اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في حماه وحمص ودرعا

إعلان تفتناز «مدينة منكوبة» في إدلب.. وتخوف من تكثيف النظام لعملياته العسكرية في الأيام المقبلة

صورة من موقع «أوغاريت» لناشط يشير الى ما خلفته قوات نظام بشار الأسد في منزل بدرعا بعد حرقه أمس
TT

اتهمت المعارضة السورية أجهزة الأمن السورية بمواصلة حملاتها العسكرية ضد عدد من المناطق السورية، وذلك قبل أيام من انتهاء مهلة لتطبيق الخطة الدولية لوقف إطلاق النار والمحددة في العاشر من الشهر الحالي. وبينما استمرت أعمال العنف وإطلاق النار في محافظات عدة، وتحديدا في إدلب، أبدى ناشطون ومعارضون سوريون خشيتهم من سعي النظام السوري لتكثيف عملياته العسكرية في الأيام المقبلة وزيادة حملات المداهمة والاعتقال في المناطق التي تشهد تحركات شعبية حثيثة مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد وإسقاط نظامه.

وفي حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في محصلة أولية ظهر أمس، بمقتل 18 جنديا في محافظات إدلب وحمص ودرعا و4 منشقين في إدلب - أعلن المجلس الوطني السوري مدينة تفتناز في محافظة إدلب مدينة «منكوبة». واتهم، في بيان أصدره، النظام السوري بـ«الاستمرار في نهجه الإجرامي في حرب الإبادة ضد الشعب السوري»، ولفت إلى أن «المدينة تتعرض لحملة عسكرية شاملة، حيث قام النظام باقتحامها بعشرات الدبابات والمدرعات، وتم قصفها من خلال المروحيات، وارتكب مجازر متكررة من تهديم البيوت على ساكنيها وتهديم أحياء كاملة والتصفيات الميدانية أثناء الاقتحامات للمنازل والقصف الصاروخي».

وقال «المجلس الوطني» إن «مدينة تفتناز المنكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى التي تستدعي تحركا دوليا فوريا لإجبار النظام على سحب دباباته وإيقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة ضمن رده على مبادرة المبعوث الأممي كوفي أنان التي تعكس استجابة النظام لها»، مطالبا «منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء، حيث إن جثث بعضهم ملقاة في الشوارع، والإفراج عن المحتجزين من النساء والأطفال في الملاجئ». وطالب «دول الجوار، وتحديدا الصديقة تركيا، بتوفير نقاط طبية عاجلة على الحدود التركية لاستقبال الجرحى القادمين من المدينة».

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «جيش النظام أحرق أكثر من 23 منزلا في المدينة، وشن عصر أمس حملة اعتقالات طالت قرابة 50 شخصا، إضافة إلى فرض حالة حظر تجول وتصفية أي شخص يمر على الطريق». وبينما أشارت إلى «تواصل القصف وقطع الاتصالات، في ظل وضع إنساني صعب للغاية بسبب نقص المواد والكوادر الطبية»، أفادت مساء بارتكاب الجيش النظامي لـ«مجزرة في المدينة أدت إلى سقوط الكثير من الشهداء والجرحى، من دون أن تتمكن حتى مساء أمس من إحصاء عددهم، لأن معظمهم كان لا يزال تحت الأنقاض».

وفي محافظة حماه، أعلن «مجلس قيادة الثورة» عن «اكتشاف مقبرة جماعية تحوي ما يقارب 35 جثة مجهولة الهوية في مدينة حماه»، وأشار إلى «خروج مظاهرات طلابية من مدرسة إبراهيم الصواف في حي القصور ومظاهرة طلابية في حي غرب المشتل صباح أمس». وذكر أن «حملة مداهمات شنتها قوات الأمن وعناصر من (الشبيحة)، أمس، في سريحين وقرب ضاحية الشهيد»، في حين خرجت «مظاهرات بعد صلاة العشاء في طل والفصور والصابونية وغرب المشتل». كما شهد شرق مدينة حماه «اشتباكات عنيفة بين (الجيش الحر) وكتائب النظام»، على حد تعبير المجلس في بيانه اليومي.

ولا يزال أهالي مدينة قلعة المضيق في ريف حماه يعيشون مأساة إنسانية كبرى بعد الاقتحام الأخير الذي نفذته قوات الأمن السورية. وأفاد ناشطون بأن أكثر مائتي منزل في المدينة قد دمروا بشكل كامل، و500 منزل بشكل جزئي. كما طال الخراب المحال التجارية ومصادر الرزق الأخرى للسكان. وذكر مجلس قيادة الثورة في حماه أن «سكان القلعة الأثرية - وهم ثلاثة آلاف نسمة - طُردوا من منازلهم بعد تحويل القلعة الأثرية إلى ثكنة عسكرية»، متحدثا عن وجود أكثر من 1200 عائلة مشردة تماما في قلعة المضيق.

في موازاة ذلك، تابعت قوات الأمن السورية، وفق ما أعلنه ناشطون سوريون أمس، حصارها على أحياء مدينة حمص، حيث أفادوا بحصار طال أمس حي الحميدية، وانتشر في داخله عناصر من «الشبيحة» والأمن. وبث ناشطون صورا تظهر تعرض مناطق عدة في حمص للقصف صباح أمس. كما تعرض حي تلبيسة لقصف بقذائف صاروخية، وطال قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة أحياء باب هود والحميدية ودير بعلبة، التي شهدت اشتباكات بين «الجيش الحر» والقوات النظامية، إثر اقتحامها للحي صباح أمس.

كما ذكر ناشطون سوريون أن «اشتباكات عنيفة بين (الجيش الحر) وقوات الأمن وقعت على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر». وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أنه «تم قصف مستودعات الهلال الأحمر في مدينة حمص وإحراق محتوياتها».

وفي ريف دمشق، ذكر ناشطون أن انفجارا وقع في بلدة بيت سحم وأدى إلى سقوط بناءين بالكامل، ومقتل أم وولديها من آل الغوراني، إضافة إلى مقتل عائلة بكاملها من دوما كانت تقيم لديهم، لترتفع الحصيلة النهائية إلى 15 قتيلا.