«معركة الرسائل» بين عباس ونتنياهو

عريقات: الرسالة جاهزة وطلبنا موعدا لتسليمها ونحن في الانتظار

TT

بعد أن توقفت معارك المفاوضات المباشرة وحتى غير المباشرة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية بعيد قمة واشنطن لاستئناف المفاوضات في سبتمبر (أيلول) 2010، وكذلك تعطلت الاتصالات العلنية منها وربما السرية - يخوض الطرفان في الوقت الحاضر ما يمكن أن يطلق عليه اسم «معركة الرسائل»، بعدما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إعداده الرد على رسالة تعدها القيادة الفلسطينية حول مفهومها وتصورها لاستئناف المفاوضات.

وتعكف القيادة الفلسطينية منذ بضعة أسابيع على إعداد هذه الرسالة. وأصبحت هذه الرسالة التي طال انتظارها إلى درجة أنها باتت تعرف بـ«أم الرسائل»، جاهزة الآن حسب ما قاله صائب عريقات، كبير المفاوضين رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط».

ولكن هذه الرسالة لن تكون الرسالة الفلسطينية الوحيدة، بل سيكون هناك رسائل أخرى ستوجه إلى قادة العالم حول ذات الموضوع، حسب ما ذكر حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

وقال عريقات أيضا إنه تقدم رسميا بطلب إلى مكتب نتنياهو لتحديد موعد للقائه وتسليمه الرسالة. لكن كما أكد عريقات، فإن «الجانب الإسرائيلي لم يرد بعد ونحن في الانتظار.. وكل ما يقال غير ذلك تخمينات صحافية لا علاقة لها بالواقع».

وأكد عريقات ما كان قد قاله لـ«الشرق الأوسط» يوم الأحد الماضي عن أن الوفد الذي سيقوم بمهمة تسليم الرسالة لم يشكل بعد، مشيرا إلى أن هذا القرار هو بيد الرئيس (محمود عباس) أبو مازن الذي عاد أول من أمس إلى رام الله بعد زيارة إلى القاهرة وضع خلالها حجر الأساس لسفارة فلسطين في العاصمة المصرية. والتقى أبو مازن في مقر الرئاسة مبعوث السلام الأميركي ديفيد هيل.

لكن وعلى الرغم من عدم تشكيل الوفد رسميا، فإنه يجري الحديث، كما كانت «الشرق الأوسط» قد ذكرت في تقارير سابقة، عن أن الوفد سيكون ثلاثيا وسيضم رئيس الوزراء سلام فياض وعريقات ومحمد شتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وهو أحد المفاوضين.

يذكر أن الرسالة ستشمل استعراضا لتجربة عملية السلام بين الجانبين على مدى العقدين الماضيين، وتحدد شروط الفلسطينيين لإعادة عملية السلام بين الجانبين، وهي: «قبول الحكومة الإسرائيلية بمبدأ الدولتين على حدود عام 1967، مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي متساو بالقيمة والمثل، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية، والإفراج عن المعتقلين، خاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994، وإلغاء كافة القرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية منذ عام 2000». وتتضمن الشروط أيضا «احترام الاتفاقات الموقعة، إذ لا يجوز أن يبقى الالتزام بالاتفاقات الموقعة والالتزامات الدولية قائمة من الطرف الفلسطيني فقط».

وفي إسرائيل، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، أن نتنياهو، يعتزم قريبا توجيه رسالة جوابية إلى أبو مازن يدعوه فيها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل في أسرع وقت ومن دون شروط مسبقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى قوله إن الرسالة ستكون ردا على رسالة مشابهة يعتزم محمود عباس توجيهها لنتنياهو في الأيام القريبة.

وكشفت الصحيفة أن مضمون رسالة نتنياهو أصبح جاهزا، قبل أن يقرأ رسالة أبو مازن، وستكون بمثابة «رسالة سياسية واضحة مفادها استعداد إسرائيلي لاستئناف المحادثات التي جرت خلال يناير (كانون الثاني) الماضي في العاصمة الأردنية عمان، تحت رعاية الرباعية الدولية والعاهل الأردني الملك عبد الله». وسيؤكد نتنياهو استعداده لمناقشة القضايا الجوهرية: الحدود، والأمن واللاجئين والمياه والمستوطنات والقدس.

وبحسب «هآرتس»، فإن نتنياهو سيبلغ عباس أنه لا يضع شروطا مسبقة، ويتوقع من الفلسطينيين ألا يفرضوا شروطا مسبقة. ومع ذلك، سيؤكد نتنياهو أن إسرائيل ستطالب أن يشمل أي اتفاق اعترافا بها كدولة للشعب اليهودي، وترتيبات أمنية مناسبة. ونقل الموقع عن المسؤول قوله إن النص النهائي لرسالة نتنياهو سيوضع بعد وصول رسالة أبو مازن.