رئيس الصليب الأحمر في درعا.. والمجلس الوطني يعتبر أن هدف الزيارة لم يتحقق

محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»: ما ظهر على الأرض يعكس انحرافا في عمل اللجنة

عامل سوري بمنظمة الهلال الأحمر السوري يفرغ مساعدات غذائية وطبية في درعا أمس (أ.ف.ب)
TT

في اليوم الثاني لزيارته إلى سوريا، وبعد لقائه كلا من وزراء الخارجية والصحة والداخلية، كان لرئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية، جاكوب كلينبرغر جولة ميدانية في منطقة درعا برفقة محافظ درعا محمد خالد الهنوس ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار ورئيسة بعثة اللجنة في سوريا ماريان غاسر، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا)، التي نقلت عن لسان كلينبرغر قوله إنه رغم لقائه المسؤولين السوريين؛ لكنه يفضل الذهاب إلى المناطق ليرى الواقع بنفسه ويتعرف على النشاطات التي يغطيها الصليب الأحمر بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر السوري.

وعن هذه الزيارة، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة لـ«الشرق الأوسط»: «إن رئيس اللجنة الدولية أجرى مباحثات مع وزراء الخارجية والصحة والداخلية حول آليات وقف إنساني لإطلاق النار في مناطق القتال لساعتين يوميا بحيث تتمكن البعثة من إيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى من الطرفين وزيارة أماكن الاعتقالات في كل المناطق السورية».

وفي حين أشار دباكة إلى أنه سيتم اليوم الإعلان عن نتائج الزيارة، لفت إلى أنها شملت مناطق «أزرع وشيخ» و«مسكين» و«نوى» في ريف درعا. وأضاف أن «هذه الزيارة هي الثالثة لرئيس لجنة الصليب الأحمر إلى سوريا منذ بدء الأحداث، لكن في الزيارة الأولى التي كانت في يونيو (حزيران) الماضي، لم يكن التجاوب بقدر ما كنا نرغب، وفي الزيارة الثانية تم توسيع دائرة عملنا إلى مناطق إضافية، وتمكنا من زيارة السجن المركزي في دمشق. أما في هذه الزيارة فالهدف من المحادثات هو التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية يومية لإدخال المساعدات إلى المدنيين وزيارة المعتقلين».

وأشاد دباكة بعمل فريق الهلال الأحمر العربي السوري الذي يقوم بجهود كبيرة منذ بدء الأحداث حتى اليوم، لافتا إلى أن عمل الصليب الأحمر الموجود في سوريا منذ 24 سنة، كان يرتكز في المرحلة السابقة على تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي الجولان المحتل، ولا سيما في ما يتعلق بدخولهم إليها وخروجهم منها، لكنه منذ بدء الأحداث في سوريا، تحول عمله إلى تقديم المساعدات وإغاثة المدنيين في المناطق السورية. وقدمت اللجنة الدولية، بحسب دباكة، شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية «تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الأحمر في درعا» تمهيدا لتوزيعها.

من ناحية أخرى، أكد دباكة تعرض مستودع في منطقة القرابيس بحمص، كان يستخدمه الهلال الأحمر السوري لتخزين المساعدات، إلى حريق.

من جهته، شكك عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني في عمل بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا قد رحبنا بأي مبادرة تؤمن المساعدات الإنسانية للسوريين، لكن ما ظهر على الأرض يعكس انحرافا في عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لا سيما أن زيارة رئيسها التي كانت برفقة قوات الأمن، اقتصرت على مناطق خارجية في درعا، ولا سيما منها منطقة المطار، التي توجد بها مقرات الأمن العسكري واللواء 132 والمساكن العسكرية وفوج الدفاع الجوي والأمن السياسي؛ في الوقت الذي كانت فيه التفجيرات تهز مناطق أخرى في درعا».

وأكد سرميني أن اللجنة لم تدخل إلى الأحياء الداخلية، وإلى أبرز المناطق التي تعرضت للقصف، وبالتالي الزيارة لم تحقق الهدف المرجو منها، وكشف الجرائم التي ارتكبها النظام، سائلا «كيف يمكن أن نرضى أن تكون تقارير ونتائج هذه الزيارة مبنية فقط على تعليمات النظام، من دون التواصل معنا وتجاهل آراء المعارضين».

وطالب سرميني الصليب الأحمر بتوضيح أهداف مهمته، مؤكدا أن المجلس الوطني مستعد لتوفير كل البيانات والمعلومات التفصيلية له عن المناطق المنكوبة لزيارتها والاطلاع على أوضاع السوريين فيها.

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا أعلنت فيه أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعرض تفاصيل عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحتياجاتها في مجال العمل الإنساني على الأراضي السورية، وجدد التأكيد على «استمرار سوريا في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري».

ولفت البيان إلى أنه تم الاتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السوري من جهة، وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة أخرى، بغية تذليل أي عقبات وتحقيق وتثبيت التعاون المرجو ضمن المهمة الإنسانية المحددة.