السوريون يعيدون تسمية شوارعهم برموز ثورية

محوا أسماء تذكرهم بنظام الأسد وأيامه

TT

لم يقتصر التغيير الجذري الذي أحدثته الثورة السورية على البشر فحسب، إنما طال الحجر وأدى إلى تبديل أسماء المناطق والشوارع والأحياء، بحيث عمد الثوار إلى محو كل الأسماء القديمة التي أطلقها عليها حزب البعث الحاكم والنظام، وأطلقوا عليها أسماء جديدة لها رمزيتها ودلالاتها في حياة هذه الثورة الشعبية وشهدائها.

ويجمع الثوار والناشطون على الأرض، على أن هذا التغيير ليس حديثا إنما بدأ فعليا في الشهر الثاني من عمر الثورة، ويشير عضو «مجلس قيادة الثورة في حماه»، أبو غازي الحموي إلى أن «الناس هم من اختاروا تغيير الأسماء القديمة وليس الثوار، وفق إرادتهم بشطب أي اسم يدل على هذا الحكم المتهاوي، واستبداله بأسماء كان لها تأثيرها في مسار الثورة». وقال لـ«الشرق الأوسط»، «إن معظم الشعب السوري بات يرغب محو أثر أي شيء يرمز إلى هذا النظام المجرم، إذ شمل التغيير أسماء عدد من الشوارع والأحياء والمدارس في حماه، والأسماء الجديدة باتت مكتوبة على الجدران والناس أصبحت تتداولها كواقع قائم، فمثلا حي (البعث) بات اسمه حي الكرامة، وشارع الثامن من آذار بات يحمل اسم شارع 15 آذار، الذي يرمز إلى ذكرى انطلاقة شرارة الثورة السورية، أما دوّار الرئيس الموجود على مدخل حماه وكان فيه صنم (تمثال) الرئيس (الراحل) حافظ الأسد، وبعد اقتلاع التمثال بات اسمه دوار الحرية، أما سدّ العاصي فلم يطرأ عليه تغيير لأنه يحمل هذا الاسم منذ ما قبل حكم (البعث)، لكن البعض يطلق عليه الآن اسم ساحة الشهداء لأن عددا من الشهداء سقطوا فيه، في حين أن المدارس التي تحمل أسماء الجلاء وتشرين وغيرها استبدلت بأسماء شهداء الثورة».

وفي حمص لم يختلف الأمر فيها عن باقي المدن، إذ أعلن الناشط على الأرض أبو هاجر الحمصي، أنه «لم يبق شارع أو حي داخل المدينة إلا جرى تغيير اسمه باستثناء الأحياء العلوية الموالية لنظام الأسد». وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن «حي دير بعلبة الجنوبي بات يحمل اسم حي الربيع العربي، وقد اختير له هذا الاسم نظرا للمجازر التي شهدها، ولكونه الحي المحاصر بالأحياء المؤيدة للنظام». وأضاف «لقد استبدل اسم دوار الرئيس باسم ساحة أبو عزيزي تكريما للشهيد التونسي محمد أبو عزيزي، كما أطلق على ساحة الساعة اسم جديد هو ساحة الحرية، بينما تحول شارع الخضر إلى شارع خالد أبو السعود، وهو أول شهيد سقط في حمص». مشيرا إلى أن «كل زاوية في حمص تحمل اسم شهيد من شهدائها الذين اقترب عددهم من الـ3500». لافتا إلى أن «كل المدارس الرسمية والخاصة باتت لديها أسماء جديدة، فمثلا مدرسة الحوري رجوب، تحمل الآن اسم الشهيد هادي الجندي، مدرسة غرناطة أصبحت مدرسة الشهيد جمال الفتوى، مدرسة الروافد، باتت مدرسة الشهيدة الطفلة هاجر تيسير الخطيب، وهي أول أطفال حمص الشهداء».

وانسحب هذا التغيير على مدينة القصير، التي أشار الناشط في تنسيقيتها أنس أبو على، إلى أن «الثوار عمدوا إلى تغيير اسم ساحة الباسل (نسبة إلى باسل الأسد)، وبات اسمها ساحة السيدة عائشة، لكون هذه الساحة كانت نقطة انطلاق التحركات الشعبية والمظاهرات التي كانت تنطلق من الجامع الكبير الذي يقع فيها، أما ساحة شبيبة البعث، فتحولت إلى ساحة الشهداء، وساحة تشرين بات اسمها ساحة الفاروق عمر». ولفت أنس في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «هناك تأخرا في تغيير أسماء المدارس بسبب تأخر الثوار والجيش الحر في السيطرة عليها، ولكون النظام حولها إلى معتقلات للمتظاهرين». مؤكدا أن «أي شارع أو حي لن يبقى على اسمه المعرّف عليه من قبل حكم الأسد».