«العراقية» تفتح جبهة مع واشنطن باتهام سفيرها الجديد بـ«السعي لتفتيتها»

علاوي أكد أن قائمته لن تتعامل مع ماك غورك لأنه يميل إلى جهة دون أخرى

TT

كشف زعيم القائمة العراقية ورئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، عن أنه أبلغ السفير الأميركي الحالي، جيمس جيفري، بأنه بصفته زعيما للقائمة العراقية لن يتعامل مع السفير الأميركي الجديد الذي أعلنت واشنطن عن تعيينه في بغداد خلفا لجيفري.

وقال علاوي في تصريحات متلفزة أمس إن «جيفري أجرى مكالمة هاتفية معه، غرضها الاستفسار عن موقف العراقية السلبي من السفير الأميركي الجديد المعين في بغداد، بريت ماك غورك، والكيفية التي يمكن من خلالها معالجة الأمر»، مؤكدا أنه أبلغ جيفري «ليس بإمكاني (علاوي) الوقوف بوجهكم بوصفكم قوة عظمى، وبإمكانكم تعيينه سفيرا، إلا أنني وأعضاء العراقية لن نتعامل معه». وأشار علاوي إلى أن «جيفري اكتفى بالقول إنه سيرى الطريقة التي يمكن من خلالها معالجة الأمر».

من جانبه أعلن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أول من أمس، في مؤتمر صحافي، أن واشنطن تختار سفيرها وفق مصالحها وتقديراتها، معتبرا أنه ليس من المعقول أن تأخذ برأي «فلان العراقي» الذي قال إن «لديه عقدة ومشكلة» معه شخصيا والنظام الديمقراطي الجديد.

وكان القيادي في القائمة العراقية حامد المطلك قد أعلن أمس أن ماك غورك سيعمل على تفتيت القائمة العراقية. وقال المطلك في تصريح إن «زعيم القائمة إياد علاوي واكب العملية السياسية منذ عهد بول بريمر، ويملك معلومات دقيقة تشير إلى أن المرشح لمنصب السفير الأميركي بريت ماك غورك يعمل منذ فترة طويلة على تفتيت القائمة». وأضاف المطلك أن «علاوي على قناعة تامة بأن ماك غورك غير منسجم مع العملية السياسية ويميل إلى جهة دون أخرى»، لافتا في الوقت نفسه إلى أن «زعيم قائمته لم يتحدث عن رفضه التعامل مع المرشح، أو يطلب من الكونغرس الأميركي تبديله إلا بعد أن أصبح على قناعة تامة بذلك». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن مؤخرا عن ترشيح ماك غورك أحد أعضاء فريق الأمن القومي السابق في عهد سلفه جورج بوش لمنصب سفير بلاده في بغداد.

وبينما تفتح العراقية جبهة جديدة مع واشنطن يواصل المالكي الإشادة بالجهود التي بذلتها الجهات الرسمية في حكومته من أجل إنجاح قمة بغداد التي اختتمت أعمالها الأسبوع الماضي، والتي انفردت القائمة العراقية بكيل المزيد من التهم لها واصفة إياها بأن نتائجها كانت مخيبة للآمال. واعتبر المالكي طبقا لبيان صادر عن مكتبه وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه خلال استقباله وزير الخارجية هوشيار زيباري وعددا من أركان الوزارة، أن نجاح انعقاد القمة العربية في بغداد هو نجاح للعراق وإبراز لدوره وموقفه في الساحة العربية، وتأكيدا لقدرته على إزالة كل آثار الديكتاتورية وما تلاها في ظل انعدام السيادة.

وقال المالكي إن «الجهود الكبيرة التي بذلتموها جاءت في ظرف استثنائي راهن عليه الكثير، بأن العراق لن يستطيع عقد القمة العربية في بغداد، لكن الواقع أثبت قدرته على تحقيق ذلك، وقد عقدت القمة وتميزت بنجاحها في النواحي التنظيمية والأمنية». وأشاد المالكي بـ«الدور الذي لعبته وزارة الخارجية وكوادرها، التي عملت بشكل متميز في ظل ظروف وتحديات كان أبرزها ما يتعلق بالجانب الأمني، ومساعي أعداء العملية السياسية لاستهداف القمة»، مبينا أن «قمة بغداد أشرت نجاحا سياسيا للعراق مفاده أنه يعمل على توطيد علاقاته مع الجميع». وأضاف: «أمامنا اليوم مسؤوليات كثيرة أهمها بناء الدولة القوية، ليس عسكريا، وإنما قوية بسياستها واقتصادها ودستورها، وما تشهده من أجواء للحرية والديمقراطية والالتزام بالواجبات الوطنية، وتفعيل دور الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى علاقاتها الخارجية التي تقع عليكم المسؤولية في تفعيلها وعكس صورة العراق الحقيقية دوليا».