سلفة لمساعدة النازحين السوريين تفجر جدلا سياسيا في الحكومة اللبنانية

أبو فاعور لــ«الشرق الأوسط»: النقاش تجاوز مسألة السلفة رغم كونه أمرا إنسانيا بحتا

TT

رفضت الحكومة اللبنانية طلب وزارة الشؤون الاجتماعية منحها سلفة لمساعدة النازحين السوريين بقيمة 100 مليون ليرة لبنانية (نحو 67 ألف دولار)، وذلك بعد نقاش حاد تحول إلى جدل سياسي خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بالأمس، كما أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، عن «جو غير مؤيد داخل الحكومة للموضوع انعكس رفضا لتمرير السلفة».

وقال أبو فاغور: «لقد تجاوز النقاش داخل الجلسة مسألة السلفة المطلوبة للبحث في ملف التعامل مع موضوع النازحين السوريين إلى لبنان بشكل عام، وقد تبين، كما كان معلوما أصلا، أن هناك انقساما حادا في وجهات النظر حول كيفية التعاطي معهم».

وشدد أبو فاعور على أن «لا قيمة مادية للمسألة لأن كل المطلوب أن تقدم وزارة الشؤون الاجتماعية المساعدة للهيئة العليا للإغاثة التي لا تمتلك كادرا بشريا واسعا لإتمام واجباتها كما هو مطلوب، لكن النقاش ذهب أبعد من ذلك وتحول سياسيا».

وفيما جزم أبو فاعور أنه «لو عرض طرح الموضوع على التصويت لكان سقط»، نفى أن يكون قد طرح مساعدة أبعد من السلفة كإنشاء مخيمات للاجئين أو غيره، قائلا: «نحن لا نرى مصلحة حاليا بإنشاء مخيمات».

وأمل أبو فاعور «لو مر الأمر من دون حصول تجاذب سياسي، لأن الأمر إنساني بحت وعلى الدولة اللبنانية مسؤوليات في هذا الإطار، كون اللاجئين السوريين على أراضيها»، مشددا على أن «لا تقاعس من قبل المعنيين بمساعدة اللاجئين ولكن الدولة يمكن أن تقوم بأكثر من ذلك»، واصفا الأمور حاليا في هذا السياق بـ«المرضية».

وكانت مصادر في المجلس الوطني السوري كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن «مساع يقوم بها المجلس كما فعاليات منطقة عرسال اللبنانية حيث توجد أعداد كبيرة من اللاجئين لتأمين خيام جاهزة يقطن فيها اللاجئون، خاصة أن الطقس يتحسن وبات يسمح بأن يمكث اللاجئون في خيام». وأوضحت المصادر أن «الجهود التي تبذل في هذا الإطار تضاعفت بعد ارتفاع أعداد السوريين في عرسال لحد لم تعد منازل المواطنين اللبنانية قادرة على استيعابها».

يذكر أن المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقدر عدد اللاجئين في لبنان بـ15 ألفا، 8500 منهم يقطنون في شمال لبنان فيما يوجد 6000 في مناطق البقاع و500 في بيروت. بالمقابل، يؤكد «ائتلاف الجمعيات الخيرية» نزوح أكثر من «27 ألف مواطن سوري إلى لبنان منذ ثلاثة عشر شهرا»، مؤكدا أن الأرقام دقيقة وأحصتها ثلاثون جمعية منضمة إلى الائتلاف.

ويتحدث ائتلاف الجمعيات عن حاجة النازحين السوريين اليوم إلى نحو 2500 وحدة سكنية، وإلى مخيمات أو مجمعات تؤسسها لهم الدولة.