بعد فترة من الهدوء النسبي.. عودة التوتر الشيعي ـ الشيعي جنوب العراق

تعرض عدد من وكلاء السيستاني لهجمات منسقة

TT

عقب فترة من الهدوء النسبي على صعيد عمليات الاستهداف ومحاولات الاغتيال التي تعرض لها عدد من وكلاء المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، عادت أمس عمليات الاستهداف لتنال هذه المرة ثلاثة من وكلائه في محافظتي بابل والديوانية جنوب العراق.

وطبقا لمصادر الشرطة العراقية في كل من المحافظتين، فإن منزل وكيل المرجع الديني علي السيستاني وسط مدينة الحلة (100 كم جنوب بغداد) تعرض لاستهداف بعبوة ناسفة. وصرح مصدر بأن «عبوة ناسفة انفجرت في باحة منزل حسن الخماسي، وكيل المرجعية الدينية في حي الحسين وسط مدينة الحلة، مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية به»، مبينا أن «الوكيل أو أيا من أسرته لم يصب بأذى». وأضاف المصدر أن «قوة أمنية طوقت المكان وفتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث والجهة التي تقف وراءه». كما تعرض منزل الشيخ محمد توفيق في منطقة كريطعة غرب الحلة، لهجوم بعبوة لاصقة، غير أن العبوة لم تنفجر بسبب عطل فيها، ما مكن رجال الشرطة من تفكيكها دون وقوع إصابات.

وفي محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) المجاورة لمحافظة بابل، تعرض إمام مسجد تابع للسيستاني لهجوم مسلح نفذه مجهولون جنوب المحافظة. وقال مصدر في الشرطة هناك إن مسلحين مجهولين أطلقوا، أمس الثلاثاء، النار من أسلحة رشاشة باتجاه إمام مسجد الهدى التابع للمرجع الديني علي السيستاني، الشيخ علي الخفاجي، لدى خروجه من منزله في منطقة حي الإسكان، جنوب الديوانية، مما أسفر عن إصابته بجروح خطرة.

وكانت مجموعة من وكلاء السيستاني قد تعرضوا في بعض محافظات الجنوب والفرات الأوسط منذ 20 فبراير (شباط) الماضي، لعمليات استهداف بعبوات ناسفة وقنابل يدوية. وإذ تأتي محاولات استهداف ممثلي المرجعية الشيعية بعد تعرض الكثير من مكاتب رجل الدين محمود الحسن الصرخي في محافظات الجنوب والفرات الأوسط لعمليات إحراق في كل من محافظات ذي قار والديوانية والحلة، فإن أتباع الصرخي لا يزالون يتظاهرون كل جمعة في بغداد وعدد من المحافظات بسبب عدم تحقيق مطالبهم.

من جهته اعتبر الأستاذ في الحوزة الشيعية حيدر الغرابي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستمرار في استهداف وكلاء المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يأتي في إطار الصراع الطائفي - السياسي الذي يراد إشعاله في المنطقة تحت ذرائع وأغطية وأسباب مختلفة». وقال الغرابي إن «هناك من يحاول، سواء في الداخل أو الخارج، افتعال الأزمات السياسية وغير السياسية من أجل تمرير صفقات وقضايا تتحول إلى استحقاقات وأمر واقع فيما بعد، من خلال افتعال مثل هذه الأزمات، وآخرها قضية الصرخي وما يرتب عليها من صراع شيعي - شيعي مفتعل في حقيقته ولا أصل له، ولكنه صار في وسائل الإعلام كأنه حقيقة واقعة».

وردا على سؤال بشأن المظاهرات والاعتصامات التي يقوم بها أتباع الصرخي وما ترتب عليها من استهداف لوكلاء المرجعية، قال الغرابي إن «هذا ما يريده الصرخي الذي لا وجود له على أرض الواقع كمرجع ومجتهد، طبقا لكل الوقائع والحيثيات المعروفة في دوائر الحوزة الدينية، لكنه يستفيد مما يجري لأن ما يجري يخدمه إعلاميا».

وكانت المواجهات بين أتباع الصرخي ومقلدي السيستاني قد بلغت أوجها عندما أضرم مجهولون النار في حسينية تابعة للصرخي في ناحية آل بدير التابعة لقضاء عفك شرق الديوانية، ومكتب للصرخي في ناحية السدير جنوب الديوانية، كما تعرض مسجد قيد الإنشاء يعود إلى أنصار الصرخي جنوب غربي البصرة للإحراق بعد يومين على إصابة خمسة أشخاص بينهم عنصران في الشرطة بحريق أضرمه مواطنون غاضبون في مكتب الصرخي في قضاء الرفاعي شمال الناصرية. ونددت المرجعية الدينية في النجف، بدورها، باستهداف عدد من معتمديها ووكلائها في محافظتي ذي قار والديوانية، معتبرة إياها محاولة لتقويض دورها، فيما طالبت الأجهزة الأمنية بحمايتهم أسوة ببقية أبناء الشعب العراقي.