الخرطوم وجوبا توقفان مفاوضاتهما في أديس أبابا

لم تتوصلا إلى اتفاق

TT

انتهت المفاوضات بين وفدي السودان وجنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس، من دون التوصل إلى اتفاق لوقف التدهور على الحدود بين البلدين.

وقال باقان أموم، رئيس وفد جنوب السودان في المفاوضات، في ختام الاجتماع، إن الأجواء «لم تكن جيدة»، متهما السلطات السودانية بالانسحاب من المفاوضات. وأكد أن أعضاء الوفد السوداني «قد غادروا القاعة.. نحن مستعدون للتوقيع، لكن الخرطوم سارعت إلى التهرب».

من جهته، قال إبراهيم محمود حامد، وزير الداخلية السوداني، إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق رسمي الأسبوع المقبل، بعد زيارة يقوم بها الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي، إلى كل من الخرطوم وجوبا، في إطار وساطة بين الطرفين باسم الاتحاد الأفريقي.

وأضاف حامد: «نحن مصممون على التوصل إلى وقف للأعمال العدائية، وثانيا، على أن يتوقف كل من الطرفين عن دعم أي مجموعة متمردة» على أراضي الآخر.

وعقد وفدان من السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الأفريقي أول لقاء من نوعه منذ المعارك التي اندلعت بين بلديهما الأسبوع الماضي.

وفي 26 و27 مارس (آذار) الماضي خاض جيشا جوبا والخرطوم معارك غير مسبوقة منذ استقلال جنوب السودان في يوليو (تموز) الماضي، تخللتها غارات جوية واقتحامات بالدبابات وقصف بالمدفعية الثقيلة. ويتهم كل طرف الآخر بشن الهجوم.

وقال العبيد أحمد مروح، المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، لـ«الشرق الأوسط»: «إنه لم يتم التوصل في جولة المفاوضات الأخيرة في أديس أبابا إلى التوقيع على أي اتفاق، ولكن هناك ثلاث قضايا ما زالت محل خلاف بين مفاوضي البلدين. القضية الأولى هي الحدود، إذ تقدم وفد السودان باقتراح يعتبر حدود 1-1-1956 حدودا مؤقتة إلى حين حسم قضايا الحدود المختلف عليها. والقضية الثانية هي فك الارتباط بين الجيش الشعبي والفرقتين التاسعة في جنوب كردفان والفرقة العاشرة في النيل الأزرق؛ لأنهما ما تزالان جزءا من هيكلة الجيش الشعبي من حيث الرتب والزي والسلاح والعمل الإداري من نقل وتحركات للأفراد، وإتمام عملية إدماج بعضهم في القوات النظامية، وتسريح البعض الآخر، وإعادة دمجهم في المجتمع. والقضية الثالثة هي الالتزام بوقف العدائيات العسكرية ودعم وإيواء المعارضين، وأن يكون النص صريحا في تسمية هؤلاء المعارضين، وأن يكون الالتزام صريحا في هذا الخصوص، مع وجود آلية مراقبة مشتركة، بالإضافة إلى طرف ثالث لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق».

وأضاف مروح أنه تم الاتفاق على بعض القضايا، منها وقف العدائيات بين البلدين، وسحب الجيوش إلى مناطق متفق عليه بعيدا عن المناطق الحدودية. وذكرت مصادر مقربة من الوفد الحكومي السوداني في مفاوضات أديس أبابا، لـ«الشرق الأوسط»، أن الوسيط الأفريقي، ثابو مبيكي، طرح أمس رؤية لحل الموقف، مشيرة إلى أربعة اجتماعات عقدها مبيكي مع وفدي البلدين، طلب خلالها رؤية كل طرف مكتوبة للتوفيق بينهما، وصياغتهما في مقترح واحد.

وذكرت المصادر ذاتها أن هناك اتفاقا مبدئيا ظهر بين الطرفين على الوقف الفوري لإطلاق للنار ووقف التصعيد الإعلامي وتأمين الحدود، بجانب تكوين آلية رفيعة المستوى من الاتحاد الأفريقي لمراقبة التوترات التي تنشأ على الحدود وتقود للاحتكاكات، وأكدت أن اجتماع أمس لم يتم فيه التوقيع على البروتوكول، وسترفع المفاوضات للسبت المقبل.