تركيا: الأمم المتحدة دعمت بتخاذلها القمع في سوريا بشكل غير مباشر

نبيل العربي: الجامعة العربية لا تؤيد التدخل العسكري

متظاهرون سوريون يهتفون ضد النظام في مظاهرة ليلية بأحد أحياء دمشق أمس (أ.ب)
TT

اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن - التابع للأمم المتحدة - أمس بدعم «القمع» الذي يتعرض له الشعب السوري بصورة غير مباشرة، وذلك عبر إخفاقه في اتخاذ موقف موحد بشأن الأزمة السورية.. بينما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، إن الجامعة لا تؤيد استخدام القوة ضد سوريا لإجبارها على إنهاء حملتها ضد الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عام.

وقال أردوغان في اجتماع مع الهيئة البرلمانية لحزبه (العدالة والتنمية) الحاكم في البلاد في كلمة أوردتها صحيفة «توادي زمان» التركية: «من خلال عدم اتخاذه قرارا، دعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل غير مباشر القمع.. وقوفنا مكتوفي الأيدي بينما يموت الشعب السوري كل يوم هو دعم للقمع»، مضيفا: «لن ندير ظهورنا للشعب السوري، لن نترك الشعب السوري لمصيره».

وبعد أن كانت تركيا صديقة لدمشق أصبحت منتقدة عنيفة للرئيس السوري بشار الأسد في حملته المستمرة منذ عام ضد معارضيه ودعته إلى التنحي.. وفي فبراير (شباط) وصف رئيس الوزراء التركي استخدام الصين وروسيا لحق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن بشأن سوريا بأنه «مهزلة بالنسبة للعالم المتحضر».

وكان أردوغان قد انتقد في وقت سابق المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لعدم دعوته إلى الإطاحة بالأسد، وقال: «إن أي خطة تضع الظالم والمظلوم في نفس الشريحة تعمل على استمرار العنف». وأضاف أردوغان أن العالم فقد الثقة في الأسد، مؤكدا أن تصديق وعوده سيمنحه الفرصة لارتكاب «مزيد من المجازر».

وقال أردوغان، أمس، أيضا إن حكومته تعمل على تأمين الإفراج عن اثنين من الصحافيين الأتراك فقدا في سوريا منذ نحو شهر. وأضاف: «نواصل جهودنا المكثفة فيما يتعلق بالصحافيين التركيين المحتجزين في سوريا. نواصل جهودنا على كل المستويات لتأمين الإفراج عنهما فورا وضمان عودتهما إلى تركيا»، ولكنه لم يذكر على وجه التحديد الجهة التي تحتجزهما، وما إذا كانت تتبع النظام السوري أو المعارضة.

من جهة أخرى، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، إن الجامعة لا تؤيد استخدام القوة ضد سوريا لإجبارها على إنهاء حملتها ضد الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عام.

وجاءت تصريحات العربي بعد يوم من إعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أن سوريا تعهدت بسحب جميع وحداتها العسكرية من المدن بحلول العاشر من أبريل (نيسان) لتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار مع المعارضة بعد يومين من ذلك.

وقال العربي في أعقاب اجتماع مع وزير خارجية جمهورية التشيك إنه يعتقد أن على الأمم المتحدة أن تجبر سوريا على إنهاء العنف، لكنه أضاف أن الجامعة العربية لا تؤيد التدخل العسكري في سوريا.

وقال دبلوماسيون إن أنان حث مجلس الأمن على مناقشة إرسال بعثة مراقبة إلى سوريا في ضوء قبول الرئيس السوري بشار الأسد مهلة العاشر من أبريل، رغم عدم تراجع حدة العنف حتى الآن.

وتعهد الأسد مرارا بإنهاء حملته على النشطاء المناهضين للحكومة التي دفعت سوريا إلى حافة حرب أهلية لكنه لم يفِ بتعهداته.