أزمة «الجنسية» عقبة أمام مرشحي الرئاسة في مصر

أبو إسماعيل والعوا نفيا الشائعات التي طالتهما

TT

اشتعل سباق الانتخابات الرئاسية في مصر بعد تردد شائعات عن أنه سيتم إقصاء أكثر من مرشح رئاسي من الترشح بسبب مشاكل تتعلق بجنسياتهم أو جنسيات آبائهم، وهو ما تم نفيه من قبل المرشحين، وعلى رأسهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، الذي تقول الشائعات إن والدته حائزة الجنسية الأميركية، وهو ما يعد مخالفا لشرط الترشح للمنصب الرفيع في مصر، وفقا للإعلان الدستوري. وهو ما حال دون ترشح الدكتور أحمد زويل، الحائز جائزة نوبل. وطالت الشائعات، التي لم تثبت صحتها بالأدلة القاطعة، كلا من أبو إسماعيل، المحسوب على التيار السلفي، ومحمد سليم العوا، إذ تردد أن الأول والدته كانت تحمل الجنسية الأميركية، وأن والد الثاني كان يحمل الجنسية السورية.

اللافت أن الأزمة زادت من الزخم حول المرشح أبو إسماعيل، بطريقة سلبية وتعدته لاتهام تيار الإسلامي السياسي الذي ينتمي له بالكذب والتدليس، خاصة أن الأزمة تأتي بعد أسابيع من قيام نائب سلفي بادعاء تعرضه لهجوم مسلح بينما اتضح أنه كان يجري عملية تجميل في أنفه.

وتأجج موضوع جنسية أبو إسماعيل بعدما شن الشيخ طارق يوسف، إمام مسجد أولي الألباب في ضاحية بروكلين بولاية نيويورك الأميركية، هجوما حادا على أبو إسماعيل عبر فضائية «دريم» المصرية الخاصة، متهما المرشح الإسلامي بالكذب حول جنسية والدته. وقال يوسف بتحد: «الشيخ حازم يدرك أن والدته حازت الجنسية الأميركية.. وأنا مستعد لمواجهته بالحقيقة».

ونفى أبو إسماعيل بنفسه، ومن خلال حملته أيضا، إشاعات أن تكون والدته كانت تحمل جنسية أخرى غير المصرية. وجاء في بيان نشرته حملته الانتخابية الرسمية أن أخته تحمل الجنسية الأميركية، وأنها كانت مقيمة في أميركا منذ أكثر من عشرين عاما، بينما والدته الراحلة لا تحمل الجنسية الأميركية، ولكن كان معها إقامة (Green Card) يسمح لها بالدخول للولايات المتحدة الأميركية دون الحصول على تأشيرة دخول، وذلك لأنها كانت تدرس العلوم الإسلامية في بعض الجامعات الأميركية وبحكم أن ابنتها تحمل الجنسية الأميركية.

وكانت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة نفت، الأحد الماضي، رسميا تلقيها مستندات رسمية تفيد بحمل والدة المرشح أبو إسماعيل الجنسية الأميركية، مشيرة إلى أنها أرسلت لوزارة الخارجية ووزارة الداخلية ممثلة في مصلحة الجوازات والجنسية رسالتين بشأن جميع المرشحين الذين تقدموا بأوراق ترشحهم حتى الجمعة الماضي، للتحري عنهم.

ونفى أيمن إلياس، أحد أقارب الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وعضو حملته الانتخابية، الشائعات التي طالت والدة الشيخ قائلا «لو يمتلك أحد أوراقا تثبت هذا الكلام فليخرجها للرأي العام»، مضيفا «نحن نلتزم الصمت.. والحجة على المدعي وليست علينا». ويعتقد إلياس أن وقت ظهور تلك الشائعات يرتبط بتخوف البعض من فرص الشيخ حازم القوية في الفوز بالانتخابات، خاصة بعد المسيرة الحاشدة لأنصاره الجمعة الماضي أثناء تقديمه لأوراقه. وفيما يقول مراقبون إن الشائعات التي طالت الشيخ حازم تشكل حجر عثرة في مصداقيته وعقبة كبيرة أمام استكمال حملته من أجل الوصول للقصر الرئاسي، قال إلياس إن «الحملة لم تتأثر إطلاقا بالشائعات والعمل يسير فيها بطريقة طبيعية»، قبل أن يضيف: «الشائعات زادتنا قوة وشعبية وأثبتت أننا نسير على الطريق الصحيح، لذلك يحاول البعض عرقلتنا».

وبعيدا عن أزمة أبو إسماعيل، كشف رامي لكح، نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن المرشح المحتمل الدكتور محمد سليم العوا لا يمكنه الترشح للانتخابات الرئاسية لأن والده يحمل الجنسية السورية، وهو ما رد عليه العوا في بيان له قائلا «والدي ووالدتي لم يحملا سوى الجنسية المصرية»، مضيفا «جدي عبد الله سليم العوا ينتمي لأسرة العوا الشامية التي لا يزال العدد الأكبر من أبنائها يعيش في دمشق»، مشددا على أن جده انتقل إلى مصر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ولم يكن نظام الجنسية معمولا به وقتها حيث كانت كل الدول العربية خاضعة للحكم العثماني.