ناشطون يتهمون النظام السوري باغتصاب النساءلترهيب المعارضات

تخصيص يوم للمعتقلة نورا الجيزاوي وتخوف على مصيرها

TT

خصصت المعارضة السورية يوم الثلاثاء الماضي للناشطة نورا الجيزاوي، التي تقول المعارضة إن قوات الأمن السورية اختطفتها منذ أسبوع من محطة بولمانات (حافلات) دمشق أثناء توجهها إلى مدينة حلب واقتادتها إلى جهة مجهولة.

وتعد نورا من أبرز النشطاء في سوريا بشكل عام ومدينة حمص بشكل خاص، حيث عملت في المجال الإغاثي والإنساني والإعلامي لدعم الحراك السلمي المطالب بحرية الشعب السوري وديمقراطيته. ويتخوف حازم، وهو أحد منظمي الحملة الإلكترونية لإطلاق سراح نورا الجيزاوي، من تعرض الناشطة السورية (24 عاما) للتعذيب على يد الأمن السوري.

ويقول «بصراحة نحن نخشى الأسوأ، هناك الكثير من الفتيات المعتقلات اللواتي تعرضن للاغتصاب على يد الشبيحة وعناصر المخابرات الموالية للنظام السوري. لا توجد أي معلومة عن نورا منذ اعتقالها في 28 مارس (آذار) حتى الآن. الوحشية التي يعامل بها الأمن الأسدي المعتقلين لديه تجعلنا نشعر بالقلق. تهمنا كثيرا سمعة الفتاة، لكن لا بد من فضح ممارسات هذا النظام والتحذير منها».

وكان معارضون سوريون نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو تظهر اعترافات لعناصر ينتمون إلى ميليشيات تابعة للنظام قاموا باغتصاب فتيات في مناطق تم اقتحامها، إضافة إلى نشر العديد من الشهادات المصورة لفتيات تعرضن للاغتصاب داخل معتقلات نظام الرئيس بشار الأسد.

وقد عمدت المعارضة السورية إلى عدم ذكر حوادث الاغتصاب التي ارتكبتها عناصر موالية للنظام في مدن درعا وحمص وريف دمشق بسبب التقاليد والأعراف الاجتماعية. إلا أن العديد من المنظمات الحقوقية أشارت في تقاريرها إلى وقوع هذه الارتكابات من قبل نظام الأسد. ويبين أحد أشرطة الفيديو الذي بثه معارضون على «فيس بوك» قيام عناصر من الجيش النظامي بإجبار فتاة في حي بابا عمرو على الدخول مع أحد الجنود إلى مكان مغلق.

ويعتقد أحد أعضاء تنسيقية ريف دمشق أن النظام السوري يستهدف بشكل خاص الطلاب الجامعيين وناشطي المجتمع المدني. ويقول «نورا، وهي خريجة كلية الأدب العربي من جامعة حمص، تدرس الماجستير في السنة الثانية تخصص النثر العالمي، وتشكل خطرا على النظام أكثر من الفلاح البسيط الذي ينجر بسرعة إلى السلاح والعنف.. لذلك عمد النظام إلى خطفها وسجنها مع الكثير من الطلاب والطالبات». ويضيف الناشط المعارض «معروف عن النظام السوري أنه قذر في أساليب تعذيبه وإخضاعه للآخرين، فهو لا يعرف قيما ولا دينا ولا أخلاقا، فيستخدم الاغتصاب كأداة للانتقام من الفتيات اللواتي تمردن ضده، لكن هذا لا يعني أن أي فتاة تدخل إلى المعتقل يتم اغتصابها، فهذا أمر مبالغ فيه. أظن أن نورا تتعرض لضغوط نفسية فقط ولم يصبها أي مكروه».

يذكر أن السجون السورية تغص بالنساء والفتيات اللواتي شاركن في الثورة المناهضة لنظام الحكم، كما أن نظام الأسد يعتقل المدونة السورية طل الملوحي قبل سنة تقريبا من اندلاع الاحتجاجات الشعبية بتهمة نشر مقالات ذات خلفية سياسية على مدونتها الخاصة.

وفي سياق ذي صلة، أظهرت لقطات بثتها صحيفة «نيويورك تايمز» على موقعها الإلكتروني، قالت إن ناشطين قاموا بإرسالها إلى موقعهم، من يبدون كجنود بالجيش النظامي السوري، بينما تبدو عليهم أمارات الشماتة وعدم الاحترام لجثث بعض القتلى. وقالت الصحيفة إن الناشطين قالوا إن الجنود صوروا بعضهم بعضا أثناء المزاح حول الجثامين في بابا عمرو ودرعا. وكانت أكثر هذه اللقطات إثارة للأسى لقطة ظهر فيه أحد الجنود بينما يقف فوق «كومة من الجثث» متفاخرا بأنه قتلهم عبر استهدافهم برصاصاته في عيونهم.