اتفاق بين الصليب الأحمر ودمشق على آلية للتعاون.. ووفد الأمم المتحدة في سوريا اليوم

المعلم: سنستمر في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الإغاثية الدولية

رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر يتحدث للصحافيين والى يمينه مدير الهلال الأحمر السوري عبد الرحمن عطار في دمشق أمس (إ.ب.)
TT

أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي أمس أن وفدا من إدارة عمليات حفظ السلام في الأمانة العامة للأمم المتحدة سيصل اليوم إلى دمشق، لبحث آلية تطبيقية لمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.. فيما أعلن أمس الاتفاق بين سوريا واللجنة الدولية للصليب الأحمر على «آلية للتعاون والتنسيق» لتسهيل مهمة اللجنة الإنسانية بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر في المناطق السورية المتضررة، حسب ما أفاد بيان لوزارة الخارجية السورية.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس إن الجانب السوري سيستمر في توفير «ما يلزم لإنجاح عمل» اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في سياق «مهمتها الإنسانية، وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري». وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السورية، فإن الاتفاق يهدف إلى «تذليل أي عقبات وتحقيق وتثبيت التعاون المرجو ضمن المهمة الإنسانية المحددة».

وجاء هذا الاتفاق خلال زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر إلى دمشق ولقائه وزير الخارجية صباح أمس، بحضور عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري، ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد، ومديري إدارة المنظمات الدولية وإدارة الإعلام.

وبينما قال المعلم إن سوريا ستستمر في «توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري»، أشار البيان الرسمي السوري إلى أن كلينبرغر أعرب عن «تقديره للتعاون الذي تبديه السلطات السورية وسماحها بوصول اللجنة إلى المناطق المتضررة جراء الأحداث الراهنة لتقديم المساعدة لمحتاجيها».

كما التقى جاكوب كلينبرغر وزير الداخلية محمد الشعار، وناقش معه «عددا من الموضوعات المتعلقة بطبيعة عمل ومهام اللجنة في سوريا والتسهيلات التي يمكن أن تقدمها الوزارة بهذا الشأن، وخاصة فيما يتعلق باطلاعها على بعض دور التوقيف ولقاء النزلاء فيها، ولا سيما سجن حلب المركزي».

وقال الشعار إن «جميع نزلاء دور التوقيف، المحكومين منهم والذين هم قيد المحاكمة، يتمتعون بإشراف قضائي، وهم متساوون في الحصول على كافة الخدمات الصحية والإنسانية على اختلاف تصنيف جرائمهم».

وعبر الشعار عن ترحيب وزارته «بأي مساعدة أو نصائح متعلقة بالعامل الإنساني يمكن أن تقدمها منظمة الصليب الأحمر بهذا الشأن»، لافتا إلى أن وزارته «تسعى بشكل مستمر إلى اتخاذ كل ما من شأنه تحسين أوضاع السجناء وتقديم كافة الخدمات الصحية والإنسانية لهم وإعادة تأهيلهم فكريا ونفسيا واجتماعيا، وفق طرق مدروسة تسهم في مساعدتهم على الاندماج بالمجتمع وعدم العودة للتفكير السلبي بعد خروجهم من السجن».

وقال البيان الرسمي إن كلينبرغر نوه إلى «سماح السلطات السورية لوفد لجنة الصليب الأحمر بزيارة سجن دمشق المركزي والاطلاع على أوضاع النزلاء فيه في شهر يونيو (حزيران) من العام الفائت، والتسهيلات التي قدمتها بهذا الخصوص»، ونقل البيان عن كلينبرغر قوله: «أكون غير عادل إذا قلت إنكم لم تتعاونوا معنا؛ على الرغم من أن زيارة وفد اللجنة لم تكن ملزمة لكم بالسماح لنا بزيارة السجن».. معربا عن أمله في «إمكانية تكرار مثل هذه الزيارة بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بما يسهم في تأمين أفضل الظروف الإنسانية الممكنة للموقوفين».

ووصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر إلى سوريا أول من أمس في زيارة استغرقت يومين، وقال بيان صادر عن اللجنة إن الزيارة تهدف إلى «توسيع نطاق المساعدات الإنسانية ووقف القتال وزيارة المعتقلين».

وتعد هذه الزيارة هي الثالثة لرئيس اللجنة الدولية منذ يونيو الماضي، حيث سبق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة قام بها في سبتمبر (أيلول)، كما قام بزيارة موسكو في 19 مارس (آذار) لطلب دعم من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول موضوع الهدنة الإنسانية.

وتسعى اللجنة إلى مناقشة كبار المسؤولين السوريين حول قضايا المعونة الإنسانية، وزيارة مراكز الاعتقال ودراسة «التدابير العملية لتنفيذ مبادرة لوقف القتال لمدة ساعتين يوميا»، وأشار البيان إلى «تطور إيجابي طرأ خلال الأسابيع الأخيرة»؛ يتمثل بحصول اللجنة الدولية على تصريح بالوصول إلى العديد من المناطق المتضررة بسبب الاضطرابات.

زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر تأتي في وقت ينتظر فيه وصول بعثة دولية لحفظ السلام خلال يومين إلى سوريا، حيث أفاد أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أول من أمس بأن «بعثة لحفظ السلام ستتوجه إلى سوريا خلال اليومين المقبلين لبحث آليات عمل المراقبين هناك».. مشيرا إلى أن عمل البعثة سيتمثل في «مراقبة التزام أطراف النزاع في سوريا باتفاق وقف إطلاق النار في حال توقيعه».

من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي أن وفدا من إدارة عمليات حفظ السلام في الأمانة العامة للأمم المتحدة سيصل اليوم إلى دمشق لبحث آلية تطبيقية لمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.

وقال مقدسي في تصريح لصحيفة «الوطن» السورية أمس إن الوفد الأممي سيبحث رؤية مشتركة للتطبيق العملي للخطوات التي تم الاتفاق عليها، مشيرا إلى أن التصور الذي سيتم بحثه يتضمن مسائل تقنية لها صلة بأعداد المراقبين وتحركاتهم وحمايتهم عبر التنسيق مع الجانب السوري.

وأكد مقدسي جدية سوريا في إنجاح مهمة عنان «إلا أن مهمته لا تنحصر مع الجانب السوري فقط، بل هناك أطراف أخرى، لا سيما الإقليمية منها، تعيق التوصل إلى أي اتفاق»، مضيفا أن دمشق تأمل أن يتمكن المبعوث أنان من الضغط على تلك الأطراف لوقف دعمها وتمويلها وإرسال السلاح إلى الجماعات المسلحة في سوريا.

وعن المهل الزمنية التي أشار إليها أنان في كلمته في مجلس الأمن، قال مقدسي إن دمشق بحالة تداول منظم مع أنان وفريقه، وأن ثمة الكثير من التفاصيل التي يجب الوقوف عندها.. رافضا الإعلان عن تواريخ في الوقت الراهن.

وحول الإعلان عن رصد مساعدات لتسليح المعارضة السورية أكد أن هذا التصرف يستهدف الأمن الوطني السوري من جهة وعرقلة صريحة لمهمة عنان من جهة أخرى.