدن الساحلية اليوم. وجاء في رسالة نصية منسوبة لـ«أنصار الشريعة» أن مقاتليها قصفوا صباح اليوم مطار بدر العسكري في عدن بقذائف «المورتر». وكان وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد قد ذكر في جلسة للبرلمان اليمني أن تنظيم القاعدة نجح في استغلال الانقسامات في صفوف القوات المسلحة اليمنية في تحذير أعقب مقتل سبعة جنود يمنيين في هجوم يعتقد أن منفذيه متشددون إسلاميون.

وانقسم الجيش اليمني العام الماضي خلال الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي استمر 33 عاما بين موالين له ومنشقين انضموا إلى صفوف المعارضة.

ورعت الولايات المتحدة والسعودية الاتفاق الذي انتقلت بموجبه السلطة من صالح إلى هادي الذي تتركز مهمته الرئيسية في محاولة إعادة الاستقرار لتفويت الفرصة على المتشددين لاستغلال ضعف الحكومة المركزية.