إطلاق رصاص على مقر إقامة جعجع.. و«14آذار» تعتبره يطالها في الصميم

قال إن هناك أوجه شبه مع اغتيال الحريري وإن فريقا من الداخل شارك فيها

سمير جعجع
TT

كشف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه تعرض لمحاولة اغتيال يوم أمس خلال نزهة له في مقر إقامته في معراب، متحدثا عن إطلاق رصاص وبشكل مباشر عليه من قبل قناص، وقال: «أنا كنت دائما أقول إن المحاولات كان الهدف منها توجيه رسالة، أما هذه المرة فكان المراد أن تكون هذه هي الرسالة الأخيرة».

وربط جعجع محاولة اغتياله بظروف اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، «الذي جل ما قام به هو أنه بدأ يزداد حجما أكبر من المعطى له وبعد أن تبين لخصومه أن الشعب اللبناني بدأ يلتف حوله وأنه سوف ينال حصة وازنة في انتخابات عام 2005». وقال: «إننا أمام حلقة جديدة من مسلسل الإرهاب والاغتيالات والإجرام الذي اعتقدنا أنه توقف بعد اتفاق الدوحة ولكن يبدو أنه عاد اليوم مجددا».

ولم يخف جعجع أن لديه شكوكا، وقال: «الطرف الذي يقف وراء عملية محاولة اغتيالي محترف بامتياز والدليل هو الأسلحة التي استخدمت من هذه المسافة، التي تصل إلى نحو 4 كيلومترات، والتي جرت المراقبة منها». وتابع في سياق متصل: «لم يتم خرق أمن معراب إلا أن ما حصل هو محاولة استهداف عن بعد بأجهزة متطورة جدا لا أخفيكم أنها تفوق قدراتنا، فهناك إمكانية أنهم قاموا بوضع كاميرا على بعد 4 كلم تقوم بمراقبة المركز 24 ساعة على 24. لترصد التحركات وتعطي الأوامر لفرقة تقوم بالتنفيذ عند إيجاد أي فرصة للاختراق».

وعن سبب محاولة اغتياله، قال جعجع: «نحن على مقربة سنة من الانتخابات والرئيس رفيق الحريري اغتيل على بعد أشهر منها، فهناك أوجه شبه كثيرة بين عمليتي الاغتيال بغض النظر عن الفارق بين الأشخاص والمواقع، وأنا متأكد أن محاولة الاغتيال هذه تأتي في السياق نفسه بدءا من محاولة اغتيال مروان حمادة مرورا باغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولا إلى سائر شخصيات وقيادات 14 آذار وثورة الأرز»، معربا عن خوفه من عودة مسلسل الاغتيالات انطلاقا من هذه الوقائع، ومحذرا «القيادات الوطنية بوجوب أخذ الحيطة والحذر».

وعما إذا كانت مواقفه الأخيرة ولا سيما تلك التي أطلقها في البيال لمناسبة ذكرى حل حزب القوات اللبنانية (كانت سببا في محاولة الاغتيال)، لفت جعجع إلى أنه «من المؤكد أن هذه المواقف باتت تزعجهم وهي سبب يضاف إلى الأهداف من محاولة الاغتيال، متمنيا أن «يفكر الشعب اللبناني بالهدف من وراء هذا الاستهداف إذ من البديهي أن هناك فريقا من الداخل شارك في العملية فهل نزلوا من السماء؟».

ودانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار «الاعتداء بالرصاص الذي تعرض له مقر القوات اللبنانية، مطالبة الدولة اللبنانية بكل أجهزتها الدستورية «كشف ملابسات هذه الحادثة الخطيرة التي طالت رمزا وطنيا كبيرا وقائدا من قيادات 14 آذار، خاصة أن هذا الاعتداء يأتي في سياق التحريض الممارس من قبل رموز لا تزال تدور في فلك النظام السوري».

وفيما طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي «تكثيف التحريات لكشف الفاعل وتوقيفه لقطع دابر كل محاولة لإثارة الفتنة في البلد»، اتصل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري بجعجع معربا عن «مشاعر التضامن والاستنكار بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها»، معتبرا أن «محاولة الاغتيال هذه تأتي في سياق مسلسل طويل من استهداف القيادات الوطنية اللبنانية محاولة شطب رمز من الرموز السياسية التي لها مكانتها ووزنها في الحياة السياسية اللبنانية». وأضاف الحريري: «إن هذا الاعتداء الإرهابي الذي فشل بمشيئة الله وحمده يرتب مسؤوليات كبيرة على السلطات اللبنانية السياسية كما الأمنية، لمتابعة القضية وكشف ملابساتها كافة وإطلاع الرأي العام على حقيقة ما جرى وما يتم التخطيط له للنيل من لبنان واستقراره». وأردف قائلا: «إنها مناسبة لتكرار تضامننا مع الدكتور سمير جعجع والتزامنا معه ومع الحلفاء في 14 آذار كافة بخط الدفاع عن نظام لبنان الديمقراطي وحق اللبنانيين في دولة سيدة مستقلة متحررة من الوصاية ومن إرهاب السلاح ومن يستخدمونه أداة لحرف الحياة السياسية الديمقراطية عن مسارها الطبيعي عند كل استحقاق».